انتعاشة في صادرات المناجم والفوسفات تخفّف أزمة تونس الاقتصادية

قطاع الفوسفات يشهد منذ مدة تحسّنا لافتا، فيما تمكنت تونس من استعادة أسواقها التقليدية على غرا الآسيوية والأميركية والأوروبية.

تونس - كشفت آخر إحصائيات المعهد الوطني للإحصاء في تونس عن ارتفاع في صادرات المناجم والفوسفات ومشتقاتها بنحو 37.5 في المئة خلال الأشهر الماضية مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، في أحدث مؤشر على بداية تعافي أحد أهم القطاعات التي تعوّل عليها تونس لتجاوز أزمتها الاقتصادية الخانقة، فيما شدد الرئيس التونسي قيس سعيد على ضرورة بذل الجهود لعودة إنتاج الفوسفات إلى مستويات ما قبل الثورة لافتا إلى أن البلاد بإمكانها إنتاج أكثر من 10 ملايين طن سنويا من هذه المادة. 

وأشارت الإحصائيات إلى أن الزيادة في صادرات المناجم والفسفاط شملت أيضا قطاع النفط الخام الذي بلغت نسبة نمو صادراته 79.3 في المئة نهاية أغسطس/آب الماضي، وجّهت أهمّها إلى إيطاليا.

ويشهد قطاع الفوسفات منذ مدة انتعاشة لا سيما بالنسبة إلى الصادرات نحو الأسواق العالمية، فيما تمكنت تونس من استعادة أسواقها التقليدية على غرا الآسيوية والأميركية والأوروبية.

وكشفت شركة فوسفات قفصة مؤخرا عن برنامج لتصدير 150 ألف طن إلى عدة حرفاء خارجيين من مصنّعي الأسمدة، كما وجّهت خلال يوليو/تموز الماضي شحنات من الفوسفات التجاري بنحو 33 ألف طن إلى السوق التركية.

وأعلنت الشركة عن رصد استثمارات بقيمة 236 مليون دينار (74.7 مليون دولار) تنفيذا لبرنامج أقره مجلس الأمن القومي في مايو/آيار الماضي، فيما تتطلع الشركة إلى تجديد نحو 30 في المئة من أسطولها.

وكان مسؤولون بشركة الفوسفات قد أعلنوا بداية العام 2023 أن المؤسسة تهدف إلى إنتاج 5.6 مليون طنّ من المادة على مدار السنة، ضمن جهودها لتجاوز التراجع الحاد المسجل في العشرية الأخيرة التي لم يتخط خلالها الإنتاج 3.5 مليون طن، فيما كان يفوق 8 ملايين طن عام 2010.

وكان الرئيس التونسي قيس سعيد قد أكد خلال إشرافه على مجلس للأمن القومي في أبريل/نيسان الماضي أن قطاع الفوسفات بإمكانه أن يوفّر إيرادات مالية هامة لميزانية الدولة ويجنّبها الاقتراض من الخارج.

وعانى هذا القطاع الحيوي خلال الأعوام الأخيرة من تواتر الإضرابات والتحركات الاحتجاجية التي عرقلت الإنتاج في العديد من مناطق الحوض المنجمي.

واضطرت شركة الفوسفات إلى انتداب الآلاف من الموظفين للقيام بأعمال بيئية بعد موجة احتجاجات طالبت بالتشغيل والتنمية وتسببت في إيقاف إنتاج المادة طيلة العديد من الأشهر، ما ألقى عليها أعباء مالية. 

ودعا سعيد إلى ضرورة وضع حد للوضع الصعب الذي يعاني منه القطاع، قائلا إن "تراجع عجلة الانتاج في هذا القطاع الحيوي وضع غير مقبول"، لافتا إلى أن "نوعية الفوسفات التونسي من أفضل ما يوجد في العالم ويجب إيجاد حلّ سريع".

وكان سعيد قد تطرّق إلى ملف نقل الفوسفات عبر السكك الحديدية، لافتا إلى الفساد الذي عرفته صفقة شراء العربات والتي لا تصلح للاستعمال على الخط الحديدي الرابط بين منطقة الحوض المنجمي وموانئ التصدير خاصة في ولاية صفاقس.

وأفادت مصادر من شركة فوسفات قفصة مؤخرا بأن كافة مناجم استخراج المادة الخام ووحدات إنتاج الفوسفات التجاري تعمل بنسق طبيعي منذ بداية العام الجاري.