باريس تدعو أوروبا الى الاستعداد لانهيار لبنان

بعد تصريحات نصرالله التي اعتبرت تكريسا للأزمة ودليلا على غياب اي فرصة لانفراجها، وزير الخارجية الفرنسي يطلب من نظرائه الاوروبيين النظر في سبل مساعدة لبنان.

باريس - قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان الاثنين إنه طلب من نظرائه في الاتحاد الأوروبي النظر في سبل مساعدة لبنان الذي يواجه أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود. 
وأخفق الساسة اللبنانيون منذ أواخر 2019 في الاتفاق على خطة إنقاذ تمكّن لبنان من الحصول على تمويل خارجي يحتاجه بشدة.
وتقود فرنسا جهود مساعدة لبنان لكن نفوذ حزب الله وسعيه لتثبيت تمثيله في الحكومة المقبلة يعثر المساعدات الدولية لاسيما وأن دولا خليجية وغربية تصنف الجماعة الشيعية على لائحة التنظيمات الإرهابية.

البلد يسير على غير هدى ومنقسم

وصرح لو دريان لدى وصوله إلى اجتماع لوزراء خارجية التكتل "فرنسا تتمنى أن نبحث قضية لبنان". واضاف "البلد يسير على غير هدى ومنقسم. عندما ينهار بلد ما يجب أن تكون أوروبا مستعدة" معربا عن إحباطه من فشل جهود تشكيل حكومة جديدة في لبنان.
ورغم الاجتماعات الكثيرة، لم يتفق عون والحريري على الحكومة المنتظر تشكيلها لتهدئة الاضطراب الاجتماعي وفتح المجال امام تدفق المساعدات الدولية الضرورية لمنع إفلاس لبنان.
ويأتي التحرك الفرنسي بعد ايام قليلة من تصريحات لزعيم حزب الله حسن نصرالله عن  الحرب الاهلية، اعتبرت تكريسا للأزمة التي يمر بها لبنان ودليلا على غياب اي فرصة لانفراجها.
ويهيمن حزب الله الموالي لايران على اجهزة الحكم في لبنان الذي يعيش فراغا حكوميا منذ شهور بسبب اعتراض الحزب على تشكيل حكومة اختصاصيين برئاسة سعد الحريري. كما كان للحزب الفضل في وصول ميشال عون الى الرئاسة.
ومنذ أكثر من عام يعاني لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990، وفاقمتها تداعيات جائحة كورونا، وانفجار كارثي بمرفأ العاصمة بيروت في 4 أغسطس/آب الماضي.
وهوت الأزمة المالية بقيمة العملة بنسبة 90 بالمئة ودفعت كثيرا من اللبنانيين إلى براثن الفقر كما تهدد الواردات في ظل ندرة الدولار. وانهارت العملة بوتيرة سريعة في الأسابيع الأخيرة وخسرت ثلث قيمتها مما تسبب في خروج احتجاجات وإغلاق المتاجر.