بايدن يواجه تحدي إقناع الكونغرس بإقرار مخصصات لدعم إسرائيل وأوكرانيا

استطلاع أُجري في الولايات المتحدة يكشف أن 52 في المئة من الأميركيين يعارضون إرسال حكومة بلادهم السلاح إلى إسرائيل، فيما يدعم 57 في المئة توجيه مساعدات إلى غزة.
56 في المئة من الأميركيين غير راضين على سياسة بايدن بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

واشنطن - طلب الرئيس الأميركي جو بايدن بشكل عاجل مساعدات عسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ضمن مخصصات ضخمة للأمن القومي بقيمة 106 مليارات دولار، إلا أن طلبه سيصطدم بالشلل الذي يشهده الكونغرس بسبب خلافات الجمهوريين، فيما يعارض أكثر من 50 في المئة من الأميركيين إرسال بلادهم لمساعدات عسكرية إلى إسرائيل.

ويأتي طلب بايدن بعد يوم على ربطه هجوم حماس على إسرائيل بالغزو الروسي لأوكرانيا لإقناع الأميركيين بأن على الولايات المتحدة الاضطلاع بدور قيادي على مستوى العالم.

وشدد الرئيس الديموقراطي خلال خطاب في المكتب البيضاوي على أن المخصصات الضخمة وقدرها 105.85 مليارات دولار التي تشمل مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 61 مليار دولار و14 مليارا لإسرائيل ستضمن مصالح الولايات المتحدة لأجيال مقبلة.

ويأتي طلب المخصصات في ظل الفوضى التي يشهدها مجلس النواب نظرا للخلافات بين الجمهوريين الذين يحظون بأغلبية ضئيلة والتي تعرقل حتى اللحظة انتخاب رئيس للمجلس.

وقالت مديرة مكتب البيت الأبيض للإدارة والموازنة شالاندا يانغ في رسالة إلى الكونغرس إن "العالم يراقب ويتوقع الشعب الأميركي بشكل محق بأن يوحد قادته صفوفهم لتلبية هذه الأولويات"، مضيفة "أحض الكونغرس على التعامل معها كجزء من اتفاق شامل بين الحزبين في الأسابيع المقبلة".

وتربط حزمة المساعدات الضخمة التي طلبها بايدن بين أزمات منفصلة على أمل أن تساهم المناشدة للوحدة الوطنية في الولايات المتحدة في دفع الجمهوريين في المجلس لتنحية خلافاتهم وفي مسعى لإرضاء الجمهوريين، يتضمن طلب الرئيس الأميركي مبلغا قدره 6.4 مليارات دولار من أجل أزمة الهجرة عند الحدود الجنوبية مع المكسيك التي يوليها الحزب اليميني اهتماما بالغا.

وتتضمن الحزمة أيضا مبلغا قدره سبعة مليارات دولار لمواجهة الصين وتعزيز التحالفات في منطقة آسيا والهادئ إلى جانب مساعدات إنسانية بأكثر من تسعة مليارات دولار لكل من غزة وأوكرانيا وإسرائيل، لكن الأهم هو أن المبلغ الضخم يعد محاولة لحشد الدعم المتراجع لأوكرانيا عبر ربطه بالتمويل لإسرائيل التي تحظى بدعم واسع من الحزبين.

ويعارض عدد متزايد من الجمهوريين والناخبين الأميركيين أي زيادات على المساعدات الأمنية البالغة 43.9 مليار دولار التي تعهّدت بها الولايات المتحدة لأوكرانيا منذ أطلقت موسكو غزوها الشامل لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022.

وتم تجميد طلب سابق لتقديم مساعدات لأوكرانيا عندما أطيح برئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن ماكارثي الشهر الماضي إثر تمرّد في صفوف حزبه.

وعلى مدى الأيام الـ17 التي أعقبت الإطاحة بماكارثي، لم ينجح الجمهوريون في جمع ما يكفي من الأصوات لأي مرشح يمكنه الحلول مكانه. وكان جيم جوردان، حليف دونالد ترامب، آخر من حاول الفوز بالمنصب لكنه فشل مرّتين حتى الآن.

وربط بايدن في خطابه بين حربي أوكرانيا وإسرائيل في إطار صورة الولايات المتحدة كـ"منارة للعالم" في مواجهة "إرهابيين" مثل حماس و"مستبدين" مثل بوتين، فيما ندد الكرملين بتصريحات بايدن.

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين "لا نقبل بلهجة من هذا القبيل في ما يتعلق بروسيا الاتحادية وبرئيسنا"، مضيفا أن هذا النوع من "الخطابات غير مناسب لقادة الدول في مراكز المسؤولية ولا يمكن أن يكون مقبولا بالنسبة لنا"، لافتا إلى أن مساعي الولايات المتحدة لـ"احتواء" روسيا ستثبت عدم جدواها.

ومن المقرر أن يستقبل بايدن رئيسي المجلس الأوروبي شارل ميشال والمفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في البيت الأبيض في وقت لاحق من اليوم الجمعة في إطار قمة يتوقع أن توجّه رسالة وحدة في ما يتعلق بنزاعي غزة وأوكرانيا.

وكشفت نتائج استطلاع في الولايات المتحدة أن 52 في المئة من الأميركيين يعارضون إرسال حكومة بلادهم السلاح إلى إسرائيل، فيما يدعم 57 في المئة من المشاركين توجيه مساعدات إلى غزة، كما أعرب 56 في المئة عن عدم رضاهم إزاء سياسة الرئيس جو بايدن بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وأفادت صحيفة "هافينغتون بوست" بأن "موظفي وزارة الخارجية الأميركية يعدّون وثيقة ينتقدون من خلالها دور الوزارة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وانحيازها لتل أبيب"، مشيرين إلى أن "الوزير أنتوني بلينكن وكبار مستشاريه غافلون عن موجة الاستياء الداخلي التي تتمدد على نطاق واسع".

وقالوا في الرسالة "نحن موظفون يهود ومسلمون في الكابيتول بالإضافة لمن يقفون معنا نحن نطالب اليوم أعضاء الكونغرس الأمريكي بالانضمام للدعوات المطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس".