بلينكن يكشف عن قرب التوصل لاتفاق نهائي مع الرياض بشأن التطبيع

وزير الخارجية الأميركي يدعو قادة الخليج لتشديد التكامل الدفاعي في مواجهة التهديد الإيراني.
بلينكن سيبحث في السعودية تحسين الوضع الإنساني المتردي في غزة
أميركا تقترب من الانتهاء من اتفاق أمني مع السعودية سيُعرض عليها في حال طبّعت مع إسرائيل
بلينكن يكرر معارضة واشنطن لهجوم إسرائيلي على رفح
وزير الخارجية الفرنسي يعبر عن أمله في حصول تقدم في المفاوضات بين حماس واسرائيل
وزراء خارجية السعودية ومصر والاردن وقطر يؤكدون على ضرورة المضي في حل الدولتين

الرياض -  أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الإثنين أن الولايات المتحدة أصبحت شبه مستعدة لتقديم ضمانات أمنية للسعودية في حال طبّعت علاقاتها مع إسرائيل.

وقال بلينكن في لقاء خلال الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض "أعتقد أن العمل الذي تقوم به المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة معاً في ما يتعلق باتفاقياتنا، قد يكون قريباً جداً من الاكتمال".

وفي سياق متصل أعرب عن أمله في أن توافق حركة حماس على اتفاق هدنة وتبادل أسرى وصفه بأنه "سخيّ جدًا".
وقال "أمام حماس اقتراح سخي جدًا من جانب إسرائيل"، مضيفًا "عليهم أن يقرروا، وعليهم أن يقرروا بسرعة. آمل أن يتخذوا القرار الصحيح".

أمام حماس اقتراح سخي جدًا من جانب إسرائيل

وجدّد تأكيده على معارضة بلاده لهجوم إسرائيلي على مدينة رفح الحدوديّة مع مصر في جنوب قطاع غزة قائلا "لم نرَ بعد خطة تمنحنا الثقة في إمكانية حماية المدنيين بشكل فعّال.

كما دعا وزير الخارجية الأميركي إلى تشديد التكامل الدفاعي بين دول الخليج في مواجهة التهديد الإيراني، وذلك خلال اجتماع لوزراء دول مجلس التعاون الخليجي قائلا إن "هذا الهجوم يسلّط الضوء على التهديد الحاد والمتزايد الذي تمثّله إيران، لكنه يسلط الضوء أيضاً على ضرورة العمل معاً على الدفاع المتكامل".
وأوضح بلينكن أنّ الولايات المتحدة ستجري محادثات في الأسابيع المقبلة مع دول المجلس الست حيال دمج الدفاع الجوي والصاروخي وتعزيز الأمن البحري.
وتتمتع الولايات المتحدة بالفعل بعلاقات عسكرية وثيقة مع كافة دول الخليج، لكن العلاقات بين الدول الست شهدت منعرجات حادة خلال السنوات القليلة الماضية.
وقال بلينكن إن المنطقة أمامها خيار بشأن مستقبلها، بما في ذلك "مستقبل مليء بالانقسامات والدمار والعنف وعدم الاستقرار الدائم" مضيفا أن دول الخليج العربية اختارت من خلال اجتماعها مع الولايات المتحدة "تكاملاً أكبر" و"سلاماً أكبر".

من جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه الذي لحق ببلينكن للرياض اليوم الاثنين إن المحادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة تحرز تقدما. ومن المتوقع أن يجري سيجورنيه محادثات في الرياض مع وزراء من دول عربية وغربية أخرى بالإضافة إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وقال سيجورنيه "الأمور تمضي قدما لكن عليك دائما أن تكون حذرا في هذه المناقشات والمفاوضات. الوضع في غزة كارثي ونحن بحاجة لوقف إطلاق النار" مضيفا "سنناقش مسألة الرهائن والوضع الإنساني ووقف إطلاق النار. الأمور تمضي قدما".

بدوره أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ضرورة "وضع حلول للوضع الفلسطيني بشكل شامل" قائلا إن "الأمم المتحدة تقدر إعادة إعمار غزة في 30 عاماً".
واضاف "لا يمكن تجاهل ما يعانيه الفلسطينيون في الضفة الغربية" مشددا أنه "نحتاج إلى مسار ذي مصداقية ولا رجعة عنه لإنشاء دولة فلسطينية".

من جانبه رأى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الاثنين، أن تصرفات نتنياهو تجعله "يخسر الآن" الحرب الدائرة، واصفا إسرائيل في عهده بأنها أصبحت "منبوذة" وذلك خلال جلسة حوارية على هامش المنتدى.
واضاف "الجميع يريد سلاما قائما على حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)، ويجب أن تعلن إسرائيل التزامها بالسلام العادل والشامل، لكن من الواضح أن نتنياهو لا يريد السلام".
وتساءل الوزير الأردني "هل سيسمح لنتنياهو أن يرمي المنطقة إلى الدمار، أو أن يقر بحل الدولتين ويعمل مع الجميع؟" مشددا على أن بلاده "تدعم الإفراج عن الرهائن (الإسرائيليين لدى حماس)" وموضحا أن الوصول لهذه المرحلة "لن يتم إلا بإرساء هدنة في قطاع غزة.
وفي سياق متصل، أكد الوزير الأردني على أن حركة حماس فكرة "لا يمكن نسفها"، وأنها "لم تشعل النزاع" الدائر منذ أشهر في قطاع غزة مضيفا "حماس لم تشعل النزاع وهي فكرة لا يمكن نسفها".

من جانبه أكد أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أهمية التحرك الدولي لتحقيق الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، بالتوازي مع الدفع نحو إعادة تفعيل حل الدولتين.

بدوره قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إن "فشل المجتمع الدولي في إيجاد حل للقضية الفلسطينية" يمثل أحد "أهم" التحديات التي تواجه الأمن الإقليمي.

كما قال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن من المتوقع أن تعترف عدة دول أعضاء في التكتل بالدولة الفلسطينية بحلول نهاية مايو/أيار.

وسيتوجه بلينكن إلى إسرائيل في وقت لاحق من هذا الأسبوع حيث من المتوقع أن يضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاتخاذ خطوات جادة وملموسة بشأن ما طالبه به الرئيس الأميركي جو بايدن هذا الشهر لتحسين الوضع الإنساني المتردي في غزة.

ووفقا لمسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، من المتوقع أن يلتقي الوزير الاميركي في الرياض بكبار القادة السعوديين وأن يعقد اجتماعا أوسع مع نظرائه من خمس دول عربية هي قطر ومصر والسعودية والإمارات والأردن لإجراء المزيد من المناقشات حول الشكل الذي يمكن أن يكون عليه الحكم في قطاع غزة بعد الحرب.
واضاف انه من المتوقع أيضا أن يجمع وزير الخارجية الاميركي بين ممثلين لدول عربية وأوروبية لبحث الكيفية التي يمكن أن تساعد بها أوروبا في جهود إعادة بناء قطاع غزة الذي حول القصف الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من ستة أشهر معظم مناطقه إلى ركام. وبدأت محادثات حول إعادة بناء غزة وطريقة إدارتها قبل أشهر دون أن تظهر في الأفق آلية واضحة بعد.
وتتفق الولايات المتحدة مع إسرائيل في هدفها بأن هناك حاجة للقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وأنه لم يعد من الممكن أن تلعب الحركة دورا في مستقبل غزة إلا أن واشنطن تعارض قيام إسرائيل بإعادة احتلال القطاع. وتتطلع بدلا من ذلك إلى إطار يتضمن إصلاح السلطة الفلسطينية بدعم من دول عربية.
وقال البيت الأبيض إن بايدن ونتنياهو ناقشا هاتفيا مسألة فتح إسرائيل معابر إضافية إلى شمالى غزة في وقت لاحق من هذا الأسبوع للسماح بدخول مزيد من المساعدات إلى قطاع غزة.
وقالت صحيفة تايمز أوف إسرائيل إن المعابر المشار إليها يبدو أنها معبر كارني وإيرز اللذين تخطط إسرائيل لفتحهما بالكامل بالإضافة إلى البوابة رقم 96 إلى شمالى غزة. ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن بيان للبيت الأبيض تضمن عرضا لما دار في المكالمة الهاتفية أن الزعيمين ناقشا مسألة شن إسرائيل هجوما محتملا في رفح وأن بايدن "أكد من جديد موقفه الواضح."
ولم يوضح بيان البيت الأبيض مزيدا من التفاصيل، لكن الولايات المتحدة كانت قد أعلنت أنها لا تستطيع دعم أي عملية لا تضمن الحماية الكاملة لنحو مليون فلسطيني يحتمون في مدينة رفح الواقعة أقصى جنوبي مدينة غزة، ولا تعتقد أن إسرائيل ستكون قادرة على إخلاء هؤلاء بأمان وتوفير الرعاية لمثل هذا العدد الكبير من المدنيين.
كما سيناقش بلينكن مع القيادة السعودية الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق تطبيع بين المملكة وإسرائيل، في صفقة ضخمة تتضمن إبرام واشنطن اتفاقيات مع الرياض بشأن التزامات دفاعية وأمنية ثنائية فضلا عن تعاون نووي.
وفي المقابل، ستدفع دول عربية وواشنطن إسرائيل للموافقة على مسار لإقامة دولة فلسطينية، وهو أمر أكد نتنياهو مرارا رفضه.
وسيتوجه بلينكن بعد الرياض إلى الأردن وإسرائيل حيث سيتحول تركيز الرحلة إلى الجهود المبذولة للنهوض بالوضع الإنساني المتردي في غزة.
وفي عمان، سيجتمع بلينكن مع كبار المسؤولين الأردنيين والمنظمات الإنسانية للوقوف على تطورات جهود الإغاثة والخطوات التي لا يزال من الممكن القيام بها، قبل أن يعود لاحقا إلى الإسرائيليين بما جمعه من مواقف.