بوريل: إسرائيل تُحول غزة من سجن كبير إلى مقبرة مفتوحة

وزير الخارجية الإسرائيلي يدعو مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي إلى التوقف عن مهاجمة إسرائيل.
المجاعة تطرق بقوة أبواب غزة قبل مايو
الاتحاد الأوروبي يتهم إسرائيل بالتسبب في مجاعة في القطاع الفلسطيني المكتظ
بروكسل تتهم إسرائيل باستخدام التجويع سلاحا في الحرب الدائرة منذ نحو 5 أشهر

بروكسل (بلجيكا) - أكد مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم الاثنين بأن العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة حوّلت القطاع إلى "مقبرة مفتوحة". وقال خلال اجتماع لوزراء التكتل في بروكسل "كانت غزة قبل الحرب سجنا مفتوحا. باتت اليوم أكبر مقبرة مفتوحة"، مضيفا "إنها مقبرة لعشرات آلاف الأشخاص كما أنها مقبرة للكثير من أهم مبادئ القانون الإنساني"، بينما حذر تقرير مدعوم من الأمم المتحدة من أن القطاع الفلسطيني بات على حافة مجاعة متوقعا أن تحل به مجاعة فعلية اعتبارا من مايو/ايار.

وكرّر بوريل الاثنين اتهام إسرائيل باستخدام المجاعة "سلاح حرب" عبر عدم السماح لشاحنات المساعدات بدخول القطاع. وقال في مؤتمر لمنظمات إنسانية "إسرائيل تثير المجاعة".

وردّ وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس على بوريل داعيا إياه إلى "التوقف عن مهاجمة إسرائيل والاعتراف بحقّنا في الدفاع عن نفسنا في مواجهة جرائم حماس".

وكتب كاتس على منصة 'إكس' أن "إسرائيل تسمح بدخول مساعدات إنسانية كبيرة إلى غزة برا وجوا وبحرا من قبل أي شخص يرغب بالمساعدة".

وتعهد الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين بتخصيص 7.7 مليار يورو (8.39 مليار دولار) مبدئيا للمساعدات الإنسانية في عام 2024 يما يقل عن العام السابق رغم تزايد الاحتياجات في غزة ومناطق أخرى.

وقال يانيز لينارسيتش مفوض الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات في افتتاح مؤتمر عن المساعدات الإنسانية في بروكسل "أعتقد أن هذا مبلغ كبير... لكن يمكن زيادته". وتعهدت الدول الأعضاء والمفوضية الأوروبية بمبلغ إجمالي قدره 8.4 مليار يورو العام الماضي. ولم يذكر الاتحاد الأوروبي سببا لتقليل المبلغ.

وتقول الأمم المتحدة إن عددا قياسيا يبلغ 300 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية بسبب الصراعات وتغير المناخ في الغالب. وتقدر فجوة التمويل في جميع أنحاء العالم بحوالي 50 مليار دولار.

واندلعت حرب غزة بعد هجوم غير مسبوق لحماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل أدّى إلى مقتل نحو 1160 شخصا، استنادا إلى مصادر إسرائيلية رسمية.

وتقدّر إسرائيل أنّ نحو 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، من بينهم 33 يعتقد أنهم لقوا حتفهم، من بين نحو 250 شخصا اختطفوا في هجوم حماس. وسمحت هدنة استمرت أسبوعا في أكتوبر/تشرين الثاني بإطلاق سراح 105 رهائن في مقابل 240 معتقلا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية.

وردّا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس وتشن منذ ذلك الحين حملة كثيفة من القصف والغارات المدمرة اتبعتها بهجوم بري، ما أدّى إلى مقتل 31726 شخصا غالبيتهم الكبرى من النساء والفتية والأطفال، بحسب آخر حصيلة لوزارة الصحة في حكومة حماس.

وعمل الاتحاد الأوروبي جاهدا لتوحيد صفوف دوله حيال حرب غزة إذ أن بعض بلدانه تدعم إسرائيل بشدّة بينما تتبع أخرى نهجا أكثر تأييدا للفلسطينيين.

ومن المقرر أن يناقش وزراء التكتل مقترحا تقدّمت به كل من إيرلندا وإسبانيا لتعليق اتفاقية للتعاون مع إسرائيل، لكن يستبعد بأن تنال الخطوة تأييد جميع الدول الـ27.

لكن يرجّح أن يتفق التكتل على عقوبات ضد حماس من جهة على خلفية اتهامات العنف الجنسي التي يشتبه بأنها ارتكبت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول وضد مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية متهمين بمهاجمة فلسطينيين من جهة أخرى. وفرضت بريطانيا والولايات المتحدة بالفعل عقوبات استهدفت عددا صغيرا من المستوطنين المتطرفين.

بوريل يعتبر أن إسرائيل تقبر المبادئ الانسانية في غزة
بوريل يعتبر أن إسرائيل تقبر المبادئ الانسانية في غزة

وتوقع تقرير تدعمه الأمم المتحدة اليوم الاثنين تفشي المجاعة من الآن وحتى مايو/أيار في شمال قطاع غزة، بعد أكثر من خمسة أشهر على الحرب التي تسببت في دمار القطاع ومقتل الآلاف وانقطاع المساعدات.

وجاء في التقرير المستند إلى التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن عدد الأشخاص الذين يواجهون مستوى "كارثيا من الجوع" في جميع أنحاء قطاع غزة ارتفع إلى 1.1 مليون، بما يمثل حوالي نصف السكان.

وأضاف أن "المجاعة الآن متوقعة ووشيكة في محافظتي شمال غزة وغزة، ومن المتوقع أن تصبح واقعا جليا خلال الفترة المشمولة بالتوقعات من منتصف مارس 2024 إلى مايو 2024".

ويأتي تقييم المبادرة المدعومة من الأمم المتحدة، وهو مقياس تستخدمه وكالات المنظمة وهيئات إقليمية ومنظمات الإغاثة، وسط ضغوط عالمية على إسرائيل للسماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع البالغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة. ولا يزال هناك 300 ألف شخص محاصرين بسبب القتال في الشمال.

واتهم الاتحاد الأوروبي إسرائيل اليوم الاثنين بالتسبب في مجاعة واستخدام المجاعة سلاحا في الحرب، وهو ما تنفيه إسرائيل قائلة إنها لا تستهدف المدنيين وإن اهتمامها قاصر على القضاء على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وتضاعف تقريبا عدد الأشخاص المعرضين لخطر الجوع الكارثي في غزة مقارنة بالرقم الذي أُعلن في ديسمبر/كانون الأول، عندما صدر التقرير السابق عن غزة وكان هناك بالفعل معدل جوع قياسي.

وورد في التقرير "من منتصف مارس إلى منتصف يوليو، ضمن السيناريو الأكثر ترجيحا ومع افتراض تصاعد الصراع وحدوث هجوم بري على مدينة رفح، من المتوقع أن يواجه نصف سكان قطاع غزة(1.11 مليون نسمة) أوضاعا كارثية".

وتقول إسرائيل إن لديها خطة لمهاجمة مدينة رفح بجنوب غزة على الحدود مع مصر للقضاء على مقاتلي حركة حماس، لكنها تشارك أيضا في محادثات مع وسطاء بشأن التوصل لهدنة محتملة.

وقال تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي إنه لا يزال من الممكن تجنب المجاعة إذا أوقفت إسرائيل وحماس القتال وحصلت منظمات الإغاثة على مجال أكبر لإيصال المساعدات.

وأضاف أن "الإجراءات اللازمة لمنع المجاعة تتطلب قرارا سياسيا فوريا بوقف إطلاق النار مع زيادة كبيرة وفورية في وصول المساعدات الإنسانية والتجارية إلى جميع سكان غزة".

وذكر أنه "يجب بذل كل الجهود لضمان توفير الغذاء والمياه والأدوية وحماية المدنيين، وكذلك استعادة وتوفير الخدمات الصحية والمياه والصرف الصحي والطاقة".