بيت الشعر بالأقصر يحتفي بالفائزين بجوائز الدولة في الآداب

الشاعر حسين القباحي يشيد بالنشاط الإبداعي للشعراء المكرمين، وبالجوائز في حياة المبدعين، ودورها الداعم، مهنئا الشعراء الثلاثة على ما أحرزوه من جوائز مستحقة.

استضاف بيت الشعر بمدينة الأقصر التاريخية في صعيد مصر هذا الأسبوع، ثلاثة من الشعراء الفائزين بجوائز الدولة المصرية في الآداب لهذا العام 2023 وهم: الشاعر فتحي عبدالسميع الفائز بجائزة التفوق، عن مجمل أعماله، والشاعر أحمد حافظ الفائز بجائزة الدولة التشجيعية في الآداب فرع شعر الفصحى عن ديوانه "قلبي ثلاجة موتى" والشاعر محمد فرغلي الفائز بجائزة الدولة التشجيعية في الآداب فرع شعر العامية عن ديوانه "طلة من برواز لابس شريط أسود"، حيث أقام بيت الشعر احتفالية وأمسية شعرية أعقبها جلسة نقدية قدّم خلالها الشاعر الدكتور الضوي محمد الضوي قراءات نقدية في دواوين الشعراء المكرّمين.

وقام مدير بيت الشعر بالأقصر الشاعر حسين القباحي بتكريم الشعراء الثلاثة، مشيدا بالنشاط الإبداعي لهم، وبالجوائز في حياة المبدعين، ودورها الداعم، مهنئا الشعراء الثلاثة على ما أحرزوه من جوائز مستحقة.

ثم قام الشاعر الدكتور الضوي محمد الضوي بالحديث عن تجربة الشاعر أحمد حافظ، وهو من مواليد محافظة الفيوم - جمهورية مصر العربية - باحث بمرحلة الماجستير في الأدب العربي. حصل على (جائزة الدولة التشجيعية في الآداب) عن ديوانه "قلبي ثلاجةُ موتى" عام 2023.

وقد حصل على المركز الأول في (الجائزة الدولية للشعر) بمهرجان البدر - إمارة الفجيرة - الإمارات العربية المتحدة. وتأهل للتصفيات النهائية في برنامج أمير الشعراء - الموسم التاسع في أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة.

كما حصل على المركز الثاني في مسابقة الشعر التي أقامها "مركز طلعت حرب الثقافي" بالتعاون مع بيت الشعر المصري. وصدر له مطبوعا: ديوان "سلامًا أيها الجبل" صادر عن دائرة الثقافة والإعلام - حكومة الشارقة - دولة الإمارات العربية المتحدة. وديوان "قلبي ثلاجةُ موتى" صادر عن مؤسسة موزاييك للدراسات والنشر- تركيا. ونُشِرَ له العديد من القصائد والحوارات الأدبية في الصحف والمجلات والدوريات الورقية والإلكترونية دوليًا ومحليًا. كما تناول شعره بالبحث والدراسة أكاديميون وباحثون من مصر وخارجها، في دراسات وقراءات بعضها منشور في كتب، وبعضها منشور في صحف وجرائد محلية وعربية.

وأشار الضوي إلى أن الديوان الفائز بجائزة الدولة التشجيعية "قلبي ثلاجة موتى" يعبّر عن مراحل حياة الإنسان، بتوتراتها وتقاطعاتها وطموحاتها وإخفاقاتها، إذ قسمه الشاعر إلى خمسة أبواب هي "باب القلق" و"باب الخروج" و"باب السؤال" و"باب الحنين" و"باب السكون".

ثم ألقى على جمهور بيت الشعر عددا من قصائده التي اخترنا منها:

أُصلِّي فروضي

أم أُصلِّي نوافلي؟

وهذي عناويني..

فأين رسائلي؟

وأين غدي المُلْقى على بابِ فجرِهِ

كما أُلقيتْ يوم الحصادِ سنابلي؟

أُقلِّبُ عيني في البلادِ

فلا أرى سوى أرملاتٍ باكياتٍ

وقاتلِ

وأمشي

فلا ألقى الذين أحبُّهم

وأبكي

فلا ألقى بقايا المنازلِ

وأُصغي إلى قلبي

إذا اشتبهتْ بهِ

تلاويحُ آتٍ

بانكساراتِ راحلِ

أُحدِّقُ في بهوِ المدائنِ ذاهلًا

وقد هُدمتْ في الحربِ

كلُّ مداخلي

ثم تحدث الشاعر الدكتور الضوي محمد الضوي عن مسيرة وتجربة الشاعر فتحي عبدالسميع الفائز بجائزة التفوق في الآداب لهذا العام، وهو فتحي عبدالسميع محمود من مواليد محافظة قنا، عمل موظفا بمحكمة قنا، وله العديد من المشاركات الإبداعية في الوسطين الثقافي المصري والعربي عبر مسيرة إبداعية طويلة امتدت منذ 1987، نشر خلالها ثماني مجموعات شعرية هي: الخيط في يدي ـ هيئة قصور الثقافة 1997، وتقطيبة المحارب ـ كتاب حتحور 1999، ط2 مكتبة الأسرة 2002، وخازنة الماء ــ شعرـ المجلس الأعلى للثقافة 2002، وفراشة في الدخان ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ 2002، وتمثال رملي ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ 2012، والموتى يقفزون من النافذة ـ هيئة قصور الثقافة 2013، وأحد عشر ظلا لحجر ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ 2016، وعظامي شفافة وهذا يكفي، مختارات شعرية، دار بتانة 2023.

وصدر له عدد من الإصدارات الإبداعية الأخرى منها: الجميلة والمقدس ـ نقد ـ دار الهلال 2014، والقربان البديل ـ طقوس المصالحات الثأرية ـ الدار المصرية اللبنانية 2015، وشعرية الحدث، مختارات وقراءة نقدية، الهيئة العامة لقصور الثقافة 2015، والشاعر والطفل والحجر ـ سيرة ذاتية ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ 2016، ووجوه شهريار، سلسلة كتاب اليوم، العدد 711، مؤسسة أخبار اليوم، ديسمبر 2022.

وفاز بعدة جوائز منها: المركز الأول في المسابقة المركزية لهيئة قصور الثقافة عام 1994، وجائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية 2015، ووصل إلى القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد 2016، وجائزة الدولة للتفوق في الآداب 2023.

وأشاد الضوي بتجربة الشاعر فتحي عبدالسميع الشعرية المتنوعة بين الشعر الموزون والشعر النثري، مشيرا إلى حرصه على الاتكاء على أشكال متنوعة من الإيقاع في قصيدته النثرية، بديلا عن إيقاع العروض، كإيقاع التكرار والتماثل في الأبنية الصرفية والنحوية التركيبية، وكإيقاع الحكي على المستوى الدلالي.

ثم قدّم الشاعر فتحي عبدالسميع لإلقاء بعض قصائده، وقد تنوعت القصائد التي ألقاها فتحي عبدالسميع بين الموزون والنثري، مختارات مختلفة من مجمل دواوينه، اخترنا منها:

أُسافِرُ في تَقَاسيمِ الربابة ْ

هُنَا كلُّ الدروبِ تقودُ سالِكَها

إلى بَطْنِ المقابر

كلُّ صُبْحٍ يستديرُ بألْفِ جرح

كلُّ نافذةٍ تُطِلُّ على خرابة ْ

أسافِرُ في تقاسيمِ الربابة ْ

ألمُّ الروحَ فى مِرآتِها

أنْدَاحُ مِن لحن إلى لحنٍ

فهلْ أنْجو بأجرانِ الحنينِ

وما تَبَقَّى مِن رياحينِ الصبابة.

أسافِرُ، كلَّمَا قلتُ الهجير مُزلزلٌ

صارتْ سَحَابة.

أسافِرُ،

كلَّمَا أوغلتُ في أحضانِها

أسمو

وتَنطفِئُ الكآبة.

أسافِرُ رُبَّمَا أجِدُ البدايةَ

قَبْلَ أنْ تَنْهَارَ أروقةُ النشيدِ

ويُغلِق التقويمُ بابَه.

أسافِرُ في تقاسيمِ الربابة.

بعدها تناول الشاعر الدكتور الضوي محمد الضوي تجربة الشاعر محمد فرغلي، معرفا به: فهو من مواليد القاهرة، وتخرج في كلية التجارة جامعة القاهرة، فاز بجائزة أحمد فؤاد نجم لشعر العامية مرتين عن ديوانه الأول "من شظايا الحرب" الصادر عن دار تشكيل عام 2017، وديوان "إيكو صدى من صرخة مكتوم" الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2022.

كما فازت قصيدته "نقطة ومن أول يناير" بالجائزة الأولى لنموذج محاكاة جائزة نوبل وجائزة الشعر بكلية تجارة جامعة القاهرة 2011، وصدر له ديوان "قلبي عليه مئذنة" 2020، وديوان "طلّة من برواز" 2021  عن دار فهرس للنشر والتوزيع، وله تحت الطبع ديوان بعنوان "كبسولة فرغلي الزمنية". تم تكريمه في العديد من الصالونات الأدبية والأمسيات الشعرية.

‏‎نُشرت له العديد من القصائد بالمجلات الأدبية والجرائد مثل جريدة الأهرام، والأخبار واليوم السابع والدستور ومجلة أخبار الأدب ومجلة الإذاعة والتلفزيون ومجلة الثقافة الجديدة وجريدة القاهرة وله العديد من المقابلات التلفزيونية والإذاعية.

‏‎كما أنشد من كلماته الكثير من منشدين مصر أبرزهم الشيخ إيهاب يونس.

وأشار الضوي إلى أن ديوان محمد فرغلي الفائز بجائزة الدولة التشجيعية تميز باعتماده التشكيل الطباعي للديوان مكونا شعريا مؤثرا باستخدام عدد من الرسوم والتكوينات البصرية الطباعية الدالة والمؤثرة في تعميق الدلالة الشعرية للتراكيب الشعرية في الديوان، على عكس المعتاد من الاكتفاء بالدور النقلي للوسيط الكتابي.

واختتمت الاحتفالية بقيام الشاعر محمد فرغلي بتقديم مجموعة من قصائده المتنوعة التي اخترنا منها:

مَسَحت جميع الأربعين معاناة

وسابت لي توأم خوفي في المحاكاة

كان نص فولة صحيح مقسومة قدامي

لكنه نص حياة

توهة وسراب التقوا في ضلمة المشكاة

الرعشة محتلة أطرافي من على بعد

ما بقاش يحوّق فوق ذواتي الجلد 

وضلوعي حاصروا الآمنين في القلب

وانقلبوا ضدي غزاة

وملامحي واخدة العزا

من غير بكا ووفاة

وروحي غار في الجبل..

وما فيش نبي جواه

فاته نزول الوحي

والخلوة والمناجاة

أو ربما مدنة

غشتها لعبة حرب

قناص يقش مؤذن

رصاص ينادي الموت بدل الندا لصلاة

يّذكر أن بيت الشعر بالأقصر، أُنشئ ضمن مبادرة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بإنشاء بيوت للشعر فى أقطار الوطن العربي، لتخدم الشعر العربي أينما كان، ويُعنى البيت بقضايا الشعر والشعراء فى مجالات الكتابة والتوثيق والإعلام، والنهوض بالهمم عبر الإنتاج والتبادل الثقافي العربي والإنساني، وتأصيل دور الشعر والشعراء فى الحركة الثقافية والمجتمع، وإيصال صوت الشعر إلى قطاعات المجتمع كافة، بجانب البحث في جماليات روح اللغة العربية.