بيت المسرح الكويتي يفتتح فعالياته بـ'سهرة خارج النص'

رابطة الأدباء الكويتيين تدشن أولى فعاليات بيت المسرح بمسرحية تعبر عن معاناة الفنان.
تغريد الداود: الحراك المسرحي لا يتطور ولا يوثق دون وجود نص مسرحي أصيل

الكويت - دشنت رابطة الأدباء الكويتيين أولى فعاليات بيت المسرح الذي يتبعها، ويركز على النصوص المسرحية وكيفية الارتقاء بها، من خلال أول عرض مسرحي بعنوان "سهرة خارج النص".

المسرحية من إخراج محمد جمال الشطي وتأليف تغريد الداود وبطولة إبراهيم الشيخلي وعلي الششتري وسعد العوض.

وقالت مؤلفة المسرحية تغريد الداود وهي أيضا رئيسة بيت المسرح لرويترز إن فكرة إنشاء بيت للمسرح في رابطة الأدباء تعود إلى 15 سنة مضت، مبينة أنها كعضو مجلس إدارة في جمعية الأدباء عملت على تفعيل هذه الفكرة "لكي يعود المسرح إلى أحضان الرابطة".

وأضافت أن بيت المسرح سيركز على الثقافة المسرحية والارتقاء بها وبمستوى كتابة النص لأن "النص المسرحي ليس بمعزل عن بقية الأجناس الأدبية".

ومن المقرر أن يستضيف بيت المسرح عروضا مسرحية وورش عمل حول النصوص المسرحية وغيرها من الأنشطة والفعاليات الهادفة للارتقاء بمستوى الكتابة المسرحية، في بلد يفتخر بتاريخه المسرحي الممتد على مدى عقود.

وتابعت تغريد الداود أن بيت المسرح يطمح لأن تكون هناك نصوصا مسرحية راقية جدا ووعي بدور النص المسرحي في الحراك المسرحي، مؤكدة أهمية دور الكلمة في هذا الإطار وأن "الحراك المسرحي لا يتطور ولا يستمر ولا يوثق دون وجود نص مسرحي أصيل".

ولفت مخرج المسرحية محمد الشطي إلى أن العمل يعبر عن معاناة الفنان، سواء كان مؤلفا أو مخرجا أو ممثلا وكيفية تعاطيه معها، لاسيما عدم توافر الإمكانات المناسبة وضعف مناخ الحرية المتاح مقارنة بما كان في السابق.

وعبر الشطي، وهو ممثل مسرحي أيضا ومخرج إذاعي له 12 مسرحية من إخراجه، عن فخره وسعادته بأن تكون مسرحيته هي باكورة الفعاليات لبيت المسرح الكويتي.

وتدور أحداث المسرحية حول فرقة مسرحية يجري فيها صراع طرفه الأول المؤلف الذي يرغب في التأليف في ظروف خاصة وعن موضوعات يختارها دون ضغوط، والطرف الآخر يمثله المخرج والممثلون الذين يرغبون في الحصول على نص مسرحي على وجه السرعة يمكنهم تأديته دون تعقيدات أو مشاكل مع جهات سياسية أو مجتمعية.

ويفتح الستار على مشهد لكاتب مسرحي يحمل قلما في يده، مع صوت الراوي يقول "أعطني مسرحا أعطيك شعبا عظيما.. ما الدنيا إلا مسرح كبير، وكل الرجال والنساء ما هم إلا ممثلون على هذا المسرح"، ثم يتحول المسرح فجأة إلى موقع لعملية اختطاف لهذا الكاتب من فرقة عسكرية مدججة بالسلاح، ويعلن قائد الفرقة العسكرية بعد ضرب الكاتب وتقييده أن "العملية تمت بنجاح".

ويتم نقل الكاتب لجهة مجهولة، ثم يتضح بعد قليل أن الفرقة التي اختطفته هي ذاتها الفرقة المسرحية التي يعمل معها وأن قائد عملية الاختطاف هو مخرج هذه الفرقة، وأن هدف الاختطاف هو لإجبار الكاتب على إنجاز نص مسرحي على وجه السرعة.

ويدور حوار طويل بين الكاتب من جهة والمخرج وأحد الممثلين من جهة أخرى، بينما يقف باقي الممثلين ملثمين ومدججين بالسلاح في حصار للكاتب.

وتحت التهديد، يبدأ الكاتب في تأليف النص المطلوب، لكنه يفاجأ باعتراضات على كل الأفكار التي يطرحها حيث يردد المخرج في كل مرة كلمة "ممنوع"، فالحديث عن السياسة ممنوع، والتعرض لرجال الأعمال ممنوع، وكل شيء ممنوع.

بينما يتساءل الكاتب: إذا كان الممنوع أكثر من المسموح فكيف أكتب؟ ولماذا؟ وينتهي بالتأكيد على أن "الكلمة أمانة والمسرح انتماء"، ثم تختتم المسرحية بكلمة للراوي يقول فيها "سنصل إلى بر الأمان كلما أبحرنا في مسرح شراعه القلم".