تبون يدعو ماكرون لزيارة الجزائر بعد أشهر من التوتر

الرئيس الجزائري يُهنئ ماكرون على إعادة انتخابه لولاية رئاسية ثانية في رسالة ودية تشير إلى رغبة الجزائر في تحسين العلاقات وأملا في زيادة صادراتها من الغاز لأوروبا مستغلة التوتر بين موسكو والأوربيين على خلفية غزو أوكرانيا.

الجزائر - هنّأ الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون الاثنين، نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بإعادة انتخابه الأحد لولاية ثانية، داعيا إياه إلى زيارة الجزائر "عن قريب" لإعادة إحياء العلاقات بين البلدين المتوترة منذ شهور.

وكتب تبون في رسالة تهنئة نشرتها الرئاسة الجزائرية "يسعدني بمناسبة تجديد انتخابكم الباهر رئيسا للجمهورية الفرنسية أن أتوجه إليكم باسم الجزائر شعبا وحكومة وأصالة عن نفسي، بأحر التهاني وبخالص تمنياتي لكم بالنجاح في مواصلة مهامكم السامية".

وعبّر الرئيس الجزائري عن ارتياحه "لجودة علاقتنا الشخصية الـمتسمة بالثقة والـمودة، وللتطورات التي أحرزتها ولو نسبيا الشراكة الجزائرية الفرنسية".

واستغل الرئيس تبون مناسبة إعادة انتخاب ماكرون لدعوته إلى زيارة الجزائر "عن قريب" من أجل إطلاق "ديناميكية تدفع إلى التقدم في معالجة الـملفات الكبرى.. وإلى تكثيف وتوسيع العلاقات الجزائرية الفرنسية" كما جاء في رسالة التهنئة.

وسبق لماكرون أن زار الجزائر مرة واحدة في بداية ولايته الرئاسية الأولى في ديسمبر/كانون الأول 2017.

وشهدت العلاقات الجزائرية الفرنسية توترا وأزمة دبلوماسية كبيرة بعد تصريحات للرئيس ماكرون، في أكتوبر/تشرين الأول 2021، اعتبر فيها أن الجزائر بعد استقلالها عام 1962 اثر 132 عاما من الاستعمار الفرنسي، أقامت "ريعا للذاكرة" عزّزه "النظام السياسي-العسكري".

وإثر ذلك استدعت الجزائر سفيرها في باريس ولم يعد سوى في 6 يناير/كانون الثاني الماضي بعد أن أعرب الرئيس الفرنسي عن "أسفه" لهذا الجدل وأكد "تمكسه الكبير بتطوير" العلاقات الثنائية.

وفرنسا شأنها شأن بقية الدول الأوروبية بحاجة إلى تعزيز علاقاتها مع الجزائر العضو في أوبك وإحدى أكثر الدول التي تمتلك احتياطات ضخمة من الغاز. وقد سبقتها إيطاليا في تعزيز علاقاتها مع الشريك الجزائري في خضم بحث الأوروبيين عن بدائل للغاز الروسي وفي الوقت الذي يعمل فيه هؤلاء على تقليص تبعيتهم لإمدادات الطاقة من موسكو.

وتخطط الدول الأوروبية تقليص اعتمادها على الغاز الروسي في سياق عقوبات واسعة كانت قد اتخذتها ضد موسكو ردا على غزوها لأوكرانيا.

والجزائر واحدة من الوجهات التي سبق لها أن عبرت عن استعدادها لزيادة إمداداتها من الغاز لأوروبا لكنها أوضحت في المقابل أنها لن تتمكن من تغطية الفجوة في الإمدادات من روسيا.

ويقول المحللون إن الجزائر التي تضررت إيراداتها بشدة جراء الصدمة النفطية في صيف العام 2014 وحالة الاضطراب التي رافقت السنوات الماضية، بحاجة إلى زيادة إمداداتها من الغاز إلى أوروبا لتعويض خسائرها في السنوات الماضية ولزيادة إيراداتها وأن علاقاتها الوثيقة مع روسيا لا يعني أنها ستتخلى عن مصالحها.

وتعتبر فرنسا كذلك شريكا مهما للجزائر لكن العلاقات بين البلدين شهدت فترات من الفتور والتقلبات بسبب ملفات خلافية منها ملف الذاكرة.