'تراث' تضيء على فنون الإمارات

المجلة في عددها الجديد تتناول الأعمال الفنية والتشكيلية المعاصرة في الإمارات المركزة على القضايا ذات الأهمية العالمية مثل التغير المناخي والهجرة والحروب.
شمسة الظاهري: الفنون تجسد روعة تمازج الثقافة والتراث والأدب

صدر أخيرًا في أبوظبي العدد 290 لشهر ديسمبر/كانون الأول 2023 من مجلة تراث، والتي يُصدرها نادي تراث الإمارات بمركز زايد للدراسات والبحوث، حيث خصصت المجلة ملفا خاصا حول "فنون الإمارات" باعتبارها محور ثقافي وفني يتخطى الحدود الوطنية.

وفي افتتاحية العدد، قالت رئيسة التحرير شمسة الظاهري إن الفن كان وما زال نواة أساسية في مكونات الثقافة الإنسانية، ووسيلة فعالة لحفظ الهوية والتعبير عن الثقافات الإنسانية المختلفة، فالفن يمنح الفرد فرصة التعبير عن نفسه حول كافة مواضيع الحياة وبصيغ مختلفة، وإيصال رسالته للعالم متجاوزًا حدود اللغات.

وأضافت الظاهري أن الفنون تبرز في دولة الإمارات كمحور ثقافي وفني متقدم، لتساهم في بلورة رؤية الإمارات والتعريف بنهجها القائم على السلام والتعايش والانفتاح على مختلف ثقافات وشعوب العالم وتعكس التنوع الثقافي والإنساني بأفضل صوره، وتجسد روعة تمازج الثقافة والفن والتراث والأدب، التي تمتاز به الدولة وترسخ مكانتها بوصفها ملتقى لكل الثقافات، فالقطاع الفني في الإمارات يشهد تطورًا ملحوظا، خاصة في المجالات التصويرية والتصوير السينمائي.

كما تركز الأعمال الفنية والتشكيلية المعاصرة في الإمارات على قضايا ذات أهمية عالمية مثل التغير المناخي والهجرة والحروب، وتعد هذه الأعمال حافزًا لبناء حوار القضايا العالمية، وتفتح الفنون الرقمية والوسائط المتعددة في الدولة آفاقًا جديدة أمام الفنانين، كما تظهر في الدولة اتجاهًا نحو دمج التكنولوجيا والفنون الرقمية في المشهد الفني.

وفي ملف العدد الذي حمل عنوان "الفنون في الإمارات... احتفاء بالإنسان والسلام والتسامح"، أربعة عشر موضوعا، نقرأ لخالد صالح ملكاوي "الفنون في الإمارات.. تعزيز للتواصل الحضاري.. وإبداع لقضايا العصر"، كتبت منى حسن "الفنون في الإمارات احتفاء بالإنسان والسلام والتسامح".

وفي الملف أيضا نطالع "أهمية الفنون في الحياة المعاصرة" لعلي كنعان، "ضرورة الفن" لعلي التهامي، و"الفنون في عصر ما بعد العولمة: مقاربة معاصرة" صديق محمد جوهر، "الدراما الإثنوغرافية أداة بصرية فنية لحفظ التراث" لولوة المنصوري، "أهمية الفنون في التراث وتحديد الهوية" فاطمة عطفة، "دمج التكنولوجيا مع القيم المحلية في العمارة المعاصرة لمواجهة الأهواء الصحراوية والتظليل الشمسي"، "مركز فنون الأداء في أبوظبي نموذجًا للعمارة المستدامة" محمد فاتح صالح زغل، "عكست قيم البادية ومن بينها التسامح وقبول الآخر.. الخصائص الإبداعية للفنون الشعبية الإماراتية" الأمير كمال فرج، "الفنون الجميلة في المشهد الثقافي الإماراتي" محمد نجيب قدورة، "فنون التراث الشعبي أصول.. وفصول.. العيالة أنموذجًا" عبدالله محمد السبب، "المالد.. إرث روحي يعبر عن الموروث الإماراتي" فاطمة سلطان المزروعي، "النهمة.. فن وثقافة أزلية" مريم سلطان المزروعي.

وفي زاوية "إضاءة" كتب محمد فاتح زغل الأكاديمي والباحث في التراث بيدار اللهجة الإماراتية فيما طابق الفصيح (ألفاظ الفرح والبهجة).

وفي زاوية "ارتياد الآفاق نقرأ" نقرأ "رحلة إلى تمبكتو.. أسطورة الذهب وجوهرة الصحراء عام 1526" لمحمد عبدالعزيز السقا.

كما تضمن العدد مجموعة أخرى من المقالات والدراسات التي كتبت بأقلام نخبة من الكتاب والباحثين، ودارت في فلك التراث الإماراتي والعربي والإنساني.

يُذكر أن "تراث" هي مجلة تراثية ثقافية منوعة تصدر عن نادي تراث الإمارات في أبوظبي، ويرأس تحريرها شمسة حمد الظاهري، والإشراف العام لفاطمة مسعود المنصوري، موزة عويص علي الدرعي، وتمثّل المجلة منصة إعلامية تختص بإبراز جماليات التراث الإماراتي والعربي الإسلامي، في إطار سعيها لأن تكون نزهة بصرية وفكرية، تلتقط من حدائق التراث الغنّاء ما يليق بمصافحة عيون القراء وعقولهم.  

وقد انطلقت المجلة من رؤية الراحل الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، إلى الصحافة المتخصصة، باعتبارها همزة وصل ضرورية بين الباحث المتخصص والقارئ المتطلع نحو المعرفة، لتحيطه علما بالجديد والمفيد، في لغة سلسة واضحة، تبسّط مصطلحات المختصين، وتفسّر غموض الباحثين من دون تشويه أو إخلال، جامعةً في ذلك بين المتعة والمعرفة.