تركيا تبني وحدات سكنية في شمال سوريا استعدادا لإعادة اللاجئين

بناء الوحدات السكنية يأتي في إطار مشروع العودة الطوعية للاجئين السوريين الذين تستضيف تركيا أكثر من ثلاثة ملايين منهم، بينما يثير وجودهم سجالا محتدما في الانتخابات التركية مع ارتفاع النبرة العدائية تجاه اللاجئين.
الوحدات السكنية ستبنى على أرض مطار قديم مخصص لأغراض زراعية

غندورة (سوريا) - بدأت تركيا العمل في مشروع بناء وحدات سكنية جديدة في شمال سوريا، وفق ما ذكرت وسائل إعلام تركية، في وقت تسعى فيه أنقرة لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، بينما يأتي هذا المشروع مع دخول ملف إعادة اللاجئين المزاد الانتخابي قبل ثلاثة أيام من الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع مرشح تحالف الأمة المعارض كمال كليتشدار أوغلو.

وانهمك عمال في صبّ أساسات عدد من المنازل وقربهم آليات ضخمة في موقع المشروع على أطراف بلدة الغندورة في منطقة جرابلس (شمال) الحدودية مع تركيا.

وقال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو الأربعاء خلال وضع حجر الأساس للمشروع، وفق تصريحات نقلتها وكالة إخلاص للأنباء الخاصة "سيستقر لاجئون سوريون يعيشون في تركيا في المنازل.. في إطار العودة الطوعية والتي تحفظ كرامتهم"، مضيفا "سيتم بناء 240 ألف منزل في المنطقة"، معبرا عن أمله في إنجاز المشروع في غضون ثلاث سنوات.

وتسيطر تركيا على شريط حدودي واسع في شمال سوريا يضم عددا من المدن الرئيسية. وتنتشر قواتها في نقاط مراقبة في محافظتي حلب (شمال) وإدلب (شمال غرب)، حيث تسيطر فصائل جهادية وأخرى موالية لها على مناطق واسعة.

ووسط انتشار لقوات ومدرعات تركية وأعلام تركيا وقطر الممولة الرئيسية للمشروع، جال صويلو في موقع المشروع الذي سيتم تشييده على أرض مطار قديم كان يُستخدم لأغراض زراعية.

وعلى لوحة إعلانية كبيرة كتب باللغتين العربية والتركية "مشروع العودة الطوعية الآمنة والمشرفة" مرفقة بشعارات هيئة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) وصندوق قطر للتنمية وجمعية العيش الكريم.

ونقلت وكالة إخلاص للأنباء عن صويلو قوله "قام أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيسنا رجب طيب أردوغان بخطوة كبيرة باتّجاه التعامل مع إحدى أهم القضايا في العالم".

ويأتي بناء الوحدات السكنية في إطار مشروع "العودة الطوعية" للاجئين السوريين الذين تستضيف تركيا أكثر من ثلاثة ملايين منهم. ويثير وجودهم سجالا محتدما في الانتخابات التركية، مع ارتفاع النبرة العدائية تجاه اللاجئين.

وأعلن أردوغان في الثامن من الشهر الحالي أن بلاده تعتزم بدعم من منظمات إغاثية دولية بناء مئتي ألف وحدة سكنية في 13 موقعا في سوريا، في خطوة تهدف إلى إعادة مليون لاجئ سوري يقيمون في تركيا.

وأفاد صويلو بأنه "حتى الآن، كانت هناك 554 ألف عودة طوعية.. هناك طلب جدي للعودة الطوعية والتي تحفظ الكرامة إلى هذه المنطقة الآمنة".

وبينما يتحدث أردوغان الذي حصل في الدورة الأولى من الانتخابات 49.5 في المئة من الأصوات، عن عودة "طوعية" للاجئين إلى سوريا، بينما وعد خصمه كمال كيليتشدار أوغلو الذي فاز بـ 44.9 في المئة من الأصوات "بإعادة كل اللاجئين إلى ديارهم فور وصوله إلى السلطة" في "غضون سنتين".

ومنذ العام 2016، شنّت أنقرة مع فصائل سورية موالية لها ثلاث عمليات عسكرية واسعة النطاق في شمال سوريا، ضد المقاتلين الأكراد بشكل رئيسي كما لطرد تنظيم الدولة الإسلامية. وأتاحت لها العمليات السيطرة على منطقة حدودية واسعة.

وإلى جانب رعايتها لمجالس محلية أنشأتها لإدارة مناطق نفوذها في الشمال السوري والتواجد العسكري لقواتها، ضاعفت تركيا استثماراتها في عدة قطاعات مثل الصحة والتعليم. وتضم هذه المناطق مكاتب بريد واتصالات وتحويل أموال تركية ومدارس تعلّم باللغة التركية.