جائزة غسان كنفاني تعلن عن الروايات المرشحة بالقائمة القصيرة

الإعلان عن الرواية الفائزة بالجائزة في دورتها الثانية سيتم خلال حفل افتتاح ملتقى فلسطين للرواية العربية المقرر عقده في يوليو بمدينة رام الله.

أعلنت وزارة الثقافة الفلسطينية عن القائمة القصيرة لجائزة غسان كنفاني للرواية العربية في دورتها الثانية 2023، حيث كانت الوزارة أعلنت الشهر الماضي عن القائمة الطويلة وتضمنت 14 رواية لكُتّاب من 9 دول عربية.

وضمت القائمة القصيرة خمس روايات هي: "الديناصور" للروائي عمرو حسين من مصر، "نيلة زرقا" للروائي فجر يعقوب من فلسطين، "سلالات منقرضة" للروائي ملاك رزق من مصر، "زهرة الملكة أنديز" للروائية ميساء بن عبدالواحد من الجزائر، "دار المسدة" للروائي هشام علي من ليبيا.

وضمت لجنة التحكيم برئاسة الأديب إبراهيم السعافين، كل من: الناقدة والأكاديمية نهى عفونة العايدي من فلسطين، الناقد والأكاديمي مرشد أحمد من سوريا، الناقد والأكاديمي محمد القاضي من تونس، والناقد والأكاديمي حسين حمودة من مصر.

وجاء في بيان لجنة التحكيم أن رواية "الديناصور" تنهض على حركة محسوبة بين أصوات الرواة من خلال حبكة محكمة، وتعكس هموم العصر وقضاياه بنقلات سردية بسيطة وسلسة، ولغة مشبعة باستخداماتها الحية المتدفقة، في عالم التلاقي والتباعد بين الأجيال المتعددة، وتجربة الحب التي لم تكتمل، وربما لن تنتهي أبدا.

فيما رواية "نيلة زرقا" يقوم بناؤها على خلفية التحولات التي شهدها العالم إبان جائحة كورونا وعقب انقضائها، وتحلل الرواية خلال تناولها الغني، دهاليز وسط ثقافي محتشد بالسلبيات، وتناوئ سلطة خفية مهيمنة، كلية القدرة، بمعالجة غنية تفيد من تقنيات السينما، وسرد متعدد المستويات.

وأكدت اللجنة أن رواية "سلالات منقرضة" ترصد عوالم شخصيات تتحرك في أماكن وأزمنة مرجعية متنوعة في سبعينات وثمانينات القرن الماضي. ويتصل عالمها بنزوع توثيقي تتجسد خلاله مرحلة من المعاناة الفلسطينية والعربية، فضلاً عن قضايا وجودية متعددة.

وأضافت اللجنة أن رواية "زهرة الملكة أنديز" تتناول موضوعا إنسانيا يتصل بذوي الاحتياجات الخاصة وأطفال الملاجئ، مثلما تتناول ما يدور في هامش المجتمع من ممارسات مختلفة، من خلال إيقاع سردي هادئ يحمل قدرا كبيرا من التشويق. 

بينما يتناول عالم رواية "دار المسدة" تجارب نساء يمارسن هواية النسيج في قرية وادعة. وتحتفي الرواية باستخدام تقنيات سردية بسيطة، وتهتم برصد تحولات الزمن بين جيل وآخر، وقضايا الاحتكاك بين مكونات القرية والمدينة. والرواية تمثل طموحات جيل بسرد محكم يصور الواقع ويستبطن الشخصيات بلغة قريبة معبّرة.

هذا وسيتم الإعلان عن الرواية الفائزة بجائزة غسان كنفاني، في دورتها الثانية، خلال حفل افتتاح ملتقى فلسطين للرواية العربية الذي سيعقد في العاشر من يوليو/تموز في مدينة رام الله.

ويذكر أن الروائي الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني ولد في مدينة عكافي سنة 1936 وعاش في مدينة يافا، ثمّ اضُطر للنزوح عنها تحت ضغط الاحتلال الصهيوني وكان ذلك في سنة 1948، ثم أقام لفترة وجيزة مع ذويه في جنوب لبنان، لينتقل بعد ذلك مع عائلته إلى دمشق، حيث عاش حياة صعبة وقاسية فيها، إذ عمل والده في مهنة المحاماة وقد اختار أن يعمل في قضايا كان معظمها وطنية خاصة بالثورات التي كانت تحدث آنذاك في فلسطين وقد اعتقل عدة مرات، إلا أنه تميز بأنه شخص عصامي وذو آراء متميزة، الأمر الذي ترك آثرا عظيما في شخصية غسان وحياته.

دخل غسان كنفاني روضة وديع سري الواقعة في مدينة يافا، فقد كان في الثانية من عمره وقتها، حيث بدأ بتعلم اللغة الفرنسية والإنجليزية إضافة إلى اللغة العربية، ثم انتقل إلى مدرسة الفرير وقد مكث فيها حتى سنة 1948 وبعدها أكمل المرحلة الإعدادية من تعلميه في مدرسة في دمشق تُعرف باسم الكلية العلمية الوطنية، ثمّ انتقل منها مباشرة لمدرسة الثانوية الأهلية وبعدها التحق بكلية الآداب في الجامعة السورية في عام 1954.

الحياة المهنية لغسان كنفاني بدأت منذ شبابه، حيث عمل في مجال النضال الوطني، فقد عمل مدرسا للتربية الفنية في مدراس وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين في دمشق، ثم انتقل إلى الكويت في سنة 1965، إذ عمل هناك معلما للرياضة والرسم في مدارس الكويت الرسمية وكان خلال هذه الفترة يعمل أيضا في الصحافة وقد بدأ إنتاجه وإبداعه الأدبي في نفس الفترة، ثم انتقل في سنة 1960 إلى مدينة بيروت، حيث عمل هناك محررا أدبيا في جريدة الحرية الأسبوعية وفي عام 1963 أصبح رئيس تحرير جريدة المحرر، كما عمل أيضا في كل من جريدة الحوادث والأنوار حتى سنة 1969 ومن ثم أسس صحيفة "الهدف" وظل رئيس تحريرها لفترة من الزمن.

يعد غسان نموذجا مثاليا للروائي والكاتب السياسي والقاص الناقد، فقد كان مبدعا معروفا في كتاباته، كما كان مبدعا في نضاله وحياته وقد حصل على جائزة في عام 1966 بعنوان "أصدقاء الكتاب في لبنان" وكان ذلك لرواية "ما تبقى لكم" والتي اعتبرت وقتها أفضل رواياته، كما حصل على جائزة منظمة الصحافيين العالمية وفي عام 1974 حصل على جائزة "اللوتس" والتي منحه إياها اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا في عام 1975.

ومن أشهر رواياته "عائد إلى حيفا، رجال من الشمس، أرض البرتقال الحزين، أم سعد، عن الرجال والبنادق، القميص المسروق، العاشق، ما تبقى لكم، عالم ليس لنا، الشيء الأخر".

أستشهد الروائي غسان كنفاني يوم السبت صباحا بتاريخ 8 يوليو/تموز 1972، كان ذلك بعد انفجار عبوة ناسفة في سيارته، حيث تم اغتيال أهم شخصية روائية وسياسية وفنية فلسطينية عربية.