جائزة غسان كنفاني تعلن عن الروايات المرشحة للقائمة الطويلة

وزارة الثقافة الفلسطينية تلفت إلى أن قائمة الدورة الثانية لهذا العام تتضمن أربعة عشر رواية وتشتمل على كتّاب من تسع دول عربية.

أعلنت جائزة غسّان كنفاني للرواية العربية التي تنظمها وزارة الثقافة الفلسطينية عن الروايات المرشحة للقائمة الطويلة بدورتها الثانية للعام 2023، حيث تتضمن القائمة 14 رواية، وتشتمل على كتّاب من 9 دول عربية.

وقالت اللجنة الخاصة بتحكيم الجائزة إن هذه الروايات تناولت قضايا اجتماعيّة وسياسية وفلسفيّة ووجوديّة وإنسانية متنوعة، ووقف بعضها عند الهمّ الوطني والقومي والإنساني، وراوحت بين أساليب سرديّة وتقنيّات مختلفة.

وعالجت شؤون الحياة والواقع، ولاسيما نضال الإنسان من أجل حريته وكرامته، وتجلت فيها ملامح الاتجاهات السردية الحديثة، وأفادت من تطورات الرواية المعاصرة في تقاطعها مع التجريب على مستويات متعددة.

وأضافت اللجنة أن بعض هذه الروايات لجأت إلى توظيف التاريخ وإعادة تشكيله فنيا، وبرز في أغلب هذه الروايات تجسيد شخصياتها خلال الاهتمام بالبعد الإنساني موصولا بأسباب الحياة ومرتبطا بالواقع، وأفاد بعض الروايات من التناص خلال التفاعل والحوار مع نصوص تنتمي إلى اتجاهات وثقافات مختلفة، كما تمثلت الأصالة في أغلب هذه الروايات خلال العناية بتفاصيل المكان الشّعبي الأصيل، بكل مكوناته.

إن منح الوزارة لهذه الجائزة بدورتها الثانية يهدف إلى تقدير تميّز الإبداع الأدبي والثقافي عامة، والإبداع الروائي على وجه الخصوص، وتقديم أسماء من عززوا القيَم النبيلة والأصيلة وغرسوها في وجدان الأجيال العربيّة، وأثّروا في حركتها الثقافية الوطنية والإنسانية التي كرّسها وأسس لها أحد أبرز الأعلام الثقافية والوطنية والنضالية غسان كنفاني.

وخلصت اللجنة التي ِكلّفها وزير الثقافة الفلسطيني الدكتورعاطف أبو سيف برئاسة الأديب والأكاديمي المعروف الدكتور إبراهيم السّعافين وعضوية عدد من الأدباء والأكاديميين العرب إلى اختيار القائمة الطويلة من الروايات الآتية حسب الترتيب الألفبائي لأسماء كتّابها وكاتباتها:

إيمان جبل مصر "لعبة البيت"، بسام عبد ربه أبوشاويش فلسطين "بورتريه قديم"، خالد فهمي مصر "أعوام الضّباب"، عمرو حسين مصر "الديناصور"، غفران طحّان سوريا "فاصلة بين نهرين"، فجر يعقوب فلسطين "نيلة زرقاء"، محمد عيسى المؤدب تونس "بَلاص ديسكا"، مصطفى النفيسي المغرب "طرقات بمزاج سيّء"، ملاك رزق مصر "سلالة منقرضة"، منير الحايك لبنان "جامع أعقاب السجائر"، مونيكا نبيل عزيز مصر "الوقوف على قدم واحدة"، موسى الثنيان السعودية "عائدون من الغرق"، ميساء بن عبدالواحد الجزائر "زهرة الملكة أنديز"، هشام علي ليبيا "دار المسدة".

ومن المقرر أن تعلن اللجنة عن القائمة القصيرة بعد منتصف يونيو/حزيران الشهر القادم.

ويذكر أن الروائي الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني ولد في مدينة عكافي سنة 1936 وعاش في مدينة يافا، ثمّ اضُطر للنزوح عنها تحت ضغط الاحتلال الصهيوني وكان ذلك في سنة 1948، ثم أقام لفترة وجيزة مع ذويه في جنوب لبنان، لينتقل بعد ذلك مع عائلته إلى دمشق، حيث عاش حياة صعبة وقاسية فيها، إذ عمل والده في مهنة المحاماة وقد اختار أن يعمل في قضايا كان معظمها وطنية خاصة بالثورات التي كانت تحدث آنذاك في فلسطين وقد اعتقل عدة مرات، إلا أنه تميز بأنه شخص عصامي وذو آراء متميزة، الأمر الذي ترك آثرا عظيما في شخصية غسان وحياته.

دخل غسان كنفاني روضة وديع سري الواقعة في مدينة يافا، فقد كان في الثانية من عمره وقتها، حيث بدأ بتعلم اللغة الفرنسية والإنجليزية إضافة إلى اللغة العربية، ثم انتقل إلى مدرسة الفرير وقد مكث فيها حتى سنة 1948 وبعدها أكمل المرحلة الإعدادية من تعلميه في مدرسة في دمشق تُعرف باسم الكلية العلمية الوطنية، ثمّ انتقل منها مباشرة لمدرسة الثانوية الأهلية وبعدها التحق بكلية الآداب في الجامعة السورية في عام 1954.

الحياة المهنية لغسان كنفاني بدأت منذ شبابه، حيث عمل في مجال النضال الوطني، فقد عمل مدرسا للتربية الفنية في مدراس وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين في دمشق، ثم انتقل إلى الكويت في سنة 1965، إذ عمل هناك معلما للرياضة والرسم في مدارس الكويت الرسمية وكان خلال هذه الفترة يعمل أيضا في الصحافة وقد بدأ إنتاجه وإبداعه الأدبي في نفس الفترة، ثم انتقل في سنة 1960 إلى مدينة بيروت، حيث عمل هناك محررا أدبيا في جريدة الحرية الأسبوعية وفي عام 1963 أصبح رئيس تحرير جريدة المحرر، كما عمل أيضا في كل من جريدة الحوادث والأنوار حتى سنة 1969 ومن ثم أسس صحيفة "الهدف" وظل رئيس تحريرها للفترة من الزمن.

يعد غسان نموذجا مثاليا للروائي والكاتب السياسي والقاص الناقد، فقد كان مبدعا معروفا في كتاباته، كما كان مبدعا في نضاله وحياته وقد حصل على جائزة في عام 1966 بعنوان "أصدقاء الكتاب في لبنان" وكان ذلك لرواية "ما تبقى لكم" والتي اعتبرت وقتها أفضل رواياته، كما حصل على جائزة منظمة الصحافيين العالمية وفي عام 1974 حصل على جائزة "اللوتس" والتي منحه إياها اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا في عام 1975.

ومن أشهر رواياته "عائد إلى حيفا، رجال من الشمس، أرض البرتقال الحزين، أم سعد، عن الرجال والبنادق، القميص المسروق، العاشق، ما تبقى لكم، عالم ليس لنا، الشيء الأخر".

أستشهد الروائي غسان كنفاني يوم السبت صباحا بتاريخ 8 يوليو/تموز 1972، كان ذلك بعد انفجار عبوة ناسفة في سيارته، حيث تم اغتيال أهم شخصية روائية وسياسية وفنية فلسطينية عربية.