جولة نزاع جديدة بين قطر وإيرباص والخلاف يتجاوز مليار دولار

قطر ستطلب هذا الأسبوع من قاض بريطاني تمديد أمر مؤقت يجمد قرار إلغاء طلبية إيه321 نيو في انتظار جلسة نهائية للنظر في قضية طائرات إيه350 متوقعة في وقت لاحق من العام.
إيرباص تلغي عقدا ثالثا لطائرة إيه350 لقطر
إيرباص تخطط لتأجيل زيادة مزمعة في إنتاج طائرات إيه350 بسبب حرب أوكرانيا

باريس - تبتعد قطر وشركة ايرباص أكثر فأكثر من تسوية النزاع المستمر بينهما. وفي أحدث حلقة في النزاع المستمر بينهما، قال مصدران مطلعان إن عملاق صناعة الطائرات الأوروبية ألغى عقد شراء طائرة إيه350 ثالثة طلبتها الخطوط الجوية القطرية بعد أن رفضت شركة الطيران الخليجية التسليم في إطار خلاف مستمر بشأن أضرار بسطح طائرة المسافات الطويلة.

وبلغ عدد طائرات إيه350 التي أوقفتها شركة الطيران بسبب الخلاف المتعلق بتآكل طلاء سطحها والحماية من الصواعق 23، مما يرفع قيمة التعويض الذي تطالب به الشركة إلى أكثر من مليار دولار بقليل، بحسب المصدرين.

ولم يكن لدى أي من الشركتين تعليق فوري. والجانبان على خلاف منذ أكثر من عام بشأن الضرر المتسارع الذي يلحق بالسطح والذي تقول شركة الطيران إنه يثير تساؤلات حول سلامة الطائرات ومنعت الجهة التنظيمية القطرية تحليق الطائرات مع ظهور المشكلة.

وتنفي إيرباص أي مشاكل تتعلق بالسلامة وردت على رفض قطر استلام المزيد من طائرات إيه350 حتى حل المشكلة بإلغاء صفقات الطائرات التي لم تُسلَّم واحدة تلو الأخرى، وإلغاء عقد منفصل لطائرة إيه321 نيو.

وستطلب قطر يوم الخميس من قاض بريطاني تمديد أمر مؤقت يجمد قرار إلغاء طلبية إيه321 نيو في انتظار جلسة نهائية للنظر في قضية طائرات إيه350 متوقعة في وقت لاحق من العام.

وذكرت بلومبرغ نيوز في وقت سابق أن إيرباص تخطط لتأجيل زيادة مزمعة في إنتاج طائرات إيه350 بسبب التأثير المشترك للحرب الأوكرانية والخلاف القطري.

ويتواجه الطرفان قضائيا في بريطانيا وسط دعوات ودعوات مضادة تتعلق أساسا بطلب كل طرف من الآخر تعويضات عن إضرار مترتبة على نزاع إلغاء طلبيات من الجانبين.

وردت شركة إيرباص في فبراير/شباط الماضي على الخطوط الجوية القطرية بشأن الطائرات من طراز إيه350 بطلبها من قاض بريطاني تعويضا قدره 220 مليون دولار لقاء طائرتين لم يتم تسليمهما.

وجاءت المطالبة في محكمة بريطانية بالتعويض عن الأضرار عن رفض الشركة القطرية تسلم الطائرتين ردا على دعوى قضائية رفعتها الشركة القطرية على شركة تصنيع الطائرات تطالبها بسداد 600 مليون دولار بسبب تآكل سطح أكثر من 20 طائرة من نفس الطراز جرى تسليمها سابقا.

وأظهرت وثائق قضائية تقدم لمحة نادرة عن تفاصيل مفاوضات بين اثنين من عمالقة صناعة الطيران العالمية التي تتسم غالبا بالسرية أن إيرباص تريد أيضا استرداد ملايين الدولارات مقابل المزايا التي منحتها لشركة الطيران.

وتشكل الدعوى المضادة أحدث حلقة في نزاع متعلق بالتعاقد والسلامة استمر شهورا وأدى إلى وصول العلاقات بين العملاقين إلى الحضيض.

وبعد أن كان الجانبان يستفيدان من حجم الاهتمام العالمي حول توقيعهما صفقات بمليارات الدولارات على هامش المعارض الجوية، أصبح الضوء مسلطا الآن على النزاع بينهما بشأن تآكل طلاء السطح والعيوب الأخرى التي اشتكت منها الشركة القطرية في الطائرات من طراز إيه350 بما في ذلك فجوات في طبقة الحماية من الصواعق.

وقالت الخطوط الجوية القطرية إن تآكل السطح يثير تساؤلات لا تجد لها إجابة حول سلامة الطائرات، مما دفع الهيئة الرقابية في قطر إلى منع الطائرات الواحدة تلو الأخرى من التحليق مع استمرار تكشف هذه العيوب.

وأكدت شركة إيرباص أن الطائرات آمنة في ظل فعالية نظام الحماية من الصواعق لديها واتهمت شركة الطيران بتحريض الهيئة الرقابية على اتخاذ قرار منع الطيران. كما قالت إنها تحتفظ بالحق في القول بأن شركة الطيران والهيئة المنظمة "تواطأتا" للخروج بهذا القرار.

وأقرت شركة إيرباص بوجود مشاكل في الجودة، لكنها اتهمت شركة الطيران القطرية بتصوريها على خلاف الحقيقة على أنها قضايا تتعلق بالسلامة للحصول على تعويض.