حزب 'اخواني' من رحم النهضة يعقد مؤتمره الأول

خالد مشعل رئيس حركة حماس في الخارج يشارك عبر الفيديو في مؤتمر حزب "العمل والإنجاز" الذي يقوده عبداللطيف المكي.

تونس- عقد حزب "العمل والإنجاز" في تونس اليوم السبت مؤتمره الأول، بينما قال أمينه العام القيادي المنشق عن حركة النهضة الإسلامية عبداللطيف المكي إن "المؤتمر يأتي في ظرف سياسي دقيق تمر به البلاد لتأكيد الدور الهام للأحزاب في الحياة السياسية".
وتم إعلان تأسيس الحزب في 28 يونيو/حزيران 2022 من قبل عدة شخصيات منشقة عن حركة النهضة ومن بينها قيادات بارزة مثل عبداللطيف المكي وزير الصحة الأسبق (2011 ـ  2014) ووزير الفلاحة الأسبق محمد بن سالم ووزير حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية الأسبق سمير ديلو.

وشهدت الحركة الإسلامية خلال السنوات الأخيرة انسحاب عديد القيادات من الصفوف الأولى، فيما اتهم المنشقون زعيم النهضة، الذي حافظ على رئاسة الحركة طيلة نحو نصف قرن، بالتسلّط والاستبداد بالرأي.

وفي سبتمبر/أيلول 2021 قدم 113 قياديا في النهضة استقالتهم من الحركة وفسروا قرارهم في بيان حينها بـ"الخيارات السياسية الخاطئة للقيادة"، مشيرين إلى تعمّق عزلة الحزب، فيما تأتي هذه الخطوة بعد عجز المنشقين عن الدفع لتقديم رؤية سياسية جديدة تقطع مع إرث الغنوشي.

وتفجرت الخلافات داخل النهضة بين شقين أحدهما موال لرئيسها راشد الغنوشي والآخر عارض بشدة  ترشحه مجددا لرئاسة الحركة، مطالبا بمراجعة شاملة لسياسات الحزب.

ويقبع الغنوشي في السجن منذ أبريل/نيسان الماضي في قضايا تتصل بالإرهاب والتآمر على أمن الدولة وأصدر القضاء التونسي بحقه ثلاث بطاقات إيداع، كما قضت محكمة تونسية في 1 فبراير/شباط الجاري بسجنه 3 سنوات بتهمة تلقي تمويل أجنبي. 
وافتتحت أعمال المؤتمر الأول لحزب "العمل والإنجاز" بتونس العاصمة تحت شعار "الثبات والبناء" بحضور رؤساء أحزاب ومنظمات وطنية وممثلي المجتمع المدني، بمشاركة عبر الفيديو من خالد مشعل رئيس حركة حماس في الخارج.
وفي كلمته أفاد المكي بأن عقد المؤتمر في هذا التوقيت "يأتي التزاما بمقررات المؤتمر التأسيسي للحزب، الذي أقر أنه يتم عقد المؤتمر الأول في غضون 8 أشهر من حصوله على الموافقة، وصدور ذلك بالجريدة الرسمية".
وحول إمكانية مشاركة حزبه في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في خريف 2024، قال المكي إن حزبه "مازال يدرس هذه المسألة".
وأوضح أن "هناك بدايات مبشرة لحوار جدي داخل مختلف المكونات السياسية بينها جبهة الخلاص الوطني، الواجهة السياسية لحركة النهضة، لإيجاد أرضية تمكن من تقديم مرشح توافقي للانتخابات الرئاسية المقبلة".
وفي 12 فبراير/شباط الجاري، أكد سعيد أن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستتم في موعدها، مشيرا إلى أن المعارضة التي قاطعت الاستحقاقات السابقة "تُعد العُدة لهذا الموعد".
ودعا المكي إلى "ضرورة توفر شروط المنافسة الحرة والنزيهة على السلطة وخروج كل المساجين السياسيين والإعلاميين الموقوفين".
ومنذ 11 فبراير/شباط 2023 تشهد البلاد حملة توقيفات شملت سياسيين وإعلاميين وناشطين وقضاة ورجال أعمال اتهم الرئيس سعيد بعضهم بـ"التآمر على أمن الدولة والوقوف وراء أزمات توزيع السلع، وارتفاع الأسعار".
بينما تتهمه المعارضة في المقابل باستخدام القضاء لملاحقة الرافضين للإجراءات الاستثنائية التي فرضها في 25 يوليو/تموز 2021 وهو ما ينفيه الرئيس التونسي الذي شدد مرارا على استقلالية القضاء التونسي.
وخلال مشاركته في المؤتمر قال مشعل إن موقف تونس الداعم للقضية الفلسطينية "مشرف للغاية" وأوضح أن "وقف العدوان على قطاع غزة يحتاج إلى مسارات عدة أهمها ضرورة العودة إلى الشارع كرسالة تضامن وضغط وغضب على الولايات المتحدة والدول الغربية المساندة لإسرائيل".
وتابع القيادي في حماس "نحتاج إلى دعم مالي وإغاثي بكل الوسائل كي تصل إلى أهل غزة وللمقاومة وللأطفال من طعام ودواء وإيواء".