حماس تتمسك بالإنكار بعد تقارير عن تقييد تحركات قادتها في تركيا

العديد من المصادر تؤكد أن الحركة الفلسطينية خيرت مؤخرا التقارب مع دمشق بسبب برود علاقاتها مع الجانب التركي على وقع التقارب بين انقرة وتل ابيب.
القيادة التركية خففت من حدة دعمها للحركة وحتى للملف الفلسطيني
الانعطافة في الموقف التركي تجاه حماس يشبه لحد كبير ما حدث مع قيادات إخوان مصر

غزة - نفت حركة حماس الفلسطينية تقارير إسرائيلية كشفت عن قيام تركيا بتقييد تحركات عدد من قياداتها داخل الأراضي التركية على وقع التقارب التركي الإسرائيلي مشددة على أن علاقتها بأنقرة لا تزال قوية بينما تشير العديد من المصادر ان الحركة الفلسطينية خيرت مؤخرا التقارب مع دمشق بسبب برود علاقاتها مع الجانب التركي.
ورغم وجاهة المعطيات بشان برود العلاقات بين حماس وانقرة خيرت الحركة إنكار وجود أزمة حيث وصف الناطق باسمها حازم قاسم في بيان نشر عبر الموقع الالكتروني الرسمي لحماس التقارير التي تنشرها الصحف الإسرائيلية بهذا الخصوص بأنها مجرد أكاذيب.
وشدد على أن "حماس تربطها علاقات جيدة مع تركيا، وتسعى لتطويرها وتقدمها معها، وكل الدول العربية والإسلامية في خدمة قضية فلسطين وشعبها".
وكانت صحيفة "هارتس" أكدت وفق معطيات وصفتها بالموثوقة أن المخابرات التركية بدأت مؤخرا في الحد من تحركات قيادة "حماس" في أراضيها، بعد المصالحة بين أنقرة وتل أبيب.
وسعت تركيا إلى تصفير مشاكلها مع عدد من دول المنطقة بما فيها إسرائيل لكن الجانب الإسرائيلي اشترط إبعاد قيادات حماس عن الأراضي التركية.
ورغم نفي المسؤولين الأتراك ترحيل أي قيادي في حركة حماس وانهم لا يزالون يقيمون في تركيا لكن القيادة التركية خففت من حدة دعمها للحركة وحتى للملف الفلسطيني ومن استنكار الانتهاكات الإسرائيلية سوى من بعض الإدانات لتحركات شخصيات يمينية إسرائيلية على غرار إدانة قيام وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير لاقتحام المسجد الأقصى الاسبوع الماضي.
وفي اكتوبر/تشرين الأول الماضي عينت تركيا اول سفير لها في إسرائيل بعد اعادة تطبيع العلاقات مع تل أبيب في نهج جديد صدم على ما يبدو حركة حماس التي عولت كثيرا على الدعم التركي.
ويعتقد ان الانعطافة في الموقف التركي تجاه حركة حماس يشبه لحد كبير ما حدث مع قيادات الإخوان ومنصاتهم الإعلامية بعد بدء تركيا خطوات للتقارب بين أنقرة والقاهرة.
واشترطت السلطات المصرية حينها إسكات الأصوات الاخوانية المعارضة لنظام الرئيس عبدالفتاح السيسي وهو ما التزمت به أنقرة بشكل كبير.
ولم يصدر عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ما يشير إلى أنه قد يطالب قادة حماس بمغادرة تركيا، لكن على ضوء تجربة سابقة قد يتم الأمر في الكواليس وربما ستكون الوجهة لقادة الحركة اما قطر او ايران.
وتريد تركيا تعزيز التقارب مع إسرائيل لتأمين مصالحها ومنها ما يتعلق بمكامن الغاز والنفط في شرق المتوسط، بينما يسعى لكسر عزلة إقليمية ودولية.
وساعدت زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتزوغ إلى تركيا في مارس/آذار الماضي، التي جاءت في أعقابها زيارات قام بها وزيرا الخارجية، في دفء العلاقات بعد توتر دام لما يزيد على عشر سنوات.
ويعتقد كذلك ان الحركات المسلحة السورية المدعومة من تركيا وفي معظمها اخوانية ستكون كذلك كبش فداء للتقارب بين انقرة ودمشق على وقع المتغيرات الجيوسياسية.
واستبقت حماس كل هذه التطورات بإعادة تطبيع العلاقات مع نظام الاسد حيث اعلنت الحركة في الاشهر الماضية أنها تجري اتصالات لإعادة العلاقات مع النظام السوري بعد قطيعة لنحو 10 سنوات حين انحازت للمعارضة المدعومة من تركيا والتي كان هدفها إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.
وتوجت تلك المحاولات في اكتوبر/تشرين الاول بعقد لقاء مع الاسد في دمشق ضمن وفد يضم ممثلين عن فصائل فلسطينية لطي صفحة الماضي.