خطط طموحة تحول أقاليم المغرب الجنوبية إلى وجهة جاذبة للاستثمارات الأجنبية

مشروع "الكثبان البيضاء" الذي سينجز بشراكة بين "هيدروجين فرنسا" و"فالكون كابيتال الداخلة" يعدّ أحد أهم مشاريع الهيدروجين الأخضر في المغرب.

الرباط - يؤدي وفد من شركة "هيدروجين فرنسا" زيارة إلى المغرب يجري خلالها مشاورات لإنجاز مشروع "الكثبان البيضاء" لإنتاج الهيدروجين الأخضر بمدينة الداخلة بالصحراء المغربية، وفق موقع "زنقة 20" المغربي، فيما يأتي هذا المشروع الرائد ضمن قائمة طويلة من المشاريع الضخمة بالمنطقة، في إطار مخطط تنمية الأقاليم الجنوبية الذي سطّره العاهل المغربي الملك محمد السادس ويولي أهمية بالغة لتنفيذه في أسرع الآجال، فيما أشادت العديد من الدول بالطفرة التنموية التي تشهدها الصحراء المغربية.

وتقود مشروع "الكثبان البيضاء" الذي يقع في قلب مدينة الداخلة - وادي الذهب وتبلغ قيمته الاستثمارية 2 ملياري دولار، الشركة المغربية "فالكون كابيتال الداخلة" في إطار شراكة مع شركة "هيدروجين فرنسا" المتخصصة في تطوير البنية التحتية للهيدروجين وتصميم خلايا الوقود القوية.

ونقل موقع "الاتحاد أنفو" المغربي عن مجيد السليماني مؤسس ورئيس شركة "فالكون كابيتال الداخلة" قوله إن "هذا المشروع يندرج في إطار العرض المغربي في مجال الهيدروجين الأخضر، مستلهما بذلك الرؤية المستنيرة للعاهل المغربي الملك محمد السادس فيما يتعلق بتطوير الطاقات المتجددة".

ويأتي هذا المشروع الرائد في إطار خطة مغربية طموحة تهدف إلى تعزيز تنافسية المملكة في إنتاج الهيدروجين الأخضر، خاصة وأن جهة الداخلة بالصحراء المغربية تتمتع بخصائص استثنائية.

وتصل القدرة الإنتاجية المتوقعة لمشروع الكثبان البيضاء إلى 10 جيغاوات من طاقة الرياح و7 جيغاوات من الطاقة الكهرو-ضوئية و8 جيجاوات من طاقة المحللات الكهربائية، ما يعطي دفعة قوية لعرض المغرب في مجال الهيدروجين الأخضر على الصعيد العالمي ويفتح الطريق أمام مستقبل واعد في الطاقة المستدامة.

وقال أنس بلمامون الشريك الإداري لفالكون كابيتال الداخلة إن "الكثبان البيضاء يتجاوز بكثير الإطار البسيط لمشروع عادي في مجال الطاقة، لأنه سيساهم في إعادة تشكيل مستقبل الطاقة الخضراء في المغرب وعلى المستوى الدولي، خاصة وأن الداخلة تتميز برياح تضع ضمن مواقع الفئة الأولى لإنتاج الطاقة".

وتضمن خطاب العاهل المغربي الملك محمد السادس في الذكرى الـ48  للمسيرة الخضراء خارطة طريق لتعزيز التنمية في مدن الصحراء المغربية وتحويلها إلى وجهة جاذبة للاستثمارات الأجنبية في مختلف القطاعات، فيما تشهد المنطقة طفرة تنموية انعكست إيجابا على مستوى عيش سكانها، ما يزيد من حصار جبهة بوليساريو ومن ورائها الجزائر التي تدعمها وتوفر الغطاء السياسي لقادتها الانفصاليين.

وشدد الملك محمد السادس في خطابه على البعد التنموي في الصحراء المغربية وعلى ضرورة تنمية وتقوية النسيج الاقتصادي، عبر الرهان على المؤهلات الطبيعية للمنطقة بهدف مواكبة التمدن والتوسع العمراني الذي تشهده.

وأشادت العديد من الدول بالنقلة التنموية النوعية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية وآخرها وفد صحفي إسباني أدى الأسبوع الماضي زيارة إلى مدينة الداخلة وثمّن التطوّر الذي تشهده المنطقة، معربا عن استعداده لإنارة الرأي العام في بلاده بالبنية التحتية المتطورة التي تتمتع بها الجهة والمشاريع العديدة سواء في السياحة أو الطاقة أو الخدمات اللوجستية.

وأكد معهد "ستراتفور" الأميركي للدراسات الاستراتيجية والأمنية في تقرير نشره مؤخرا أن "الاستثمارات الأجنبية بالصحراء المغربية ستعزز الموقف المغربي وهذا الأمر سيكون واقعيا في ظل الدعم المتواصل للمقترح المغربي حول الحكم الذاتي تحت سيادة المملكة، وفتح دول عديدة تمثيلياتها القنصلية، في وقت يتوقع أن تواصل فيه جبهة البوليساريو شن هجمات للتشويش على هاته الاستثمارات، غير أنها ستكون محدودة بالنظر إلى الترسانة العسكرية القوية للقوات المسلحة الملكية".

ودعا الملك محمد السادس نهاية يوليو/تموز الماضي الحكومة إلى الإسراع في إعداد مشروع عرض المملكة في مجال الهيدروجين الأخضر، في وقت يولي أهمية بالغة للاستجابة للمشاريع المتعددة التي يحملها المستثمرون والرواد العالميون في المجال.

ويمتلك المغرب قدرات عالية على التحوّل إلى الطاقة النظيفة، فيما يكثف جهوده لتنفيذ إستراتيجية تهدف إلى تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى مستويات دنيا بحلول العام 2030.

والمغرب أوّل بلد من خارج الاتحاد الأوروبي يقيم "شراكة خضراء" مع التكتلّ لتعزيز التعاون في مجالات الطاقات المتجددة ومواجهة الاحتباس الحراري وتهدف الاتفاقية التي وقّعت في العام 2022 إلى تحفيز الانتقال نحو "اقتصاد أخضر" من خلال خفض انبعاثات الكربون في الصناعة والنقل والاستثمار في الطاقات المتجددة.