خطوات عملية لتعزيز التعاون العسكري بين المغرب وإسرائيل

في اعقاب زيارة وزير الدفاع الاسرائيلي العام الماضي، رئيس أركان الجيش يناقش في المغرب فرص التعاون في العمليات والاستخبارات والتدريب.
المغرب يبدي اهتمامه بإقامة مشاريع مشتركة في الصناعات الدفاعية

الرباط - عزّز المغرب واسرائيل تعاونهما العسكري خلال محادثات أجراها في الرباط الثلاثاء رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي مع عدد من كبار المسؤولين في المملكة.
وقالت القوات المسلّحة المغربية في بيان إنّ الوزير المنتدب المكلّف بإدارة الدفاع الوطني عبد اللطيف لوديي استقبل الجنرال كوخافي الثلاثاء غداة وصوله إلى الرباط في أول زيارة رسمية يقوم بها إلى المملكة مسؤول عسكري إسرائيلي بهذا المستوى.
وبعد أن استعرض حرس الشرف في مقرّ قيادة القوات المسلّحة الملكية المغربية، أجرى الجنرال كوخافي محادثات مع المفتّش العام للقوات المسلّحة الملكية الجنرال الفاروق بلخير ومدير المكتب الثاني (مديرية الاستخبارات العسكرية) الجنرال ابراهيم حسني.
وبحسب بيان الجيش المغربي فإنّه خلال المحادثات "وفي أفق إرساء أسس صناعتنا الدفاعية، أكّد لوديي اهتمامنا بإقامة مشاريع مشتركة في مجال الصناعات الدفاعية بالمغرب".
ونقل البيان عن الوزير المغربي ورئيس الأركان الإسرائيلي "إشادتهما بالجودة والدينامية التي تميز التعاون العسكري الثنائي"، وتأكيدهما "على طموحهما ورغبتهما المشتركة في تعزيز هذه العلاقات خدمة لأهداف السلم والاستقرار في منطقتنا".
كما نقل البيان المغربي عن الجنرالين كوخافي وبلخير "ارتياحهما للمستوى الذي بلغته العلاقات المغربية-الإسرائيلية، والذي تجسّد من خلال تبادل التجارب والخبرات والمشاركة في تدريبات مشتركة، وخاصة المشاركة الأخيرة للجيش الإسرائيلي في التدريب العسكري المتعدد الأطراف (الأسد الإفريقي 2022)، المنظم من قبل المغرب والولايات المتحدة".
وللمرة الأولى، شارك مراقبون عسكريون إسرائيليون أواخر حزيران/يونيو في تدريبات "الأسد الأفريقي 2022"، أكبر تدريبات عسكرية في القارة الأفريقية، وقد نظّمها المغرب والولايات المتحدة.
وبحسب البيان فإنّ "هذه الزيارة، التي تعكس علاقات التعاون العسكري المتميزة بين المغرب وإسرائيل، مكّنت من جهة أخرى، من بحث فرص تطوير أفضل لمحاور هذا التعاون الذي يتعلّق أساساً بالتكوين، ونقل التكنولوجيا، وكذا تقاسم التجارب والخبرات بين القوات المسلحة الملكية والقوات المسلّحة الإسرائيلية".
من جهته أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنّ رئيس أركانه الذي يزور المملكة على رأس وفد عسكري رفيع المستوى "ناقش فرص التعاون العسكري، سواء في التدريبات أو في المجالات العملياتية والاستخباراتية".
وشدّد بيان الجيش الإسرائيلي على "العلاقات التاريخية والثقافية بين البلدين ومصالحهما المشتركة في الشرق الأوسط".
وتستمر زيارة كوخافي إلى المملكة ثلاثة أيام.
وتسارعت وتيرة التقارب بين المغرب وإسرائيل منذ التطبيع الدبلوماسي الذي تمّ بينهما في كانون الأول/ديسمبر 2020 في إطار اتفاقات أبراهام التي أبرمت بين اسرائيل ودول عربية عدّة، بدعم من واشنطن.
وفي نهاية آذار/مارس، قام وفد من كبار الضباط الإسرائيليين بزيارة إلى المغرب. وأسفرت عن توقيع اتفاقية تعاون لإنشاء لجنة عسكرية مشتركة.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2021، وقّع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس مذكرة تفاهم في الرباط لتنظيم العلاقات الأمنية مع المغرب.
ونصّت الاتفاقية بشكل خاص على التعاون بين أجهزة الاستخبارات، وتطوير الروابط الصناعية، وشراء الأسلحة والتدريب المشترك.
وتحظى هذه الشراكة الاستراتيجية والعسكرية بمباركة واشنطن لكنّها تثير قلق الجزائر.
وطبّع المغرب علاقته بالدولة العبرية مقابل اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المملكة على الصحراء المغربية، الذي يُعتبر القضية الوطنية الأولى في المملكة.
ويتمسك المغرب بسيادته على صحرائه، في حين تسعى الجزائر منذ عقود الى فصلها عن المملكة عبر دعم وتسليح جبهة بوليساريو.
وعلى الصعيد المدني، تتواصل الشراكة بين المغرب وإسرائيل بوتيرة قوية في المجالات التكنولوجية والاقتصادية والثقافية وحتى الرياضية.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية يائير لبيد قوله إنّ المغرب سيفتتح سفارته في تل أبيب خلال الصيف.