دارة المثقفين في إربد تستضيف عبدالمجيد جرادات

الباحث يعاين خلال استضافته في الندوة الفكرية 'حيوية الفعل الثقافي ودور التفكير النقدي'.

استضافت "دارة المثقفين" في إربد ندوة فكرية تحدث فيها الكاتب والمحلل عبدالمجيد جرادات حول "حيوية الفعل الثقافي وأهمية التفكير النقدي ودورهما في تحقيق متطلبات فلسفة التجديد"، وأدار مفردات الندوة الناقد الدكتور سلطان الخضور الذي افتتح الندوة بالقول: التفكير النقدي أو الناقد هو معاينة الفكر في مسألة ما ضمن معايير وشروط يستطيع من خلالها المعاين أن يميّز بين الخطأ والصّواب وبين ما هو صواب وما هو أكثر صوابًا، وقد ينسحب هذا التفكير على كل مجالات الحياة سواء كانت إبداعية أو سلوكية وخاصة ما يتعلق منها بالحوار.

وقال الخضور: السؤال الذي يحضرني الآن هل الثقافة ثابت أم متغيّر حتى يتم تعريضها للتفكير الناقد؟ والجواب، نعم الثقافة بتفاصيلها من المتغيرات رغم سعي الناس للحفاظ على الإطار العام لثقافاتهم المجتمعيّة، إلا أنها قابلة للتغيير والتغّير والزيادة والنقصان، وعليه فهي قابلة للنقاش والنقد، فلم يكن العمل المكتبي للمرأة إلى جانب الرجل مثلًا جزء من ثقافتنا لكنه صار، عدا عن التغيير الذي حدث لثقافتنا العربية مع مجيء الإسلام، وأجتهد فأقول إن ارتباط الثقافة بالفلسفة يبدأ بنقطة التغيير، والتغيير لا يكون أحادي المصدر، بل يشتبك مع الثقافات الأخرى ويتعالق مع كثير من الفكر وما ينتجه المفكرون، فكان لا بد من وجود فلسفة للتغيير. الكاتب والباحث عبدالمجيد جرادات محدثنا اليوم شارك في العديد من المؤتمرات المحلية والدولية وأصدر العديد من الكتب الفكرية منها من شرفة الثقافة ومن شرفة الحذر، وحائز على العديد من الجوائز والميداليات، وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين ورئيس سابق لدورتين لرابطة الكتاب فرع إربد. الباحث جرادات أكد في ورقته أنه عند محاولة الربط بين الأدب والنقد، نستنتج أن النقد الأدبي هو عملية تحليل وتفسير للأعمال الأدبية، وهي مراحل تتم من خلال دقة الملاحظة التي تخلص إلى منهجية التقييم، والمهم هو أن التفكير النقدي يعتمد على مبدأ تحليل الافتراضات بحيث يتم التحقق من الحقائق والأحكام التي تؤدي للتيقن، وفي هذا السياق، يهتم النقد الأدبي بالجوانب المضيئة للإبداع، حتى تتعزز فضيلة الاقتداء لمن يبحث عن فلسفة التجديد.

وتحت عنوان "معايير فلسفة التجديد" بيّن عبدالمجيد جرادات أن فلسفة التجديد تقوم على سلسلة من المعايير التي تطرح أهم التساؤلات حول ما ستضيفه فلسفة التجديد للحياة وسيرورتها، أما أعمدة فلسفة التجديد فهي (1) الوعي الاجتماعي الفاعل والحقيقي بأهمية التجديد (2) النقد الذي يتأسس على المعرفة الفكرية ووضوح الرؤية، ومن المؤكد بأن نجاح مجمل هذه الخطوات يعتمد على توفر إرادة العمل نحو الوفاء بمتطلبات واستحقاقات المستقبل.

وأوضح الباحث جرادات وسط حضور لافت من المثقفين والمهتمين، بأن فلسفة التجديد ترتبط بأدوات التنمية بمفهومها الشامل، ذلك لأن التنمية تشكل حجر الأساس في عمليتي البناء والاستقرار، وهي تحتل موقعاً متقدماً من حيث توظيف الجهود وتوجيه الموارد، ولهذا فإن الجهات المعنية بالإدارة الاستراتيجية للموارد البشرية، تركز على النوع بالنسبة للنمو الاقتصادي قبل الكم، على اعتبار أن الهدف المراد تحقيقه هو وجود إرادة وسياسات تعالج الأزمات التي تتسبب بالمنغصات الاجتماعية، وتكفل توفر مقومات تكافؤ الفرص وتحقيق العدالة الاجتماعية، وآنذاك تبرز متطلبات التنمية الاجتماعية والتي توطن منظومة القيم والسلوكيات التي تحث على الإيثار والتفاني في خدمة المصالح العليا للجميع.

وخلص المحاضر للقول: إننا نتحدث عن أهمية فلسفة التجديد، لأن العالم يشهد تحولات اجتماعية متسارعة، وثورة علمية وتقنية، ومتغيرات بإيقاع الحياة، مؤكداً على أن فلسفة التجديد، تهدف للبحث عن معرفة الحقيقة من خلال فهم الواقع، ولهذا نجد أن المؤسسات الريادية تطمح لتطوير العملية التربوية من خلال إنجاح فكرة "ثقافة التميّز وإنتاج المعرفة" الأمر الذي يُعني أن أرقى طموحات فلسفة التجديد تتمثل بالتقدم والنمو والصمود في وجه الأزمات المعاصرة وكل ذلك من أجل تحقيق متطلب التطور الحضاري.