'دبي للإعلام' تخطط لتكون الوجهة الإعلامية الأولى في الشرق الأوسط

الرؤية الجديدة لـ"مؤسسة دبي للإعلام" تستهدف تحديثاً شاملاً للقطاع الصحافي وتعزيز دور دبي كعاصمة اقتصادية عالمية وبوابة رئيسية للتجارة العالمية، فضلا عن التركيز على الشأن المحلي وتقديم محتوى يبرز الثقافة الإماراتية الأصيلة.

دبي - أعلن محمد الملا الرئيس التنفيذي لـ"مؤسسة دبي للإعلام" عن خطة المؤسسة خلال السنوات القليلة المقبلة لتكون الوجهة الإعلامية الأولى في الشرق الأوسط ، وذلك ضمن مستهدفات استراتيجيتها الجديدة لتطوير مختلف قطاعات المؤسسة الصحافية والتلفزيونية وكذلك الرقمية.

وعلى هامش منتدى الإعلام العربي الذي عقد يومي 26 و27 سبتمبر أيلول الجاري، أكد الملا في لقاء مع الشخصيات الإعلامية البارزة والشركاء وروّاد الإعلام، على أهمية تعزيز وتمكين مفهوم "الاقتصاد الإعلامي"، إذ يلتقي الفن بالصناعة لاستشراف آفاق أكبر من التطور والتقدم في هذا المجال.

وتستهدف الرؤية الجديدة لـ "دبي للإعلام" تحديثاً شاملاً للقطاع الصحافي، وتعزيز دور دبي كعاصمة اقتصادية عالمية، وبوابة رئيسية للتجارة العالمية، فضلا عن التركيز على الشأن المحلي وتقديم محتوى يبرز الثقافة الإماراتية الأصيلة، وتسليط الضوء على تطورات مختلف القطاعات الاقتصادية والثقافية والفنية والرياضية، وكل ما يؤثر في حياة المجتمع ويعكس تقدم دبي في هذه المجالات.

وأكد الملا إدراك جميع فرق عمل "دبي للإعلام" أن المرحلة المقبلة حافلة بالفرص التي يجب اغتنامها والاستفادة منها، وقد تحمل تحديات سيتم الاستعداد لها بصورة جيدة لضمان تفاديها وتحويلها أيضاً إلى فرص.

وتتضمن محاور الاستراتيجية الجديدة إطلاق باقة من البرامج والمبادرات، التي من المتوقع أن تسهم بشكل كبير في تعزيز حضور دبي للإعلام كأحد العلامات البارزة على خارطة الإعلام العربي، كذلك تعزيز إسهامها في تطوير الإعلام العربي، ومنها: إطلاق "أكاديمية دبي للإعلام"، التي تأتي برؤية جديدة تستند إلى تطوير المهارات وتوجيه المواهب الشابة نحو مستقبل مشرق في مجال الإعلام، انطلاقاً من قناعة راسخة بأن التعليم هو ركيزة التقدم، وصولاً إلى تعزيز الفرص التعليمية، مع الاستثمار في تطوير المواهب وتوفير دعم أكاديمي ودعم برامج التدريب المهني لتزويد شبابنا بالمهارات الإعلامية.

ووعد الملا بتقديم أفضل الخدمات والتجارب والعمل المستدام نحو تحقيق الريادة والتميز في صناعة الإعلام، والسعي نحو المراكز الأولى في المجالات كافة، حيث سيكون هذا الالتزام محفزاً رئيساً لدعم وتطوير القطاع الإعلامي، ومن ثم تعزيز دور الإعلام في تحقيق تقدم المجتمع.

واستعرض إنجازات المؤسسة ضمن قنواتها وأذرعها الإعلامية كافة، منذ إطلاقها قبل نحو 50 عاماً، وكذلك استعرض توجهاتها الجديدة.

وشملت الاستراتيجية الجديدة الإعلان عن "استوديوهات دبي للإعلام"، والتي ستكون بمثابة شركة إنتاج حديثة تعمل على أسس تجارية، وستتبنى المواهب الناشئة وصُنّاع المحتوى لتوفير بيئة داعمة، حيث يمكن للفنانين والكتّاب والمخرجين والموسيقيين وجميع المبدعين التعاون لتحقيق مشاريعهم الإبداعية، وستكون بمثابة نقطة التقاء الفن بالصناعة.
 كما أعلن عن "مبادرة الخدمات الإعلامية" والتي تضع دبي للإعلام ما تملكه من إمكانات متطورة في خدمة الجهات الإنتاجية الساعية للاستفادة من قدراتها الإعلامية المتميزة، و"شركة الفعاليات الفنية" لتحويل البرامج الفنية والغنائية إلى فعاليات جماهيرية، بهدف تعزيز الثقافة الفنية والإبداعية في المجتمع.

وقال الملّا، إن المبادرات روعي فيها تحقيق رؤية وتوجيهات الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، لمستقبل الإعلام والصورة التي يجب أن يكون عليها من تطور ومواكبة للمتغيرات العالمية المحيطة، وحرصه على تعزيز الاستثمار في تطوير الكادر البشري، ووضع تمكين شباب الإعلاميين في مقدمة الأولويات، وتأكيد الحضور المؤثر للإعلامي الإماراتي الشاب في مسيرة التطوير، التي تتضمن كذلك تحديث البنية التحتية بما يتناسب مع التقدم التكنولوجي الكبير المؤثر في تشكيل صورة إعلام المستقبل.

بدورها، قالت خديجة المرزوقي مديرة الإعلام الرقمي "نعمل على تنويع المحتوى بشكل يعكس التنوع والتميز الثقافي والاجتماعي لمجتمع دبي الحديث. سنركز على تقديم محتوى قيّم يعكس الدور الريادي لدبي كمدينة عالمية، ونسعى أيضاً لتأكيد مكانتها كوجهة سياحية عالمية".

وتابعت المرزوقي "نؤمن بأهمية تطوير القدرات الرقمية في فريقنا، لنكون عند المستوى المطلوب لمواكبة التحول الرقمي السريع. سنعمل بشكل مستمر على تحسين وتطوير العمليات واستخدام التكنولوجيا بشكل فعال لتحقيق أهدافنا بنجاح".

وانطلقت الثلاثاء في دبي، أعمال الدورة الحادية والعشرين لمنتدى الإعلام العربي بمشاركة نحو 3000 من الوزراء وقيادات المؤسسات الإعلامية ورؤساء تحرير الصحف والمنصات الرقمية ونخبة من كبار الكُتّاب والمفكرين وقادة الرأي وصناع الإعلام والمعنيين به في المنطقة والعالم.

وتطرقت جلسات المنتدى إلى جملة من الموضوعات المتعلقة بمستقبل الإعلام العربي والذي تم اختياره شعارا لهذه الدورة، مع التركيز على محورين رئيسيين وهما تأثير الذكاء الاصطناعي في الإعلام ودور الإنتاج الدرامي والسينمائي كقوة ناعمة يتنامى دورها المتكامل مع دور الإعلام في التأثير في المجتمع والمساهمة في تشكيل ثقافته وقناعاته.

وأكدت الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، عضو مجلس دبي، أهمية تعزيز الشراكة بين الثقافة والإعلام في المنطقة لتطوير محتوى عربي يعزز الهوية الثقافية العربية، مشددةً على الدور المحوري للاقتصاد الإبداعي الذي بات قطاعاً اقتصادياً بارزاً يساهم في منظومة تطوير الدول.

وأشارت إلى أن "منتدى الإعلام العربي" يشكل فرصة ثمينة لإعادة تعريف مفهوم الثقافة كهمزة وصل وأداة للحوار بين مختلف الشعوب والثقافات، وتسليط الضوء على هذا القطاع بكل ما يحتويه من أدوات وإمكانيات إبداعية، خاصةً وأن جزءاً كبيراً من هذا الدور يقع على الإعلام الذي يحتاج للتعاون مع القطاع لتصحيح مفهوم الثقافة ووضعها في مكانها الصحيح.

وقالت الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، خلال جلسة رئيسية في المنتدى بعنوان" الثقافة والإعلام.. رؤى إبداعية تصنع المستقبل"، أدارها الإعلامي فيصل بن حريز، تستبعد أن يهدد الانفتاح الثقافي والإبداعي الهوية الوطنية، مؤكدة "أننا وصلنا إلى الفضاء ونحن محافظون على هويتنا ..".

كما أوضحت أهمية تعزيز الهوية الوطنية والعربية في نفوس الأجيال الجديدة من خلال خلق بيئة إبداعية داعمة لأصحاب المواهب، مع ترسيخ القيم والمفاهيم الوطنية والعربية لديهم، بالإضافة إشراك المواهب العربية الشابة في صناعة المستقبل وتصميمه، وجعلهم جزءاً فاعلاً من التغيير الإيجابي، وتطوير محتوى ثقافي إبداعي يعكس هويتنا الثقافية وقيمنا الحضارية للعالم، وغرس القيم الثقافية وتعزيزها في نفوس الشباب والناشئة المحليين والعرب، والاستثمار في الطاقات الشابة وتحفيزها على الإبداع والابتكار في مختلف المجالات الإبداعية، فالإبداع لغة المستقبل، ووسيلتنا لضمان مستقبلٍ واعدٍ ومستدام.

وشهد منتدى الإعلام العربي توزيعَ 14 جائزة في مختلف المجالات، منها الصحافة السياسية والصحافة الثقافية والاقتصادية، بالإضافة إلى الصحافة الاستقصائية، والإعلام الرقمي