رئيس مخابرات تركيا يستكشف في السودان فرص التمدد

رئيس جهاز الاستخبارات التركي يلتقي البرهان وحميدتي بعد فترة من توقيع الاتفاق الإطاري في خضم جهود انقرة للحفاظ على نفوذها في مواجهة قوى اقليمية ودولية خاصة مصر.
السلطات التركية تسعى إلى ربط علاقات متينة مع مجلس السيادة ورئيسه البرهان
تركيا تحاول الحفاظ على استثماراتها ومصالحها في السودان مع التغيرات الاخيرة
تركيا تسعى لمنافسة نفوذ دول إقليمية هامة مثل مصر
زيارة فيدان تاتي بعد فترة قصيرة من زيارة مماثلة لرئيس المخابرات المصري

الخرطوم - التقى رئيس جهاز الاستخبارات التركي هاكان فيدان الإثنين رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو (حميدتي) في خضم التطورات السياسية التي يشهدها السودان فيما يتعلق بتوقيع الاتفاق الإطاري بين مجلس السيادة والقوى المدنية حيث تسعى أنقرة على ما يبدو للحفاظ على مصالحها في الوضع الجديد بعد فترة من زيارة اداها رئيس المخابرات المصري اللواء عباس كامل الى الخرطوم والحديث عن مبادرة مصرية لتحقيق تسوية سياسية.
وسعت السلطات التركية في السنوات الاخيرة إلى ربط علاقات متينة مع مجلس السيادة ورئيسه البرهان الذي أدى صيف 2021 زيارة إلى أنقرة التقى خلالها الرئيس رجب طيب اردوغان وذلك في مواجهة نفوذ دول إقليمية خاصة مصر.
وتمتلك تركيا العديد من الاستثمارات في السودان التي عززتها خلال فترة حكم الرئيس السابق عمر البشير لكن مع سقوط النظام السابق تعرضت هذه المصالح لتهديدات خاصة وان أنقرة وصفت دائما بأنها الحليف الأبرز لإخوان السودان.
لكن البرهان سعى في الفترة الأخيرة لتعزيز العلاقات مع تركيا في خضم الضغوط التي واجهها من الغرب عقب تراجعه في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021 عن تعهداته التي كان اتخذها بشأن تقاسم السلطة مع المدنيين تمهيدا لانتخابات حرة في البلاد.
ونقل بيان لمجلس السيادة، عن البرهان إشادته بالعلاقات "القوية والقديمة" بين تركيا والسودان فيما أكد المسؤول السوداني على رغبته في تعزيز العلاقات بين "البلدين والشعبين الصديقين" على كافة الأصعدة.
بدوره، وصف "فيدان" الزيارة بـ"المثمرة"، مشددا على أن "تركيا والسودان وصلا في تعاونهما والتنسيق القائم بينهما إلى أهدافهما فيما يخص القضايا ذات الاهتمام المشترك".
وشهدت الزيارة توقيع السودان وتركيا على سبع اتفاقيات ومذكرات تفاهم شملت مجالات الطاقة والدفاع والمالية والإعلام.
ورغم أهمية تعزيز الجانب الاقتصادي فان الزيارة تأتي في إطار جهود تركيا لدعم نفوذها في إفريقيا حيث لا تزال الخرطوم تمثل بوابة هامة للمصالح الجيوسياسية التركية.

وكان رئيس المخابرات المصري ادى بداية الشهر الجاري زيارة الى الخرطوم التقى خلالها البرهان قبل ان يطرح سفير مصر بالخرطوم هاني صلاح الاسبوع الماضي على رئيس مجلس السيادة مبادرة مصرية للتوصل إلى تسوية سياسية سريعة في السودان وهي مبادرة اقلقت العديد من القوى بما فيها تركيا.
وتسعى تركيا لمنافسة نفوذ دول إقليمية هامة في القارة الافريقية مثل مصر وإسرائيل إضافة إلى قوى دولية على غرار روسيا والصين والولايات المتحدة حيث مثل السودان المضطرب سياسيا ساحة للصراع من اجل تعزيز المصالح في القارة السمراء.
ويسعى فيدان من خلال زيارته الى استكشاف الوضع في السودان عقب توقيع الاتفاق الاطاري بين المجلس العسكري والقوى المدنية والتوجهات المستقبلية للقيادة السودانية.
وفي 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، وقع المكون العسكري "اتفاقا إطاريا" مع القوى المدنية، بقيادة قوى إعلان الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم السابق)، وقوى سياسية أخرى (الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، المؤتمر الشعبي)، ومنظمات مجتمع مدني، بالإضافة إلى حركات مسلحة تنضوي تحت لواء (الجبهة الثورية) لبدء مرحلة انتقالية تستمر لمدة عامين.
وتشمل العملية السياسية للتوصل لاتفاق نهائي 5 قضايا، هي: العدالة والعدالة الانتقالية، الإصلاح الأمني والعسكري، مراجعة وتقييم اتفاق السلام، تفكيك نظام 30 يونيو/حزيران 1989، قضية شرقي السودان.
وسعت الولايات المتحدة وقوى غربية لحشد القوى السياسية في السودان لدعم الاتفاق الاطاري.