رقم مفزع للإعدامات في إيران يسلط الضوء على حجم الانتهاكات

الأرقام تشير إلى أن إيران أعدمت في 834 شخصا على الأقل في عام 2023، بزيادة قدرها 43 بالمئة مقارنة بعام 2022.

جنيف - نددت عدة دول في الأمم المتحدة الاثنين بحجم انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، مشيرة بشكل خاص إلى ارتفاع عدد أحكام عقوبة الإعدام وتنفيذها، بينما دعمت بعض الدول بينها روسيا وكوبا والصين، طهران خلال المناقشات في مجلس حقوق الإنسان.

ويسلط التنديد الدولي بحجم انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، الضوء مجددا على ما يعانيه الإيرانيون من قمع متواصل زادت حدته منذ الاحتجاجات الشعبية التي تلت مقتل الفتاة الإيرانية الكردية مهسا أميني بعد تعذيبها على يد شرطة الأخلاق وهي أسوأ انتفاضة واجهها النظام الايراني.

وسبق لمنظمات حقوقية أن اتهمت السلطات الإيرانية بإقامة محاكمات تفتقر للشفافية ويحرم فيها المتهم من أبسط حقوقه، بينما نفذت إيران عشرات أحكام الإعدام بتهم تقول المعارضة انها كيدية وانتقامية لترهيب الشعب وتكميم الأفواه المنتقدة للنظام.

وقال المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في إيران، جاويد رحمن في افتتاح المناقشات "ما زلت أشعر بقلق بالغ إزاء عمليات الإعدام الجارية والارتفاع الملحوظ في عدد أحكام عقوبة الإعدام. تم إعدام 834 شخصا على الأقل في عام 2023، بزيادة قدرها 43 بالمئة مقارنة بعام 2022". كما عبرت عدة دول عن قلق مماثل داعية إيران إلى تعليق تنفيذ أحكام الإعدام.

وأعرب السفير الفرنسي جيروم بونافون عن "قلق فرنسا البالغ إزاء الزيادة المقلقة في عدد أحكام الإعدام وتنفيذها في إيران"، مشيرا إلى أن "16 امرأة من أصل 24 نُفذ بهن حكم الإعدام في العالم في 2022 تم إعدامهن في إيران، وأُعدمت 22 امرأة على الأقل في 2023، وهو أعلى رقم منذ عام 2013".

وذكرت السفيرة الأميركية ميشيل تايلور أن "العديد من المعتقلين أشاروا إلى أن السلطات استخدمت التعذيب والعنف الجنسي والقائم على النوع الاجتماعي لانتزاع اعترافات شكلت أساسا لأحكام الإعدام".

وأضافت أنه علاوة على ذلك "تواصل إيران ترهيب وإساءة معاملة وسجن نشطاء حقوق الإنسان وصحافيين ومحامين وأفراد الأقليات الدينية وشخصيات ثقافية ومعارضين سياسيين"، بينما يعكس ذلك رأي عدة بعثات من ضمنها الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة ودول الشمال ودول البلطيق وبعض دول أميركا اللاتينية مثل الأرجنتين.

ونددت دول عدة بمدى انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، لكن تصريح السفيرة الأميركية أثار ردا من المندوبة الإيرانية التي قاطعتها لطلب الالتزام بالإجراءات.

وقالت المندوبة الإيرانية سمية كريمدوست "نشعر بقلق بالغ إزاء اللغة العدائية والاستفزازية التي استخدمتها البعثة" الأميركية، مؤكدة في ردها على ما أدلى به المقرر أن "تقريره ليس واقعيا ولا مهنيا، بل إنه حتى أقل صوابية وتوازنا".

وعبرت روسيا وبيلاروس وفنزويلا وكوبا وكوريا الشمالية وسوريا عن دعمها لإيران، بالإضافة إلى الصين التي قالت مندوبتها إن بلادها "تقدر الجهود الأخيرة التي بذلتها الحكومة الإيرانية في تعزيز وحماية حقوق الإنسان".