'رمضان والعيد عادات وتقاليد' في دول الخليج العربي

كتاب محمد رجب السامرائي يقدم ما بقيَّ في ذاكرة الناس إلى اليوم الذين يلونون صور الشهر والعيد بملامح تراثية نابعة من جذورهم الأصيلة ليحافظ عليها الأبناء قبل أن تنمحي وتزول من ذاكرة الوجدان العربيّ وعلى امتداد خريطته.

تختلف طبيعة العادات والتقاليد العربية التي يلتزم بها الإنسان العربيّ في شهر رمضان وعيد الفطر في الدول العربية كافة، نتيجة العمق الجغرافي الكبير الذي يمتد من الخليج العربي وصولاً إلى المحيط الأطلسي، بمدنه وقراه، وبتنوع لهجاته وبيئاته وتضاريسه، مما ينعكس على طبيعة عادات وتقاليد الناس،وقد قدم الباحث د.محمد رجب السامرائي في كتابه "رمضان والعيد عادات وتقاليد"الصادر عن نادي تراث الامارات لما بقيَّ في ذاكرة الناس إلى اليوم الذين يلونون صور الشهر والعيد بملامح تراثية نابعة من جذورهم الأصيلة ليحافظ عليها الأبناء قبل أن تنمحي وتزول من ذاكرة الوجدان العربيّ وعلى امتداد خريطته.

وقد تناول السامرّائي، رمضان والعيد وعادات استقبالهما أولا في الخليج العربي حيث عرض لمظاهر استقبال المسلمين في كل من "السعودية، والإمارات، وقطر، والبحرين، والكويت وعُمان، والعراق، واليمن" لغُرّة شهر رمضان الكريم وعيد الفطر، وما يقومون به من عادات وتقاليد متوارثة عنهما سواء في الأطعمة أو الأغاني أو الألعاب الشعبية المتوارثة بين الناس. ثم تناول رمضان والعيد في بلاد الشام، وطرق احتفال الناس به في "سوريا، ولبنان، والأردن، وفلسطين"، وكيفية قضاء أيامهما ولياليهما لدى الكبار والصغار. وأخيرا تناول رمضان والعيد في إفريقيا وبلاد المغرب العربي موضحاً العادات والتقاليد الأصيلة التي مازال الناس يتمسكون بها رغم تقادم السنين في كل من "مصر، السودان، ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب، موريتانيا، الصومال، جيبوتي".

السعودية

ويرى أن السعودية تنفرد بتوجه قلوب المسلمين لها في كل يوم لأداء فروض الصلاة وأداء فريضة الحج المباركة والعمُرة في الديار المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة. ومع أذان المغرب تُفْرَش موائد الإفطار في الحرمين المكي والمدني، ويتسابق القائمون عليها لجذب المسلمين ليجلسوا في موائدهم، وكلما زاد عدد الجالسين ازداد فرح القائمين على هذه الموائد؛ لأنهم يرون أن أجرهم يزيد بقدر زيادة عدد المفطرين على موائدهم، ولهذا يقدمون لهم وجبات من التمر ومشروب القهوة الساخنة. إنّ عبادة المسلمين تتمثل في الاعتكاف في أيام شهر رمضان في الحرم المكي وفي الحرم النبويّ، إذ يقوم الصائمون بالفطور فيهما على تمرات.. ويبقون هناك لتلاوة القرآن المجيد،طيلة الأيام المباركة، وإلى ما بعد أذان الفجر.. وتتعطل المدارس في السعودية في شهر رمضان، ويزيد المساجد عُمّارها من عباد الله، إضافة إلى إقامة حلقات الدروس الدينية، والاجتهاد في إحياء ليلة القدر المباركة في عموم المدن والقرى فيها.

ويلاحظ السامرائي أنّ أغلب مساجد المملكة في رمضان تقدِّم كل عام إفطاراً وسحوراً للصائمين من وجبات التمر واللبن والعصير، وهناك اختلاف في الفطور بالسعودية بالمقارنة مع بعض الدول الأخرى، فيقدم الإفطار في المنطقة الوسطى الرياض أولاً منالتمر والقهوة العربي وبعض المشروبات كشراب التوت والعصائر المختلفة، ثم يتناول الصائمون بعد أداء الصلاة طعام العشاء الذي يتكون عادة من الشوربة، مع أنواع مختلفة من اللحوم المشوية والمحمرة، إضافة إلى طبق السمبوسة الشهيرة وكذلك اللقيمات.ولا يتخلى السعوديون عن طبقهم اليومي المشهور الكبسة، ولكن يفضله البعض طعاماً لسحورهم كوجبة يتناولونها مع السلطة واللبن، أو يختار البعض الآخر اللبن الزبادي والفول طبقا رئيسيا، أو الخبز مع الإدام وهو طبق الخضار، أو تناول رقاق الكُنافة والأقراص والجريش والمثلوثة والمطاطيز والسمبوسك وهي أكلات معروفة في المملكة.

ويشير إلى وجود أربعة مواقع للمدافع الرمضانية في السعودية وهي جبل السليمانية - بل المدفع- وتوجد فيه ثلاثة مدافع وجبل شماس-مجر الكبش- وفيه مدفعان، ومنطقة الغوارية وفيها مدفعان، ومحافظة الجموم ولها مدفعان، وبذلك يُصبح مجموع المدافع المعدة لشهر الصيام في أنحاء مكة المكرمة تسعة مدافع يعمل عليها 29 رجلاً.

وتطورت مدافع الإفطار في المملكة حيث أنّ طلقاتها القديمة التي كانت تعتمد على البارود والملح والخيش قد أُبدلت بالطلقات الحديثة الأكثر أماناً عند إطلاقها ليسمع صوت المدفع موعد فطور الصائمين.

ويمتلئ الحرم المكيّ الشريف مع دخول ليلة الحادي والعشرين من رمضان بملايين المصلين الذين يأتون من كل فج عميق، ويقطعون المسافات الطويلة وينفقون الأموال الطائلة، لكي يفوزوا بقضاء الليالي العشر الأواخر من شهر الصيام ؛ التماسًا لليلة القدر المباركة مقبولة الدعاء، والتي هي خير من ألف شهر.

رمضان
أغلب مساجد المملكة في رمضان تقدِّم كل عام إفطاراً وسحوراً للصائمين

الإمارات

يقول السامرائي "تزدهر في الإمارات خلال رمضان موائد الإفطار الجماعي في الفريج الواحد ـ الحيّ ـ بعد أن يتفق أهله على نوعية الطعام الذي سيقدمونه للضيوف الصائمين، لتكون المائدة عامرة بكل أصناف الطعام الذي يتضمن الهريس والثريد والسمك واللحم والخبز والرطب، علاوة على اللقيمات والساقو، والكاستر، وغيرها من الحلويات والفواكه مع شرب القهوة والشاي. وكانت النساء في الإمارات يتهيأن لرمضان من شعبان، ويحتفل الأطفال بحق الليلة" منتصف شعبان حيث يسيرون في الفريج ويطوفون على البيوت وهم يغنون:

أعطونا الله يعطيكم

أعطونا مال الله

بيت مكة يوديكم

سلّم لكم عبدالله

وإذا أهلّ رمضان المبارك تجمعت النساء في البيوت كل يوم في بيت إحدى الجارات للقيام بطحن الحبوب لأعداد الهريس مرددات أشعاراً تُعرف بدق الهريس وإعداد الخبيص والبلاليط وخبز الرقاق واللقيمات، وكذلك القيام، بتنظيف المنزل وإعداده بصورة تليق بالشهر الكريم. وكانت العادة الرمضانية القديمة هي تبادل وجبات الإفطار بين البيوت قبيل إطلاق المدفع وحتى لا يكون الطعام بارداً عند الفطور،أو التجمع في مكان واحد، عندما كانت تأتي كل امرأة وهي تحمل بيدها طبقاً مُعيناً، ويتناولنه وسط الفرحة بشهر الخيرات. وكانت النساء تخرج لأداء صلاة التراويح في المساجد، مع تأكيد الأهل على أطفالهم بتعويدهم على الصيام والالتزام بمواعيد الصلوات الخمسة وخروجهم لصلاة العيد مع آبائهم.

ويضيف "يجتمع الرجال بعد أدائهم لصلاة العشاء والتراويح في المجلس الذي نراه منتشراً بصورة واسعة في دول الخليج العربي وتعرف باسم مجلس أو ديوانية، وتنظم على فرش يوضع على الأرض كالسجاد عند الموسرين، أو بوضع حصيرة عند متوسطي الدخل. وكانت للميالس - المجالس- في الإمارات نكهتها التي لا تنسى من ذاكرة الناس بعد أن شهدوها وفق الطريقة المعينة في أيام الصيام. وتُعتبر مجالس الماضي المكان الخاص لتجمع أهل المنطقة الذين يجتمعون لتبادل رواية أخبار الغوص والأسفار أو لإنشاد الشعر، حيث كان الحاضرون في المجلس يطلبون من الشعراء الحاضرين إنشادهم لأحدث ما نظموه من قصائد. وعادة ما يكون الشعر مادة خصبة ضمن المجالس حيث تبدأ أولاً بنماذج شعرية بعد التقاء الجيران والأصدقاء في مجلس معين، وكان للشعر مجلس بليلتين في الأسبوع الواحد، وتتباين أغراض الشعر الملقى في الليلتين من شاعر إلى آخر، وغالبا ما كان الصغار يحضرون هذه المجالس ويستمعون إلى شعر وحديث الكبار لأنّ المجالس كما قيل مدارس.

قطر

ويتابع السامرائي أن القطريين يستعدون لاستقبال رمضان منذ النصف الثاني من شعبان الذي يشهد - النافلة - وهي من العادات التي يمارسها الأطفال وتشبه – الكرنكعو- التي يمارسونها في منتصف شهر الصيام. وتقوم النساء بتحضير الأرز والهريس وصناعة خبر الرقاق والبهارات، الخاصة بوجبتي الفطور والسحور طيلة الشهر الكريم، حيث يبدأالصائمون فطورهمبتناول التمر واللبن والقهوة. إنّ من عادات القطريين في شهر الصيام قيامهم باحتفالات دق وطحن الحبوب التي تُعدّ من الظواهر الثقافية الاجتماعية الموسمية العميقة الجذور عندهم، وكان الاحتفال بهذه العادة المتوارثة بمثابة العيد السنوي الذي يستغرق طوال شعبان، إذ تقوم فيه النساء الدقاقات والطحانات بالمشاركة في إنجاز كميات كبيرة من القمح المدقوق أو المطحون تكفي احتياجات العوائل طوال شهر رمضان المبارك. والاحتفال بطحن الحبوب على الرحى في قطر، غالباً ما يصاحبها أداء بعض الأغاني بين المجموعات التي تعمل على الرحى، الذي تعبر فيها عن الفرحة بحلول شهر شعبان الذي يعني قرب هلال شهر الصيام ومن هذه الأغاني:

هلَ شعبان وهلَ شهر الصيام

وأشوف خلي ثالث العيد مطروح

أما مائدة الفطور القطرية فيقدم فيها الثريد والهريس واللقيمات والشوربة إضافة إلى طبق المضروبة. ثم أضيف إلى هذه الأطباق الرمضانية صواني الكُفتة والكُبة والمحشي بأنواعه، مع ضرورة توفر طبق الحلوى القطري المعروف بالساقو، واللقيمات.

ويلفت إلى أن ليل رمضان في قطر عقب صلاة العشاء والتراويح يتميز بعقد الجلسات الرمضانية، وتشمل مجلسين واحد للرجال والثاني خاص بالنساء يقدم فيهما الحلوى والشاي والقهوة العربية يتبادل في هذين المجلسين الرجال والنساء الأحاديث الدينية والثقافية والحياة العامة، وهناك وجبة تُعرف بالغبكة، وهي وجبة غير يومية تُؤكل بعد منتصف الليل بين أفراد الأسرة الواحدة. وكانت أغلب البيوت تفضل على مائدة السحور تناولالشعيرية والبيض وتسمى بلاليط أو أرز ولبن اللحم أو الدجاج أو السمك مع الأرز، ثم أضيف إليها بعض الوجبات الأخرى من المشويات والألبان والفواكه.

عُمان

ويذكر أن أهل عُمان يهيئون احتياجاتهم لشهر رمضان منذ العشرين من شعبان حيث يخزنون العيش "الأرز" والتمر المعمول بالسّنوت ويتمسك الرجال الكبار بفطورهم في البيت، وإذا لم يكن ذلك، فإنهم يفطرون في الفريج ـ الحيّ ـ حيث يخصص مكانللرجال وآخر للنساء. وتقوم النسوة خلال الشهر المبارك بإرسال أطباق التمر واللبن واللقيمات إلى المساجد القريبة من دورهم ليتناولها العابرون والفقراء لتفطيرهم في اليوم المبارك.وبعد أول يوم رمضاني تتبادل العوائل الزيارات الرمضانية، فيفطرون يوما في بيت الأخ وفي اليوم الثاني عند الأخت، والثالث عند الأقارب وهكذا..

ويشير السامرائي إلى انّ هناك اختلافاً في عادات العُمانيين في الفطور عندما يرجعون من صلاة المغرب وذلك بحسب ولايات السلطنة، فقسم منهم يفطر على التمر والقهوة وشرب الشربت ـ العصير-مع لُقيمات القاضي، وقسم يتناول الثريد والعيش ـ الأرزـ واللحم، والبعض يشرب اللبن المُضاف إليه الزعتر أو السنود وتناول لقيمات القاضي الحلوة، أو أكل الهريس والمكبوس والسيويا والثريد وشوربة الحب والقريس.ومن أشهر أنواع الحلويات التي يحرص العُمانيون على تناولها في شهر الصيام حلوى السخانة "السمن" والساقو وصب الجفشة والخنسروس، وكلها أسماء لنوع واحد من الحلويات ولكنها تختلف في طريقة إعدادها وصنعها وطعمها من ولاية إلى أخرى. وعلاوة على الطبق العُماني المُكون من شوربة الأرز مع السكر الحليب، وتوجد بعض الفطائر على مائدة الفطور مثل السمبوسة بالخضار أو اللحم والمصانف. إنّ تقليد التبخير بالدخون للرجال في ليالي رمضان معروف عندهم قبيل الذهاب لأداء صلاتي العشاء والتراويح في المساجد. وتقام المجالس الرجالية الخاصة إثر عودتهم من الصلاة التي يحضرها الأصدقاء ويتبادلون خلالها القصص والأحاديث والسير، وتقدم إليهم الفواكه المختلفة والشمام واليح- البطيخ- مع القهوة. وينهض العُمانيون وقت السحور لتناول طعامهم خاصة في القرى العمانية على صيحة الديك الأولى، ويأكلون اللحم والأرز مع شرب الشاي والقهوة على صوت المسحراتي التي يدق طبله بالمرواس وهو يصيح في السكك والحارات:

سحور.. سحور

قوموا صائمين

وتحرص نساء عمان في رمضان على أداء صلاتي العشاء والتراويح في فروع الجمعيات النسائية حاملات معهنّ أطباق الحلوى الشعبية لتناولها إثر الانتهاء من الصلاة، ثم الاستماع إلى المحاضرات الدينية. وعلى الرغم من التطور الذي طرأ على تفاصيل الحياة الاجتماعية فما زال الأطفال يحتفلون بأداء تقليد القرنقشوه ويتم في ليلة النصف من رمضان، ويماثل احتفالات الأطفال بليلة القرنقعو في المدن الخليجية الأخرى. ونجد الأطفال في القرنقشوه يدورون في شوارع الحيّ وينتقلون من دار إلى دار يتوقفون أمامها ويغنون طالبين الحلوى وهم يضربون إيقاعاً بسيطاً على عبارة:

قرنقشوه قرنقشوه

أعطونا شيء حلواه.

البحرين

وفيما يخص البحرين يقول السامرائي "ترتبط بشهر رمضان عادات أصيلةللأطفال في البحرين ليوم الكرنكعوه، الذي يحتفلون به في اليوم الرابع عشر أو النصف من شعبان ابتهاجاً استقبال رمضان حيث يرتدي الأطفال الملابس التقليدية مثل الدرّاعة ويذهبون إلى الأهل والأقارب والجيران وهم يرددون أناشيد معينة ويدقون على الأبواب ليحصلوا من خلال تجوالهم على بعض الحلويات والمُكسرات، ويغني الأطفال قبل الدخول إلى المنزل:

عطونا الله يعطيكم

بيت مكة يوديكم

يامكة يالمعمورة

يا أم السلاسل والذهب يانورة

عطونا من قال يسلم لك عبدالله

عطونا حبّة وميزان سلم لكم عزيزان

يابنيّة يلحبّابة أبوك مِشَرِّع بَابَه

باب الكرم ماصكّه ولا حَط بوّابَه

وبعد دخولهم إلى المنزل يغنون وهم يذكرون اسم أصحاب الدار قائلين:

لولا فلان ماجينا

يُفك الكِيس ويعطينا

الله يخليه لأُمه

ويلحفها بالساحه

من المُطر وسِياحَه

إنّ دقّ الحَبْ مهمة تستعد لها النساء مبكراً في مملكة البحرين لصنع الهريس وكذلك كانت حرفة "صفار القدور" من الحرف الشعبية القديمة التي ترتبط بالشهر المبارك، حيث كان الصفّار يدور في الطرقات وهو يردد: صفار القدور، وكان أبو طبلية يدور ليوقظ النائمين لتناول السحور أما الآن فإن الناس لا ينامون قبل السحور فراحت على المسحراتي أيامه.. وتلك الكميات من الأرز والسكر والطحين التي كانوا يقدمونها له. وهناك من العادات الاجتماعية في البحرين تتمثل البدء بزيارة الأكبر سنّاً في بدايةالأسبوع الأول من الشهر المبارك، وهناك تقليد لابد من وجوده عند الفطور وهوضرورة تناول طبق الشوربة والتمر والقهوة العربية، وذهاب الرجال إلى المسجد لأداء صلاة المغرب، وعند عودتهم يتناولون طعام الفطور مع أسرتهم من الهريس والثريد واللقيمات، وربما يتناول البعض منهم المكبوس لأنها تعتبر أكلة ثانوية عندهم.

وللمجالس الرمضانية نصيب في البحرين ففيها يجتمع رجال الأسرة والأصدقاء والمعارف لمناقشة وطرح العديد من القضايا الخاصة والعامة، وتقدم إليهم خلالها التمر والقهوة والشاي والحلوى البحرينية الشهيرة التي لابد وأن تكون في كل بيت طيلة أيام الشهر الفضيل.

الكويت

ويوضح السامرائي أن المآذن والمساجد في الكويت تتزين في بدء الإعلان عن قدوم شهر رمضان، ويلاحظ وجود انتشار الفوانيس في العديد من المناطق والأحياء المختلفة التي تعمل بالطاقة الكهربائية أو بالشموع. وإنّ اجتماع كل أفراد العائلة في منزل كبير العائلة سواء كان الجد أو الأب على مائدة الإفطار اليومية هو من العادات المحببة لديهم، حيث تمتد المائدة لتشمل تقديم عدد من الأكلات والأطعمة المختلفة التي يسبقها التمر وشوربة العدس الطبق المفضل في رمضان، علاوة على تناول أطباق الهريس باللحم أو الدجاج وهناك أيضاً الطبق المفضل التشريبة وطبق الجريش القديم، وكبة الجمبري والبرياني باللحم أو الدجاج أو السمك، وطبق المرجوج، وهناك أكلات يتناولها الصائمون بعد الانتهاء من صلاتيّ العشاء والتراويح منها المحلبية والزلابيا واللقيمات والغريبة.

 وللديوانية طعمها الخاص في الكويت وتستمر طوال العام، ولكن في أيام مخصصة من الأسبوع، لكنها تُمارس مساء كل يوم رمضانيّ بعد صلاتيّ العشاء والتراويح الخاصة والتي يهيئها صاحب الدار قبل حلول الشهر المبارك في مكان خاص من بيته ليجتمع فيها الرجال عودتهم من المسجد، وتخصص تلك الدواوين لتلاوة القرآن الكريم وسماع الدروس الدينية ولمناقشة طائفة من الشؤون الأدبية الثقافية وغيرها، ويتناولون خلالها القهوة العربية والشاي وبعض الحلويات والفواكه ويستمرون في جلستهم حتى وقت السحور.