زيادة هامشية في إنتاج أوبك+ تبدد آمال بايدن

أوبك ترفض التحول إلى زيادات أكبر في الإنتاج، حيث أشارت مصادر بالمجموعة إلى نقص الطاقة الفائضة لدى الأعضاء بما لا يسمح بزيادة الإنتاج وكذلك الحاجة إلى مزيد من التعاون مع روسيا في إطار مجموعة أوبك+ الأوسع.
أوبك تواجه مشكلات في الإنتاج لتلبية الأهداف الحالية
أميركا تسعى لزيادة إنتاج أوبك من أجل مواجهة روسيا

فيينا- أعلنت الدول المنتجة للنفط في تحالف أوبك+ الأربعاء عن زيادة بسيطة في إنتاجها من الخام، على الرغم من زيارة جو بايدن الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية في محاولة لزيادة الإنتاج.

واتفق ممثلو الدول الثلاث عشرة الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وشركاؤهم العشرة على "زيادة الإنتاج بمقدار 100 ألف برميل يوميا خلال شهر سبتمبر (أيلول)"، مقارنة بحوالي 432 ألفا ثم 648 ألف برميل إضافية في الشهرين السابقين، وفق ما أعلن التحالف في بيان صحافي.

واعتبر محللون أن الزيادة الطفيفة في الإنتاج تشكل ضربة لآمال بايدن في زيادة تمكنه من تخفيف الضغوط الداخلية مع ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة وأيضا في إتاحة فرصة لتعويض النقص في إمدادات النفط من روسيا التي تخضع لعقوبات غربية بسبب غزوها لأوكرانيا.

لكن مسؤولا كبيرا بإدارة بايدن اليوم الأربعاء إن قرار أعضاء تحالف أوبك+ زيادة إنتاج النفط بمقدار 100 ألف برميل يوميا هو "خطوة للأمام"، مضيفا أن الرئيس الأميركي يريد أن يرى المزيد وأنه سيدفع في الداخل والخارج نحو زيادة إمدادات الطاقة.

ووصف محللون الزيادة الطفيفة في انتاج أوبك+ بأنها إهانة للرئيس الأميركي بعد رحلته إلى السعودية الشهر الماضي لإقناع زعيمة أوبك بزيادة الإنتاج لمساعدة الولايات المتحدة والاقتصاد العالمي.

وتأتي الزيادة الطفيفة في إنتاج الكارتل النفطي بعد أسابيع من التكهنات بأن رحلة بايدن إلى الشرق الأوسط وموافقة واشنطن على بيع صواريخ دفاعية للرياض والإمارات العربية المتحدة ستؤدي إلى زيادة إنتاج النفط.

وأظهرت وثيقة لأوبك+ أن المجموعة تتجه لزيادة الإنتاج 100 ألف برميل يوميا اعتبارا من سبتمبر/أيلول، بينما قال مصدران إنه تم إقرار الزيادة فعليا في اجتماع مغلق.

وقال رعد القادري العضو المنتدب للطاقة والمناخ والاستدامة في أوراسيا قروب "هذا ضئيل جدا وليس له أي معنى. من الناحية الفعلية، هذا تحرك هامشي. وسياسيا، تكاد تكون إهانة".

وزادت أوبك وحلفاؤها بقيادة روسيا، الإنتاج في الشهور السابقة بما يتراوح بين 430 ألفا و650 ألف برميل يوميا في الشهر، غير أنهم واجهوا صعوبة لتحقيق الأهداف الكاملة لأن معظم الأعضاء قد استنفدوا بالفعل طاقاتهم الإنتاجية.

وضغطت الولايات المتحدة على السعودية والإمارات العضوين البارزين في أوبك، لضخ مزيد من النفط للمساعدة في كبح جماح الأسعار التي عززها انتعاش الطلب وغزو موسكو لأوكرانيا.

وتسببت العقوبات الأميركية والغربية على روسيا في ارتفاع أسعار الطاقة، مما أدى إلى زيادة التضخم إلى أعلى مستوياته منذ عدة عقود وإلى رفع البنوك المركزية أسعار الفائدة بشكل حاد.

وسافر بايدن إلى الرياض الشهر الماضي لإصلاح العلاقات مع السعودية التي توترت بسبب مقتل الصحفي جمال خاشقجي قبل نحو أربع سنوات وتراخ أو لين أميركي في مواجهة التهديدات الإيرانية وأنشطة طهران المزعزعة للاستقرار في المنطقة وإلغاء الرئيس الأميركي الديمقراطي قرار سلفه الجمهوري دونالد ترامب المتعلق بوضع جماعة الحوثي على القائمة الأميركية للجماعات الإرهابية.

وبلغ معدل التضخم في الولايات المتحدة أعلى مستوياته في 40 عاما هذا العام، ويهدد بالنيل من معدلات التأييد لبايدن ما لم تنخفض أسعار البنزين.

وسافر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى فرنسا الشهر الماضي في إطار جهود لإعادة بناء العلاقات مع الغرب.

ووافقت واشنطن يوم الثلاثاء على صفقات بيع صواريخ دفاعية بقيمة 5.3 مليارات دولار للإمارات والسعودية، لكنها لم تتراجع بعد عن حظر بيع الأسلحة الهجومية للرياض.

ورفضت أوبك التحول إلى زيادات أكبر في الإنتاج، حيث أشارت مصادر بالمجموعة إلى نقص الطاقة الفائضة لدى الأعضاء بما لا يسمح بزيادة الإنتاج وكذلك الحاجة إلى مزيد من التعاون مع روسيا في إطار مجموعة أوبك+ الأوسع.

وقفزت العقود الآجلة لخام برنت القياسي بنحو ثلاثة دولارات للبرميل مدفوعة بقرار أوبك اليوم الأربعاء، وجرى تداولها بالقرب من 102 دولار للبرميل.

وبحلول سبتمبر/أيلول، ستكون أوبك+ قد أنهت جميع تخفيضات الإنتاج القياسية التي طبقتها في عام 2020 للتعامل مع انهيار الطلب الناجم عن جائحة كورونا.

ومع ذلك، بحلول شهر يونيو/حزيران كان إنتاج أوبك+ أقل بنحو ثلاثة ملايين برميل يوميا من حصصها إذ أدت العقوبات المفروضة على بعض الأعضاء وانخفاض الاستثمارات لدى آخرين إلى شل قدرتها على زيادة الإنتاج.

ويُعتقد أن السعودية والإمارات فقط لديهما بعض الطاقة الإضافية لزيادة الإنتاج. ويقول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه تم إبلاغه بأن الرياض وأوبظبي لديهما قدرة محدودة للغاية على زيادة إنتاج النفط بما يغطي الفجوة في الإمدادات الناجمة عن العقوبات الغربية على قطاع النفط الروسي.