سحر مراكش في صفحة خاصة بنيويورك تايمز لأفضل الوجهات السياحية

التحولات الاقتصادية التي يشهدها المغرب في السنوات الأخيرة والتي تؤكد تقارير غربية أنها ثمرة جهد ومتابعة ملكية ومقاربة تنموية وازنة، باتت محل اهتمام الصحافة الدولية.

واشنطن - أفردت صحيفة نيويروك تايمز تقريرا مطولا عن مدينة مراكش السياحية، مشيرة إلى سحر المدينة الساحلية التي تمزج بين الأصالة والحداثة وهي معادلة جعلت منها وجهة سياحية عالمية جاذبة بفضل ما تزخر به من مؤهلات.

وطبيعي أن هذا الوضع لم يأت من فراغ ولا صدفة، إذ استثمر المغرب المؤهلات الطبيعية للمدينة بجغرافيتها وموقعها وتركيبتها السكانية، ليضفي على سحرها طابعا خاصا يجتذب ملايين السياح الأجانب سنويا.  

وباتت التحولات الاقتصادية التي يشهدها المغرب في السنوات الأخيرة والتي تؤكد تقارير غربية أنها ثمرة جهد ومتابعة ملكية ومقاربة تنموية وازنة ورصينة أرسى دعائمها العاهل المغربي الملك محمد السادس، محط أنظار الصحافة الدولية التي تسلط الضوء من حين إلى آخر على ما بلغته المملكة من تطور وتقدم رغم التحديات والصدمات الاقتصادية.

وكتب الصحافي في نيويورك تايمز سيث شيروود مقالا في صفحة '36 ساعة' التي تهتم بأفضل الوجهات السياحية العالمية، أبرز فيه مآثر المدينة المغربية التاريخية الحاضرة بقوة، مشيرا إلى أن مراكش المحاطة بالأسوار والتي يناهز تاريخها الألف عام، صنفتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، تعتبر "قلب العاصمة القديمة للمغرب".

والمدينة التي تعتبر كذلك القلب النابض للاقتصاد المغربي، تتوافر على بناءات تاريخية تعكس جانبا من المعمار الإسلامي وهي ميزة من الميزات التي تحكي سحرها وجاذبيتها.

كما أبرزت الصحيفة الأميركية جمالية المعمار فيها متغنية بجمال مئذنة مسجد الكتبية العريق وكذلك قصر البديع وهو المعلم الذي يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر، مختتمة بالقول إن ما يميز مراكش هي كونها واحة للهندسة المعمارية الإسلامية.

نيويورك تايمز تسلط الضوء على سحر مراكش
نيويورك تايمز تسلط الضوء على سحر مراكش

وقال سيث شيروود معددا سحر المدينة ومسلطا الضوء على المنجزات فيها "حين تزور مراكش، فإن لن تكتشف فقط ملاذا للعمارة الإسلامية والصناعة التقليدية المبهرة والتصميم المعاصر المذهل وأفضل المطاعم في شمال إفريقيا، لكنك تقدم أيضا دعما معنويا واقتصاديا لمنطقة هي في أوج عملية إعادة الإعمار".

وكان الإعلام الفرنسي قد قاد حملة تشويه وتشويش بعد كارثة زلزال الحوز التي تضررت فيه أجزاء من المدينة، مستهدفا التأثير على قطاع السياحة فيها، لكن التجاوب الرسمي مع الكارثة والسرعة التي عالجت بها السلطات الأضرار وطريقة تعاطيها مع الأزمة سياسيا وشعبيا أفشلت تلك الحملة.

وتحولت محاولة التشويه سريعا إلى ثناء وإعجاب في الصحافة الدولية بقدرة المغرب على تجاوز المحنة وانخراطه سريعا في إعادة الاعمار وسط إشادة أيضا بحالة التضامن المحلية الواسعة التي عكست التلاحم والتناغم بين الشعب والقيادة.   

وعرضت الصحيفة الأميركية إلى عدد من المعالم متحدثة عن المدرسة العتيقة بن يوسف وهي المدرسة التي يمتد تاريخها لعدة قرون والتي تعكس بكل وضوح مهارة الحرفيين العالية، خاصة فن الزليج والنقش.

ولم يفت كاتب المقال إلقاء الضوء على التراث اليهودي للمدينة ومن ضمنه حي الملاح الذي تم تشييده في القرن السادس عشر وكذلك المقبرة والمعابد اليهودية التاريخية ومنها بينها كنيس صلاة العزامة الذي أضحى يتوفر على متحف.

كما لم يفته تسليط الضوء على فضاء جامع الفنا الأسطوري والأسواق والبازارات التي تزخر بروائع الصناعة التقليدية. وأرفقت الصحيفة الأميركية مقال سيث شيروود بصور خلابة في صفحتها '36 ساعة' التي توضح كيفية قضاء 36 ساعة بأفضل طريقة في وجهة سياحية ذات صيت عالمي.

ووصفت الصحيفة الأميركية مراكش بأنها عاصمة للفن في شمال افريقيا بمعارضها التي توجد في أكثر من منطقة وبينها على وجه الدقة في المدينة الجديدة 'كيليز'.

وتشارك السياحة بنحو سبعة في المئة في الناتج المحلي الإجمالي بالمملكة المغربية وهي مصدر رئيسي للعملة الأجنبية. وتوقعت وزارة السياحة أن يصل عدد السائحين إلى 14 مليونا بحلول نهاية العام 2023 بينهم 13.2 مليون زاروا البلاد بالفعل حتى نهاية نوفمبر تشرين/الثاني.

وفي عام 2022 زار 11 مليون سائح المغرب. وفي 2019، وهو العام السابق مباشرة لجائحة كوفيد - 19، زاره 13 مليون سائح.

وقالت فاطمة الزهراء عمور وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامن في تصريحات سابقة، إن كل الدلائل تشير إلى الوصول إلى 14 مليون سائح بنهاية ديسمبر/كانون الأول 2023.

وأوضحت أن المغرب يستهدف الوصول إلى 17.5 مليون زائر بحلول عام 2026 مع إطلاق خطوط جوية جديدة و26 مليونا بحلول عام 2030 عندما يشارك في استضافة كأس العالم مع إسبانيا والبرتغال.

وتغلب القطاع على بعض الأحداث السلبية، إذ تسبب زلزال سبتمبر/أيلول الذي ضرب قرى في جبال الأطلس الكبير في أضرار طفيفة في مراكش، إحدى الوجهات الرئيسية في المغرب، مما أثار مخاوف بشأن اقتصاد المنطقة، لكن التجاوب السريع مع الكارثة أنهى تلك المخاوف وكشف قدرة المغرب على امتصاص الصدمات.