سعوديون يشنون معركة بلا هوادة ضد انحياز تيك توك

مستخدمون ينجحون في محاصرة التطبيق الصيني في واحدة من اهم اسواقه العالمية بسبب ما اعتبروه تسامحا مع المحتوى المسيء للمملكة يقابله حذف تعسفي للحسابات والمنشورات المساندة، والقائمون على المنصة يضطرون للرد.

الرياض – أتت حملة يشنها نشطاء سعوديون على منصة تيك توك الصينية يتهمونها فيها بانتقائية في تطبيق سياساتها تتسامح مع المحتوى المسيء للمملكة فيما تحذف تعسفيا الحسابات والمنشورات المساندة، أولى ثمارها بعد صدور اول رد من الشبكة.

ويرى صناع محتوى ومستخدمون سعوديون ان المنصة تفرض عليهم سياسة بعين واحدة، تعتبر الاساءة للمملكة حرية تعبير متعمدة في نفس الوقت فرض حجب واسع لمقاطع وتعليقات السعوديين المؤيدة للسلطات.

وتصدر وسم #مقاطعة_ التيكتوك مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام القليلة الماضية، مع دعوات متزايدة إلى حذف التطبيق نهائياً من الأجهزة الشخصية، رداً على ما اعتبره مستخدمون سياسة معادية مفاجئة للمملكة لأسباب غير معلومة.

ودلل الداعون للمقاطعة على موقفهم بتجارب العديد من الناشطين مع حذف الحسابات، حيث تفاجأ شاب فلسطيني بإيقاف حسابه على تيك توك عقب نشره مقطع فيديو يبرز المساعدات السعودية للشعب الفلسطيني، وهو ما أثار موجة من التساؤلات حول معايير وسياسات التطبيق في التعامل مع المحتوى.

 

وذهب آخرون إلى مقارنة سياسات تطبيق تيك توك بسياسات انتهجتها مواقع التواصل الاجتماعي مثل إكس (تويتر سابقا) عندما كان تحت إدارة الرئيس التنفيذي السابق جاك دارسي، وطالب آخرون بتدخل هيئة الإعلام لحذف التطبيق في البلاد. وقال ناشط:وبعد اقل من اسبوعين من بدء الحملة، نجح القائمون عليها في خفض تقييم المنصة في متاجر التطبيقات، من 4.4 إلى 4.3، وهو انخفاض لا يُستهان به بالنظر إلى مكانة التطبيق في منطقة الشرق الأوسط والعالم.

والاربعاء قالت ايضا وسائل اعلام سعودية أن رابطة دوري الدرجة الأولىفسخت العقد الرسمي مع شركة تيك توك، على مواقع التواصل الاجتماعي تمت إزالة شعارات المنصة خلال المباريات ضمن منافسات الجولة الـ10 للدوري.

ويعد السعوديون رقما مهما في معادلة تيك توك في المنطقة، اذ تشير الارقام إن عدد مستخدمي التطبيق في السعودية بلغ 26.39 مليون مستخدم، 34.2 بالمئة من الإناث و 65.8 بالمئة ذكور، ويحتل السعوديون المركز الأول عالمياً بنحو 130 بالمئة من حيث معدل الاستخدام.

ولم يستمر صمت التطبيق الصيني طويلا، اذ أصدرت القائمون عليه الاربعاء بيانا، ردوا فيه على الاتهامات الموجهة اليهم.وقالت تيك توك في بيان: "تيك توك تؤكد على دعمها لمجتمعها في المملكة العربية السعودية.. لا صحة للشائعات التي يتم تداولها بخصوص حذف تيك توك للمحتوى المتعلق بالمملكة العربية السعودية. نرفض بشدة هذه الادعاءات لأنها تتنافى مع سياستنا وقيمنا وتنشر صورة مضللة عن سياسيات إدارة المحتوى لدى تيك توك. تيك توك تتعهد بمجموعة من إرشادات المجتمع تتضمن قواعد ومعايير استخدام المنصة".

 

وتابعت: "تُطبق الإرشادات على جميع الأشخاص وكل أنواع المحتوى على منصتنا. تنبع هذه الإرشادات من الأطر القانونية وأفضل الممارسات في المجال، ومساهمات مجتمعنا، وخبراء السلامة والصحة العامة. ونتابع تطويرها للتصدي للمخاطر المستجدة والأضرار المحتملة التي قد تحدث نتيجة السلوكيات الجديدة".

وأضافت: "نريد أن ننوه أن هذه السياسات يتم تطبيقها من قبل فرق الأمن والسلامة العالمية والمستقلة الخاصة بنا. لا يتدخل أعضاء المجلس الاستشاري أو موظفينا في القرارات المتخذة من قبل هذه الفرق كما يتم التداول على بعض وسائل التواصل الاجتماعي ونرفض بشدة حملات التشويه المتعمدة التي تمارس على موظفينا وشركائنا وتهدد أمنهم وسلامتهم".

وأضافت: "نحن في منصة تيك توك نعتز ببناء مجتمع يساهم بفعالية في النظام الإبداعي على مستوى العالم، ونعتز أيضًا بمجتمعنا في المملكة والذي كان مصدر إلهام للإبداع في مختلف المجالات كما ساهم هذا المجتمع في رفع وعي مجتمعنا العالمي بالثقافة السعودية، بحيث حققت هاشتاج #WhereToVisitKSA أكثر من 728 مليون مشاهدة عالميا كما حققت هاشتاج #WhereToEatKSA أكثر من مليار مشاهدة عالميا. كما تصدرت المواهب السعودية الإبداعية المشهد بحيث حققت #SaudiTalentWeek أكثر من 302.8 مليون مشاهدة عالميا.. والإضافة إلى ذلك، نواصل مراقبة عدد من الادعاءات غير الموثقة ضد منصتنا. ولا يوجد أي مبرر أو منطق لمثل هذا العمل المنسق ضدنا".

وأردفت: "في الختام، نناشد جميع أعضاء مجتمعنا بتحري الدقة عند نشر المعلومات وباللجوء إلينا من خلال القنوات الموجودة وتقديم التماس مباشر في تطبيقنا إذا كانوا يعتقدون أنه تمت إزالة أي محتوى و/أو حساب بشكل غير صحيح".

وبعد انتشار البيان أصر العديد من المتابعين في المملكة على أن التطبيق حذف منشورات تدعم السعودية بعد نشرها الفور مؤكدين ان البيان محاولة استغفال واضحة وان حملتهم مستمرة.