سياسة تركيا المائية تفجّر موجة غضب في العراق

المتظاهرون ينددون بدور أنقرة في تراجع مستوى نهري دجلة والفرات وعدم تحرّك الحكومة العراقية في هذا الملف، ملوحين بتدويل القضية.
المحتجون يهددون بمقاطعة البضائع التركية

بغداد - تظاهر العشرات اليوم الثلاثاء في بغداد تنديدا بنقص المياه والكهرباء في العراق وسط صيف حارّ، محملين تركيا المجاورة مسؤولية انخفاض حصة بلدهم من نهري دجلة والفرات بسبب السدود التي بنتها على روافدهما، محمّلين الحكومة العراقية مسؤولية عدم التحرك لتسوية هذا الملف.

ويعدّ العراق من بين الدول الخمس الأكثر تأثرا ببعض آثار التغير المناخي وفق الأمم المتحدة ويشهد للعام الرابع على التوالي موجة جفاف وفق السلطات.

ويعود ذلك إلى تراجع الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، لكن فضلاً عن الجفاف ونقص الأمطار تعترض الحكومة العراقية على بناء الجارتين تركيا وإيران سدودا على نهري دجلة والفرات أدت إلى تراجع حادّ في كميات المياه التي تصل إلى الأراضي العراقية.

وتحت شمس حارقة ندد المتظاهرون الذين تجمعوا في ساحة في العاصمة بدور تركيا في تراجع مستوى نهري دجلة والفرات اللذين ينبعان منها وعدم تحرّك الحكومة العراقية في هذا الملف.

ورفع المحتجون أعلام العراق ولافتات كتب عليها "إذا استمرت الحكومة التركية بتعطيش العراقيين فإننا سنذهب تجاه تدويل قضية المياه ومقاطعة البضائع التركية".

وقال المتظاهر ناجح جودة خليل الذي جاء من محافظة بابل في وسط العراق "لا يوجد مياه. جئنا في تظاهرة سلمية نطالب الحكومة أولا ونطالب دول المنبع بالمياه".

وأضاف الرجل الذي ارتدى ملابس تقليدية أن "المناطق الزراعية والأهوار انتهت لا يوجد كهرباء ولا يوجد مياه".

ويعكس الصيف تداخل أزمات يعيشها بشكل يومي سكان العراق البالغ عددهم 43 مليون نسمة من تهالك قطاع الكهرباء والارتفاع المتواصل في درجات الحرارة بالإضافة إلى النقص في المياه.

ويشكّل ملف المياه مصدر توتر بين العراق وتركيا وطالبت بغداد أنقرة مرارا بالإفراج عن المزيد من المياه.

وقال المتحدث باسم وزارة الموارد المائية خالد شمال رداً على سؤال عن مستوى المياه في نهري دجلة والفرات، إن "العراق الآن لا يتسلم إلا 35 في المئة من استحقاقه الطبيعي من المياه، ما يعني أن البلد فاقد في المئة من حصته من المياه الخام، سواء من دجلة أو الفرات".

وأثار سفير تركيا في بغداد علي رضا غوناي الجدل في يوليو/تموز 2022 حين اتهم العراقيين بـ"هدر المياه".

وقررت تركيا في مارس/آذار الماضي زيادة كمية المياه المتدفقة من نهر دجلة لمدة شهر واحد من أجل رفع ضائقة العراق.

وتلقي بغداد بمسؤولية تراجع منسوب النهرين على جارتيها إيران تركيا بسبب بنائهما لسدود وتغيير مسارات الروافد، من بينها سد إليسو التركي على نهر دجلة تبلغ سعته التخزينية 10.40 مليار وسد الجزرة الذي تبلغ طاقته التخزينية 1.2 مليون متر مكعب.

وتشير إحصائيات إلى تراجع منسوب نهر دجلة في العام 2022 إلى 35 في المئة فقط من متوسط معدّله خلال المئة عام الماضية، فيما فاقم تراجع الأمطار أزمة المياه في العراق.

وتشير التقديرات إلى أن العراق سيواجه عجزا في المياه بأكثر من 10 مليارات متر مكعب بحلول عام 2035 بسبب تراجع منسوبي دجلة والفرات والتبخر في مياه السدود.