شبح نكبة جديدة يخيّم على رفح مع اقتراب الاجتياح الإسرائيلي

أكثر من مليون فلسطيني لجؤوا إلى رفح هربا من القصف الإسرائيلي، فيما سبق للكثير منهم النزوح عدة مرات.

القاهرة/غزة - في الوقت الذي تحتشد فيه القوات الإسرائيلية على مشارف مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، يشعر الفلسطينيون بالخوف من "نكبة" جديدة على غرار ما حدث سنة 1948 عندما طُرد 700 ألف فلسطيني من منازلهم مع إعلان قيام دولة إسرائيل.

ومع اقتراب ذكرى النكبة القديمة في 15 مايو/أيار، يلوذ بالمدينة أكثر من مليون شخص جاؤوا إليها هربا من القصف الإسرائيلي لمناطق أخرى في قطاع غزة. وكثيرون من هؤلاء نزحوا عدة مرات من قبل.

وبعد أن نزح محمد عماد أربع مرات منذ مغادرته مدينة غزة في الشمال في أكتوبر/تشرين الأول، يغادر الشاب البالغ من العمر 22 عاما وعائلته رفح الآن إلى مدينة دير البلح بوسط القطاع.

وقال عماد "كتير سمعت قصص عن النكبة من أبويا الذي سمعها بدوره من جدي لكن اليوم لما باقعد بفكر (أجلس متأملا) وبحاول أقارن باللي صار في يوم النكبة عام 1948 بالاقي انه ما في أي مقارنة بين إللي صار زمان ووحشية النكبة الحالية".

وفي عام 1948، فر بعض الفلسطينيين إلى دول عربية مجاورة، منها الأردن وسوريا ولبنان حيث ما زال كثيرون منهم ومن نسلهم يعيشون في مخيمات اللاجئين وبعضهم ذهبوا إلى غزة. وتشكك إسرائيل في أنهم أُجبروا على الخروج.

وعاد الغموض والقلق، لكن الحدود هذه المرة مغلقة والعثور على ملجأ أصبح أكثر صعوبة، فيما لم يفلح وسطاء في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.

وقالت وزارة الصحة في القطاع الذي تسيطر عليه الحركة إن قصفا إسرائيليا أسفر عن مقتل 60 شخصا وإصابة 110 آخرين في قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وتقول الأمم المتحدة وسكان غزة ومنظمات إغاثة إن المزيد من التوغلات الإسرائيلية في رفح سيؤدي إلى كارثة إنسانية.

وتقول إسرائيل إنها يتعين عليها ضرب رفح لإلحاق الهزيمة بآلاف من مقاتلي حماس تقول إنهم مندسون هناك. لكن المدينة أصبحت أيضا ملاذا لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين فروا من القتال في الشمال.

وقالت أم زكي، وهي أرملة وأم لأربع بنات وولدين، إن انتقالها من رفح إلى مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة هو ثالث نزوح لأسرتها منذ مغادرتهم مدينة غزة ومقابل الرحلة، دفعت 1500 شيقل وهو ما يفوق قيمة الأجرة قبل الحرب بعشرين مثلا وتعين عليها أيضا شراء خيمة مثل كثيرين آخرين.

وأضافت "أنا دفعت ألف دولار ثمن المواصلات والخيمة بس، لو عايشة على سطح القمر كان ما دفعت هيك مبلغ، لكن الحرب خلقت نوعية ناس جشعين".

وتتجلى قلة الحيلة والعجز في صورة عائلة الكفارنة وهي تنتقل بعربة يجرها حصان وعلى متنها متاعهم البائس وأفراد العائلة ومن بينهم طفل خرج إلى الدنيا وسط الحرب وقالت ليلى الكفارنة والدة الطفل "شو ذنب هدول الأطفال، بس شو نحكي؟".