شركة صينية تتوسع في مشاريع الطاقة المتجددة في المغرب

المجموعة الصناعية الصينية ''أيولون" الرائدة في تصنيع شفرات توربينات الرياح توسع مشاريعها في المغرب بمشروع جديد سيكون أحد أكبر مواقع الإنتاج في أوروبا وأفريقيا.

الرباط - وسّعت 'أيولون' المجموعة الصناعية الصينية الرائدة في تصنيع شفرات توربينات الرياح استثماراتها في المغرب بالإعلان عن نيّتها إنشاء مصنع جديد في مدينة الناظور لينضاف إلى مشاريعها الخمسة في المملكة، مستفيدة من الحوافز الاسثمارية الهامة التي يوفرها المغرب، ما أهّله لاكتساب الريادة في المنطقة في استقطاب الاستثمارات التي تفضلّه كوجهة آمنة تنعم بالاستقرار السياسي.

وتقدّر قيمة المشروع الجديد المزمع افتتاحه في بداية العام 2025 بـ220 مليون أورو، فيما تبلغ طاقته التشغيلية 3300 موطن شغل جديد، وفق موقع 'الصحيفة' المغربي.

ومن شأن هذا الاستثمار الهام الذي يعدّ الأول من نوعه للشركة خارج الصين أن يؤدي إلى نقلة نوعية في تنمية مدينة الناظور المغربية، كما يعطي دفعة قوية للاستثمار في الطاقات المتجددة، في وقت تجمع فيه شهادات الخبراء الدوليين في المجال على أن المغرب قطع أشواطا هامة في تنفيذ إستراتيجيته الهادفة إلى تلبية حاجياته من الطاقة والتحوّل إلى مصدّر عالمي.   

وقال هو وينلونغ الرئيس المدير العام للمجموعة الصنية إن "انطلاق الأنشطة الإنتاجية للشركة خارج الصين يعد خطوة مهمة في السعي لتحقيق التميز التشغيلي وتحسين تنافسيتها"، موضحا أن الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي ينعم به المغرب وفّر للمجموعة الأرضية الملائمة للتركيز على أنشطتها الإنتاجية وحفّزها على تعزيز استثماراتها بافتتاح مصنع جديد، كما لفت إلى أن المملكة تتوفر على يد عاملة شابة ذات كفاءة عالية.

وأعلنت الشركة على موقعها الرسمي أنها "تعتمد بشكل كامل على المزايا التي يتمتع بها المغرب، بما في ذلك تكاليف نقل منخفضة لموقع المغرب الجغرافي القريب من أوروبا والشرق الأوسط، فضلا عن دعم السياسات المغربية في هذا المجال واستقراره الاقتصادي الجذاب للاستثمارات الأجنبية".

وتشير توقعات 'أيولون' إلى أن المشروع الجديد بعد دخوله حيز الاستغلال سيكون من أكبر مواقع إنتاج شفرات توربينات الرياح في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط.

ويعدّ المشروع الجديد أحد أهم المشاريع التي تمت المصادقة عليها من طرف اللجنة الوطنية للاستثمارات المحدثة بموجب ميثاق الاستثمار الجديد، الذي دخل حيز التنفيذ منذ مارس/آذار 2023.

ويحظى ميثاق الاستثمار المغربي باهتمام العديد من المستثمرين الأجانب، إذ يوفّر حوافز هامة وقوانين مشجعة على بعث مشاريع في مختلف القطاعات.   

ويحرص العاهل المغربي الملك محمد السادس على تعزير سيادة المملكة في مجال الطاقة ويولي أهمية بالغة لتطوير قطاع الطاقة المتجددة لا سيما الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، خاصة وأن المملكة تتوفر على إمكانيات طبيعة هامة في هذا المجال.

ويقترب المغرب بثبات من تحقيق هدفه المتمثل في إنتاج 52 في المئة من الكهرباء بفضل الطاقة الشمسية بحلول عام 2030.

وقالت وزيرة الانتقال الطاقي المغربية ليلى بنعلي الثلاثاء إن المملكة استثمرت 60 مليار درهم (6 مليارات دولار) في مشاريع الطاقات المتجددة خلال الـ14 سنة الماضية.
وكشفت خلال كلمة في مجلس المستشارين أن "هذه المشاريع انطلقت منذ الإعلان عن الإستراتيجية الوطنية للطاقة في 2009"، مشيرة إلى أنه "تم تطوير أكثر من 50 بالمائة من مشاريع الطاقة الريحية من طرف الخواص".
وأوضحت أن الاستثمار في القطاعات المتجددة، لاسيما من طرف القطاع الخاص، سيشهد تطورا ما بين 2023 و2027، حيث سيتضاعف بأربع مرات مقارنة بالفترة ما بين 2009 و2022، مضيفة أن "هناك مشاريع تتعلق بالهيدروجين الأخضر وأخرى لتحلية مياه البحر وإزالة الكاربون من الصناعة الوطنية".
 

وتخطط المملكة لعرض مشروع الهيدروجين الأخضر الذي أطلقت عليه 'عرض المغرب' على المستثمرين الأجانب خلال العام الحالي، وسط توقعات بأن يجذب العديد من روّاد الاستثمار في الطاقات المتجددة بالنظر إلى المؤهلات التي يزخر بها المغرب.