شريف شعبان يمسك 'طرف خيط' الخيال للتحرر من الواقع

المخرج المصري يوضح في هذا الحوار كيف نجح في تخطي العقبات الفنية التقليدية في فيلمه الروائي الطويل، ويمنح الشخصيات حرية أكبر في التعبير عن إمكاناتها الإبداعية.

الرباط - تدور أحداث فيلم "طرف الخيط" للمخرج والسيناريست المصري شريف شعبان في قالب غنائي استعراضي يمزج بين الأنيميشن والشخصيات الواقعية، حول فنان يجسد معاناته ومشواره الابداعي في رواية مصورة، إذ نجحت شخصياته الكاريكاتورية في تحريره من تلك القيود لتصبح النهاية بداية جديدة لتحقيق حلمه بأمل.

يعرض الفيلم الروائي الطويل "طرف الخيط" للمخرج والسيناريست المصري شريف شعبان على المسرح الوطني في فترة العروض المسائية ضمن فعاليات مهرجان بغداد السينمائي الدولي 2024 في المسابقة الرسمية للفيلم الروائي الطويل.

وفي هذا السياق، قامت "ميدل إيست أونلاين" بحوار مع المخرج المصري شريف شعبان حول فيلمه الروائي الطويل، وفيما يلي نص الحوار:

كيف نشأت فكرة دمج الرسوم المتحركة والشخصيات الحقيقية في فيلم "طرف الخيط"، وما هي التحديات التي تواجهك في هذا السياق؟

ليست الفكرة وليدة الصدفة، بل كان مخططا لها مسبقا منذ كتابة القصة وتطوير السيناريو والحوار والأشعار الغنائية، فبعد الانتهاء من مرحلة التصوير والمونتاج الأولي، بدأت جلسات عمل مع فريق الأنيميشن لتحقيق أفضل حالة للعمل الفني على مستوى الرسم والتحريك، مع إتاحة مساحة للخيال والإبداع، ثم يعود الفيلم للمونتير ليضع اللمسات الفنية الأخيرة.

لم يكن التحدي الوحيد هو احتواء الفيلم على مشاهد من الرسوم المتحركة فقط، بل كان التفصيل فيه تحديا، خاصة أن هذا النوع من الأفلام يتطلب وقتا طويلا وتكلفة مادية عالية لكن المخاطرة في إنتاج عمل غنائي استعراضي دون الاعتماد على شركة إنتاج كان يعتبر تحديا، ولكنه مغامرة فنية رائعة بكل تفاصيلها.

ما هي الرسالة الرئيسية التي تأمل في نقلها من خلال لقطات مصورة بطابع غنائي استعراضي؟

هي أن الفنان قادر حقا على تحقيق أحلامه، حتى لو استغرق ذلك وقتا طويلا للتحضير، وإن كانت الجوانب المادية عائقا في البداية، يمكن للفنان أن ينتظر ويصمد، مؤمنا بأنه سيتمكن في النهاية من تحقيق أهدافه، فرغم الصعوبات التي قد تواجهه أثناء تنفيذ مشروعه الفني، يجب عليه أن لا يبخل على نفسه بالجهد والتضحية من أجل تحقيق حلمه، وبفضل الصبر والعمل الجاد، يكون قادرا على جني ثمار جهوده ورؤيته تتحقق، مما يشجعه على المضي قدما وتحقيق ما يصبو إليه.

كيف نجحت الشخصيات الكاريكاتورية في تحرير المبدع من القيود الفنية التي يواجهها؟

عن طريق تحويل الجوانب الفنية التقليدية إلى تجارب ممتعة وحيوية، من الجوابات والمسافات بين سطور مشاهد الأفلام إلى حركات، وهذه الأخيرة  تتحول إلى رقصات واستعراضات، إذ تمكنت الشخصيات من تخطي القيود الفنية التقليدية ومنح الفنان حرية أكبر في التعبير عن فنه.

كيف وفقت بين توازن العمق الفني والجوانب الترفيهية؟

من خلال إبراز الجمال في الأشياء البسيطة والأيسر وصولا إلى القلب والعقل، وفي نفس الوقت تنفيذ الأفكار المعقدة بشكل يصل للجمهور بسهولة، إذ تمثلت هذه الفكرة في شخصية "حمزة"، التي لم تكن معقدة بل كانت حالمة، مما جعل كل من يشاهد الفيلم يشعر بالانتماء والتعاطف معها، بالإضافة إلى تواجد شخصيات أخرى تمثل أحلام المشاهدين.

ما هي العناصر الموسيقية والغنائية التي اعتمدتها لتحقيق جو غنائي استعراضي؟

تنسيق جلسات عمل متعددة بيني وبين الموزع أسامة عوف والملحن أحمد العامري، فمن خلالها تبادلنا الآراء والأفكار لتحقيق الحالة الموسيقية التي نريدها في الفيلم، تم اختيار الكلمات بعناية لتتناغم مع اللحن والتوزيع الموسيقي المناسب، مما أدى إلى إنتاج أغاني تتميز بأصوات مميزة وتعكس الجو الاستعراضي المميز لللعمل.

هل كان هناك تأثير أو إلهام من أعمال أخرى في مجال السينما أو الفنون البصرية على "طرف الخيط"؟

على الرغم من شغفي الدائم بمشاهدة الأفلام الغنائية والاستعراضية، بالإضافة إلى العروض المسرحية، إلا أن قصة "طرف الخيط" والسيناريو والحوار والأشعار الغنائية كانت المصدر الرئيسي للإلهام والتأثير على عملي السينمائي والإبداعي، كما كان للمونتيرة الكبيرة الأستاذة أمال خليل دور كبير في تحفيزيا وتوجيهيا، حيث شاركتني بتجربتها وحسها الفني الراقي، وكانت مؤمنة بأهمية وجود أفلام من هذا النوع على شاشات العرض، لذا كانت هذه العناصر أكثر من مجرد إلهاما، بل كانت تمثل ثقة كبيرة في قدرتي على تحقيق هذا العمل.

كيف ناقشت القصة مفهوم تحقيق الأحلام؟

استمتعت بالتعايش مع الرواية والشخصيات والكلمات بصدق، ووجدت أن كلما كانت العناصر الفنية قريبة من الواقع والإنسانية، كلما كانت الرسالة أكثر تأثيرا ووصولا للمشاهد ببساطة وإبداع، إذ تمكنت القصة من لمس القلب والعقل، وكانت تحمل رسالة قوية عن تحقيق الأحلام والبدايات الجديدة، فمن خلال تجسيد شخصية "حمزة" والشخصيات الأخرى التي تمثل رحلة الإيمان بالأحلام وتحقيقها، وهذا موضوع يمكن للجميع التعرف عليه والتأثير به في حياتهم اليومية.

كيف نجحت المشاهد المصورة في تمثيل معاناة الفنان في مسيرته المهنية؟

عن طريق تقديم الشخصيات التي تعبر عن التحديات والصعوبات التي يواجهها الفنان في سعيه لتحقيق أحلامه الفنية، إذ استخدمت المشاهد وسائط متعددة مثل الكلمات والرسوم البيانية والعناصر البصرية لنقل هذه الرسالة بشكل فعال ومؤثر.

هل واجهت تحديات محددة في تصوير المشاهد التي تجمع بين الشخصيات الكاريكاتورية والشخصيات الحية؟

نعم، حيث كان التحضير الجيد للعمل والإخلاص فيه بحب وإبداع يساعدني على تجاوز هذه التحديات، وعلاوة على ذلك، كان على الاستعداد لمتطلبات عالم الرسوم المتحركة، مثل المواعيد الزمنية الممددة والتكلفة المرتفعة، ومع ذلك كان التزامي بتحقيق رؤيتي للفيلم واضحا، مما ساعدني على التغلب على هذه التحديات.

كيف تأمل أن يؤثر الفيلم على الجمهور، وكيف يمكن أن يلهم الفنانين والمبدعين الشباب؟

من خلال التحديات التي يواجهها الفنان في رحلته وقدرته على التغلب عليها وتحقيق أحلامه، إذ يمكن لقصة الفيلم أن تلهم الفنانين من خلال تقديم نموذج للإصرار والتفاني في متابعة الأحلام وتحقيق النجاح على الرغم من العقبات.