صدور العدد الأول من الملحق الثقافي الشهري لـ'عمان' اليومية

الملحق الثقافي الجديد لصحيفة عمان اليومية يأتي امتداداً لاهتمامات الصحافة العمانية بالشأن الثقافي ويشتمل على موضوعات متنوعة وملفه الخاص يحمل عنوان: 'كورونا.. إبداع وخلق وجَلَدٌ'.
الملحق يؤشر على عودة الوعي بأهمية الثقافة والفكر والإبداع في بناء المجتمعات
ملحق عمان الثقافي لبنة في صرح الصحافة الثقافية العربية
توثيق صراع البشر مع الوباء والوحدة والموت عبر الفن التشكيلي

صدر في مسقط العدد الأول من الملحق الثقافي الشهري لصحيفة عمان اليومية، الصادرة عن وزارة الاعلام بسلطنة عمان.
ويأتي الملحق الثقافي الجديد في إطار الوعي بأهمية الثقافة والإبداع في نشر الجمال، ونبذ الفكر المتشدد، والاسهام في بناء المجتمعات.
كما جاء الملحق الجديد امتداداً لاهتمامات الصحافة العمانية بالشأن الثقافي داخل السلطنة وخارجها، وهو مؤشر على تنامي المكانة التي باتت تحتلها الثقافة داخل المؤسسات الإعلامية في الكثير من بلدان عالمنا العربي، وفي منطقة الخليج بوجه خاص.
وتلعب الملاحق والصفحات الثقافية في الصحف العربية دوراً مهماً في عملية النهوض بالحركة الثقافية والابداعية، وقد أسهمت بالفعل في إبراز الكثير من الوجوه الإبداعية بالساحة العربية، كما أسهمت في نشر الفكر المستنير ومحاربة الأفكار المتشددة، وعملت على نشر الجمال وتنمية الذوق العام، ونشر الثقافة البصرية أيضا، بجانب إتاحة مساحات لنشر عطاءات الكتاب والمبدعين في شتي مجالات الإبداع والفنون.

وقد كانت لتلك الملاحق الثقافية العربية، مثل "الجزيرة الثقافية" و"القبس الثقافي" و"الرياض الثقافي" و"عكاظ الثقافي" و "اليوم الثقافي" و"الأيام الثقافية" و"الدستور الثقافي" و"المدي الثقافي" والملحق الثقافي اليومي لصحيفة الصباح العراقية، وغير ذلك من الملاحق والصفحات الثقافية التي نسعد بمتابعتها، والتي تمتد من الرياض إلى بغداد وسقط والامارات والكويت والبحرين والأردن، بجانب الصحافة الثقافية المتوهجة في القاهرة التي تصدر صحيفتين ثقافيتين بشكل اسبوعي هما "القاهرة" وأ"خبار الأدب"، بمثابة حلقة وصل ومنبر يتيح للمهتمين بالثقافة والابداع بعالمنا العربي الاطلاع على الثقافات الإنسانية المختلفة، وذلك عبر ما تنشره من تغطيات للمشهد الثقافي بالعالم، وما تقدمه من ترجمات لكبار الكتاب والمفكرين والمبدعين الأجانب.
وكان لتلك الملاحق والصفحات دورا مهما في النهوض بالحركة النقدية العربية، لتتواكب مع حركة الابداع المتصلة، وتتلاقى والحركة النقدية بالعالم.
ولعل تلك النهضة للملاحق والصفحات الثقافية بالصحافة العربية، قد جاءت بعد حالة الركود الصحافة الثقافية العربية جراء جائحة كورونا وما فرضته من تداعيات وتحديات، تسببت في غياب الكثير من الصفحات والملاحق الثقافية، وتوقف مجلات ثقافية شهرية عن الصدور، وتأخر صدور أعداد الكثير من الدوريات التي اعتاد المثقف العربي على متابعتها.
بوارق من الأمل
وقد جاء صدور العدد الأول من الملحق الثقافي لصحيفة عمان، ليؤكد على كل تلك المؤشرات التي تدلنا على أن حالة حراك ثقافي واسع تنتشر في أروقة المؤسسات الإعلامية العربية.
وجاء في الكلمة الافتتاحية بالملحق الجديد أنه "في خضم هذا كانت هناك بوارق من الأمل، أهمها أنّ آلة البحث والابتكار العلمييْن صارت أمضى من ذي قبل"، ومن هنا، كان موقفنا في هذه الجريدة أنه لا بد من الفعل، لا بد من العمل، وكان هذا الملحق إجابة انبثقت من رحم الوباء، ومن تاريخ الجريدة في العمل الثقافي، في أن نقول إننا قادرون على أن نبث روح الأمل، وفي أن نكون للقارئ العربي نافذة على أصوات تقدم رؤيتها للماضي والمستقبل، وأن تكون جزءًا من هذه الصيرورة البشرية التي تعمل في كل مكان".
واشتمل الملحق على موضوعات متنوعة بينها ملف خاص حمل عنوان: "كورونا.. إبداعُ وخلقُ وجَلَدٌ"، واحتوى الملف على مشاركات للباحث العُماني سلطان الشيباني، والباحث وائل فاروق، وصالح الفلاحي، وتريزا برياور.
ظروف الجائحة وتداعياتها

يسلط الضوء على 'الملاحق الثقافية والنهضة العربية المقبلة'
يسلط الضوء على 'الملاحق الثقافية والنهضة العربية المقبلة'

كما يرصد الملحق كيف وثق مجموعة من المصورين والتشكيليين العُمانيين صراع البشر مع الوباء والوحدة والموت من خلال قراءة مجموعة من أعمالهم خلال الجائحة، ويرصد أيضا بعض الأعمال التشكيلية التي أفرزتها ظروف الجائحة وتداعياتها. 
وفي الملحق أيضا، يكتب هاشم صالح حول "الملاحق الثقافية والنهضة العربية المقبلة" في محاولة لإظهار دور الملاحق الثقافية بالتبشير للتنوير في مختلف أنحاء العالم، ويحاوران سليمان المعمري وعاصم الشيدي الروائية العُمانية الفائزة بجائزة البوكر جوخة الحارثي عن "الأدب والجوائز والترجمة وحرير الغزالة"، فيما يبحث الملحق في باب التحقيقات عن إجابة حول سؤال "هل عجز النقد العربي عن ملاحقة المطابع؟".
وينشر الملحق في باب الشعر نصوصًا شعرية للشاعر خالد المعمري بعنوان "قبل أن يأتي الخريف"، فيما يترجم المغربي الدكتور عبدالهادي الإدريسي قصيدة للفرنسي فيكتور هوجو.
 أما سعيد ناشيد فيكتب عن "مصادر الشقاء البشري.. في نقد الحاجة إلى الأمل"، ويراجع الكاتب حمود سعود كتاب "الدراجة الهوائية" لحمود الشكيلي، كما يراجع إبراهيم فرغلي حضور الفيلسوف العربي ابن رشد في رواية فرنسية للكاتب جلبرت سينويه. 
كما يترجم أحمد الزناتي عن كتاب فن التحليق للكاتب سيرخيو بيتول، ويراجع الملحق أغنية "على السطح" للفنانة التونسية آمال مثلوثي، ويترجم أحمد شافعي مقالًا للشاعر الأميركي تشارلز سيميك بعنوان "قراءة الفلسفة بالليل".