عصابة رأس تنقل التحكم في الأحلام من الخيال الى الواقع

جهاز 'هالو' يحث وفق زعم مطوريه، على حدوث الأحلام المُدرَكة فتأتي لصاحبها مع وعيه بأنه نائم، ليكون قادرا على التحكم فيها.

واشنطن – لاطالما كان التحكم في الأحلام هدفا تصوره افلام الخيال العلمي على انه ممكن، لكن شركة أميركية تدعى "بروفاتيك" تزعم انها حولت هذا الانجاز الى عالم الحقيقة بجهاز على شكل عصابة للرأس يتيح للناس ممارسة عملهم خلال ساعات النوم، وتصفه أنه "جهاز تحفيز عصبي لا يتطلب تثبيته أي تدخل جراحي".

وصممت الشركة جهاز "هالو" كي يحث على حدوث الأحلام المُدرَكة، فتأتي لصاحبها الذي يرتدي عصابة للرأس مع وعيه بأنه نائم، من ثم يكون قادراً على التحكم في حلمه.

والحلم المدرك هو ذاك الذي يعي فيه النائم أنه منخرط في حلم.

وتزعم الشركة أن جهاز هالو يضيف إلى تلك الحالة، إعطاء من يرتديها القدرة على التدخل في مجريات الحلم وصولاً إلى العمل في تلك الحالة.

وتصف "بروفاتيك" الحهاز بانه 'جهاز تحفيز عصبي لا يتطلب تثبيته أي تدخل جراحي'، ويضع في المتناول "صندوق الاختبارات الأساس لحل المشكلات المختلفة". وتدعي الشركة أن العامل المقيد الوحيد يبقى خيال الشخص الذي يرتدي عصابة الرأس التقنية التي ابتكرتها.

وترمي الشركة إلى استخدام إشارات الموجات فوق الصوتية المركزة بغية تنشيط حالة الحلم "المدرك]" ويدعي مؤسس "بروفاتيك" إريك وولبيرغ أن من شأن تلك الموجات أن تتيح للعمال فرصة تنفيذ عروض توضيحية أو إيجاد حلول مبتكرة للمسائل المتعلقة بمهام صعبة.

ويذكر الموقع الإلكتروني لتلك الشركة الناشئة أنك "في الأحلام المدركة، تتحرر من قوانين الفيزياء التقليدية التي تشمل الجاذبية، وحفظ الطاقة، وحفظ الكتلة".

في الحقيقة، "لسبب ما، ينسب مشاهير التاريخ في العلوم والرياضيات والفن الفضل إلى أحلامهم المدركة في اكتشافاتهم الأكثر أهمية"، وفق ذلك الموقع الإلكتروني.

وسبق أن جمعت الشركة أكثر من مليون دولار من أجل ابتكار عصابة الرأس التقنية تلك. وكذلك يروج أنها تتعاون مع أحد مصممي جهاز "نيورالينك" Neuralink التي تعمل عليها شركة تحمل الاسم نفسه ويملكها إيلون ماسك. [نيورالينك مشروع لشريحة إلكترونية تزرع في الدماغ وتقدر على جعلها يتواصل مع الكمبيوتر والإنترنت، من ثم التحكم في مجموعة من الأدوات الإلكترونية التي تساند أو تكون بديلاً من أعضاء الحركة في الجسم، مع ملاحظة أن نيورالينك تسعى بالأساس إلى مساعدة المشلولين].

ووفق تقديرات علماء الأعصاب، فإن نحو 70 في المئة من الناس ستراودهم الأحلام الواعية مرة واحدة في أقل تقدير أثناء حياتهم، فيما ركزت البحوث الحديثة حول هذه الظاهرة على السبل التي تسمح بتحفيز هذا الشكل من الأحلام.

وفي عام 2017، اختبر علماء من "جامعة أديلايد" الأسترالية ثلاث تقنيات تعزز فرصة حدوث هذه الأحلام.

تتضمن التقنية الأولى التحقق من بيئتك مرات عدة يومياً كي تعرف إذا كنت تحلم أم لا، وتحث الثانية الأشخاص على ضبط المنبه بعد خمس ساعات من النوم ثم العودة إلى النوم مجدداً بغية تحفيز مرحلة "حركة العين السريعة" من النوم [التي تتصل بمرحلة الحلم]، بينما تتطلب التقنية الثالثة من الأشخاص أن يكرروا على أنفسهم عبارة تفيد أنه "في المرة المقبلة التي أحلم فيها، سأتذكر أنني أحلم".

وقد وجدت التجارب أن 46 في المئة من المشاركين راودتهم أحلام مدركة عند تجربة التقنية الثالثة، ما يثبت وجود تقنيات قادرة على تعزيز فرصة حدوث الحلم المدرك.

وعموماً، ليست "بروفاتيك" الشركة الناشئة الأولى التي تعد بالقدرة على خوض الأحلام المدركة، ولكن لم تقدم أي شركة بعد منتجاً يوفر هذه التجربة للمستهلكين بطريقة متسقة ومضبوطة.

ومن المتوقع أن تتراوح كلفة جهاز "هالو" بين ألف و500 دولار (1180 جنيهاً استرلينياً) وألفي دولار عند إطلاقه في عام 2025، وفق مجلة "فورتشن" Fortune، مع إمكانية حجز جهاز بدفع عربون وقدره 100 دولار.