عقوبات أميركية بريطانية تستهدف برنامج إيران للطائرات المسيّرة

الولايات المتحدة تفرض عقوبات على 5 شركات توفّر قطع غيار لصناعة الصلب الإيرانية، وشركة لتصنيع السيارات تشارك في تقديم دعم مادي للحرس الثوري.

واشنطن/لندن - أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا اليوم الخميس فرض عقوبات واسعة النطاق على برنامج إيران العسكري للطائرات المسيرة، وذلك رداً على الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الجمهورية الإسلامية ضدّ إسرائيل في نهاية الأسبوع الماضي.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان اليوم الخميس "اليوم، نحمّل إيران المسؤولية، ونفرض عقوبات جديدة وقيوداً على الصادرات".

بدورها، قالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان إنّ العقوبات الجديدة تستهدف "16 شخصاً وكيانين يعملون على إنتاج طائرات إيرانية دون طيّار"، منها طائرات شاهد التي "تمّ استخدامها خلال هجوم 13 أبريل/نيسان" على الدولة العبري.

وشنّت طهران هجوماً مباشراً غير مسبوق على الدولة العبرية في نهاية الأسبوع الماضي، وضعته في إطار "الدفاع المشروع" عن النفس بعد تدمير مقرّ قنصليتها في دمشق في الأول من أبريل/نيسان، في ضربة نسبتها إلى إسرائيل.

وتم الهجوم ليل السبت الأحد حين أطلقت طهران أكثر من 300 صاروخ بالستي ومجنّح ومسيّرة بحمولة إجمالية زنتها 85 طناً قالت إسرائيل إنها تمكنت من اعتراضها جميعها تقريبا بمساعدة حلفائها ولم تخلّف سوى أضرار محدودة ورداً على الهجوم، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إنّ إسرائيل "تحتفظ بالحقّ في حماية نفسها".

وفي بيانه قال بايدن "بناء على ما ناقشته مع زملائي قادة مجموعة السبع في الصباح التالي، فإنّنا ملتزمون بالعمل بشكل جماعي لزيادة الضغط الاقتصادي على إيران".

وتابع "حلفاؤنا وشركاؤنا أصدروا أو سيصدرون عقوبات وإجراءات إضافية تهدف إلى الحدّ من برامج إيران العسكرية المزعزعة للاستقرار".

وبحسب بيان الخزانة الأميركية فقد فرضت لندن عقوبات "تستهدف العديد من المنظمات العسكرية الإيرانية والأفراد والكيانات المنخرطة في صناعة المسيرات والصواريخ البالستية الإيرانية".

وبالفعل فقد أعلنت الحكومة البريطانية أنّها فرضت بالتنسيق مع وزارة الخزانة الأميركية، عقوبات جديدة ضدّ طهران تستهدف سبعة أفراد وستّ شركات بسبب دورهم في تمكين إيران من مواصلة "نشاطها الإقليمي المزعزع للاستقرار، بما في ذلك هجومها المباشر على إسرائيل".

وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن "هجوم النظام الإيراني على إسرائيل كان عملاً متهوّراً وتصعيداً خطراً"، مضيفا أنّ المملكة المتحدة فرضت عقوبات على "قادة في الجيش الإيراني والقوات المسؤولة عن هجوم نهاية الأسبوع".

 "اليوم، نحمّل إيران المسؤولية، ونفرض عقوبات جديدة وقيوداً على الصادرات".

وتابع أنّ "هذه العقوبات - التي تمّ الإعلان عنها مع الولايات المتحدة - تظهر أنّنا ندين هذا السلوك بشكل لا لبس فيه، وستحدّ بشكل أكبر من قدرة إيران على زعزعة استقرار المنطقة".

وإلى جانب العقوبات التي فرضتها على برنامج الطائرات دون طيار الإيراني، استهدفت الولايات المتحدة خمس شركات توفّر قطع غيار لصناعة الصلب الإيرانية، وشركة لتصنيع السيارات تشارك في تقديم "دعم مادي" للحرس الثوري الإيراني.

وقالت وزارة الخزانة إنّ "قطاع المعادن الإيراني يحقّق عائدات تعادل عدّة مليارات من الدولارات سنوياً، يأتي معظمها من صادرات الصلب".

ونقل البيان عن وزيرة الخزانة جانيت يلين قولها "إنّنا نتّخذ إجراءات سريعة وحاسمة للردّ على الهجوم الإيراني غير المسبوق على إسرائيل".

وأضافت "نحن نستخدم الأدوات الاقتصادية لوزارة الخزانة لإضعاف وتعطيل الجوانب الرئيسية لنشاط إيران الخبيث، بما في ذلك برنامج الطائرات المسيّرة والإيرادات التي يخصّصها النظام لدعم الإرهاب".

وتابعت "سنواصل استخدام سلطة العقوبات الموجودة لدينا لمواجهة إيران بمزيد من الإجراءات في الأيام والأسابيع المقبلة".

وفرضت واشنطن اليوم الخميس قيود سفر إضافية على وفد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الموجود في نيويورك لحضور اجتماعات بالأمم المتحدة.

وقال فيدانت باتيل نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في تصريحات للصحفيين أن القيود تسمح للوفد بالتحرك فقط في محيط مربعين سكنيين من مقر الأمم المتحدة، بين المنظمة ومقر إقامة بعثة إيران، وبين الأمم المتحدة ومطار جون إف. كنيدي.

وفي سياق متصل حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمام مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس من أنّ الشرق الأوسط "على شفير" الانزلاق إلى "نزاع إقليمي شامل"، داعياً إلى أقصى درجات ضبط النفس في "لحظة الخطر القصوى هذه".

وأضاف أنّ "أيّ خطأ في التقدير، أو تواصل سيّئ، أو هفوة، يمكن أن يؤدّي إلى صراع إقليمي واسع النطاق لا يمكن تصوّره وسيكون مدمّرا لجميع المعنيين، ولبقية العالم".

وأعرب خصوصاً عن إدانته للهجوم غير المسبوق الذي شنّته إيران على إسرائيل نهاية الأسبوع الماضي. وشدّد على أنّ "لحظة الخطر القصوى هذه يجب أن تكون لحظة ضبط نفس قصوى".

وأضاف "لقد حان الوقت لإنهاء حلقة الأعمال الانتقامية الدموية"، مشدّداً على أنّنا "نتحمّل سوياً مسؤولية مواجهة هذه المخاطر وإبعاد المنطقة عن حافة الهاوية... بدءاً من غزة".

وأعرب الأمين العام عن إدانته الشديدة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، مكرراً دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار، ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وإطلاق سراح جميع الرهائن.

وقال "في غزة، أدّت ستة أشهر ونصف من العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى خلق جحيم" على الصعيد الإنساني، مؤكّداً أنّ مليوني فلسطيني يعانون في القطاع المدمّر من "الموت والدمار والحرمان من المساعدات الإنسانية الحيوية" والجوع.

ولفت غوتيريش أيضاً إلى أنّ "حصيلة القتلى هائلة وغير مسبوقة، من حيث الوتيرة والحجم، منذ أن أصبحت أميناً عاماً" للأمم المتحدة في 2017، قائلا "كل هذا يحدث في ظلّ قيود كبيرة تفرضها السلطات الإسرائيلية على إيصال المساعدات إلى سكان غزة الذين يواجهون الجوع على نطاق واسع".

وأدلى الأمين العام للأمم المتحدة بخطابه خلال اجتماع رفيع المستوى عقده مجلس الأمن الدولي حول الوضع في غزة وحضره عدد من وزراء خارجية دول المنطقة، بما فيها الأردن وإيران.

وأكدت الرئاسة المالطية الحالية لمجلس الأمن الدولي أنّ المجلس سيصوّت في وقت لاحق الخميس على طلب الفلسطينيين منح دولتهم العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، لكنّ هذا المسعى محكوم بالفشل بسبب معارضة الولايات المتّحدة له.

وخلال الجلسة، أعرب غوتيريش عن قلقه إزاء "الوضع المتفجر في الضفة الغربية المحتلة"، داعياً إلى "وقف التصعيد"، قائلا إنّه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول قُتل في الضفة "أكثر من 450 فلسطينياً، بينهم 112 طفلاً (...) غالبيتهم على أيدي القوات الإسرائيلية خلال عملياتها وأثناء تبادل لإطلاق النار بين القوات الإسرائيلية ومسلّحين فلسطينيّين". وأضاف "قُتل آخرون على أيدي مستوطنين إسرائيليين مسلّحين، وأحياناً بوجود قوات الأمن الإسرائيلية التي زُعم أنّها لم تفعل شيئاً للحؤول دون سقوط" هؤلاء القتلى، داعيا "إسرائيل إلى اتّخاذ إجراءات فورية لإنهاء عنف المستوطنين غير المسبوق".