علماء: الحيتان تغني باستخدام حنجرتها كالبشر

دراسة حديثة تظهر قدرة الحيتان النادرة على تعلم الأغاني الجديدة ونشر ثقافتها الصوتية في أرجاء كوكب الأرض.

واشنطن - أغاني الحيتان من أروع الأصوات على كوكب الأرض والتي تُسمع من مسافات بعيدة في عالم البحار. والآن، اكتشف العلماء أخيرا كيفية صدور هذه الأصوات عن الثدييات البحرية التي تتغذى عن طريق الترشيح.

وقال باحثون إن الحيتان البالينية مثل الحيتان الحدباء وتشمل الحوت الأزرق أضخم المخلوقات في تاريخ كوكب الأرض، تستخدم حنجرة، أو صندوقا صوتيا، يسمح لها تركيبه التشريحي بإصدار أصوات تحت الماء.

وأضافوا أن الحيتان ظهر بها تركيب تشريحي، عبارة عن بطانة من الدهون والعضلات داخل الحنجرة.

ويعني ذلك أن الحيتان الضخمة تصدر أصواتها باستخدام حنجرتها مثلما يفعل البشر، لكن هناك آلية أخرى لإصدار الأصوات تستعين بعضو خاص في الممرات الأنفية لدى الحيتان ذات الأسنان مثل الدولفين وخنازير البحر والحيتان القاتلة وحيتان العنبر.

واكتُشف في سبعينيات القرن الماضي أن الحيتان الضخمة غزيرة النشاط الصوتي، لكن الكيفية التي تصدر بها أصواتها على وجه الدقة ظلت سرا مجهولا.

ولفت كوين إليمانز عالم الأحياء بجامعة جنوب الدنمارك إلى أنها "بين أكثر الحيوانات إثارة للإعجاب على كوكبنا على الإطلاق. إنها حيوانات شديدة الذكاء واجتماعية وكانت لتفوق الديناصورات في الحجم وتتغذى على أصغر أنواع الروبيان. إنها تملك قدرة نادرة على تعلم الأغاني الجديدة ونشر ثقافتها الصوتية في أرجاء الكوكب".

وتابع إليمانز المعد الرئيسي للدراسة المنشورة في دورية "نيتشر" العلمية "للتواصل وللعثور على بعضها البعض في المحيطات المظلمة، تعتمد الحيتان الضخمة بشكل حاسم على إصدار الأصوات. على سبيل المثال، تتواصل إناث الحوت الأحدب مع أبنائها بالصوت، وتغني ذكور الحوت الأحدب لجذب الإناث".

وقال دبليو. تيكَمسيه فيتش عالم الأحياء التطورية بجامعة فيينا والمشارك في الدراسة "المدهش في ذلك أن… المصدر الرئيسي للصوت، وهو علم الطبيعة الكامن في التفاعل بين الهواء والأنسجة، يتّبع المبادئ نفسها مثلما هو الأمر في الثدييات الأخرى، بدءا من الوطاويط مرورا بالنمور إلى الفيلة، بل والبشر والطيور أيضا".

وأضاف "يبدو أن كل هذه الأنواع الحية استغلت المجموعة نفسها من الحيل لإصدار الأصوات، على الرغم من استخدامها أعضاء مختلفة أو أجزاء من أعضاء مختلفة في إصدار الأصوات".

وأظهرت الدراسة أيضا أن أصوات الحيتان تقع في النطاق الترددي نفسه والعمق نفسه في المحيط، حوالي 100 متر، اللذين تحدث فيهما ضوضاء السفن من صنع البشر، مما يعرقل قدرة الحيتان على التواصل.

وتعتبر الحيتان البالينية "للأسف محدودة من جهة وظائف الأعضاء، ولا يمكنها أن تنشد بسهولة بطبقات أعلى أو أعمق لتفادي التشويش البشري"، وفق إليمانز.