علي جعفر العلاق يفوز بجائزة الشيخ زايد للكتاب في الآداب

تونسيان وعراقي وجزائري وفرنسي وناشرة مصرية ومجلة يفوزون بالجائزة بفروعها المختلفة في دورتها السابعة عشرة.

أبوظبي - أعلنت جائزة الشيخ زايد للكتاب، الثلاثاء، عن أسماء الفائزين في دورتها السابعة عشرة التي ينظمها مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، والتي تبلغ قيمتها الإجمالية سبعة ملايين درهم إماراتي (نحو 1.9 مليون دولار).

ونال الشاعر العراقي علي جعفر العلاق الجائزة في فرع الآداب عن كتابه "إلى أين أيتها القصيدة؟ سيرة ذاتية" الصادر عن  الآن ناشرون وموزعون في العام 2022.

وقال علي جعفر العلاق في تدوينة على صفحته بفيسبوك "خبر فوزي بجائزة الشيخ زايد للآداب يجعل يومي مميزا إلى أبعد الحدود"، مضيفا "لقد فاجأني الأستاذ  د. علي بن تميم الأمين العام للجائزة بمكالمة هاتفية يزفُّ لي فيها خبر الفوز، ثم عزز ذلك بكتاب من مجلس الأمناء".

وتابع "ربما كان أكثر أجزاء القرار إثارة للوجدان، بالنسبة لي، ذلك الجزء الذي يكشف عن تبريرات الفوز، لما فيها من وعيٍ عميق لفنّ السيرة وما في كتابي من تجسيد جماليّ وفكريّ وبنية أسلوبية فنية تراوحُ بين الشعريّ والجماليّ".

وذكر أن تبرير الفوز كان كما يلي "لقد جاء قرار مجلس الأمناء استنادا إلى توصيات الهيئة العلمية التي رأت أن هذا الكتاب يشكل إضافة نوعية إلى جنس السيرة الذاتية العربية، وبخاصة أنه سيرة لتجربة شعرية نلمس فيها طبيعة العلاقة بين الشاعر وقصيدته، فضلا عن التفاعل مع الواقع الثقافي العراقي والعربي على امتداد نصف قرن".

ووفق ما ورد في نص التبرير كذلك أن كتاب "إلى أين أيتها القصيدة؟ سيرة ذاتية" يصدر عن رؤية فكرية واضحة لشاعر يقدم تجربة جديدة منفتحة على الآخر، كما أن الكتاب يصدر عن لغة ذات مستويات أسلوبية راوحت بين الشعريّ واليوميِ تنسجمُ مع تقنيات فن السيرة، ويضمُّ نصوصا شعرية للعـلاق ولغيره من الشعراء تسهم في بناء عمل متميزٍ وذي طبيعة متفردة.

وجاء في بيان للجائزة إن الكتاب "يشكل إضافة نوعية إلى جنس السيرة الذاتية العربية، وبخاصة أنه سيرة لتجربة شعرية نلمس فيها طبيعة العلاقة بين الشاعر وقصيدته، فضلا عن التفاعل مع الواقع الثقافي العراقي والعربي على امتداد نصف قرن".

وحرص العلاق في كتابه على تصوير مراحل حياته كافة تصويرا فنيًا ينقل التفاصيل الدقيقة بلغة سلسة تجذب القارئ إلى سردياتها المحبوكة بعناية.

والعلاق مبدع على نحو يغري بمتابعة نصوصه ومعاينتها والتفنّن في قراءتها وتحليلها، إذ يمكن قراءة تجربته المتقدّمة على أكثر من صعيد، وتقديم قراءات نقدية جديدة وجادّة تسلّط الضوء على مفاصل ومسارات أخرى ربّما لم تكشفها الدراسات السابقة، أو أنّها لم تثرها على نحو ما.

وأسهم الشاعر العراقي على نحو أصيل في التجربة الشعرية العربية الحديثة منذ ستينات القرن الماضي، وكان أحد فرسانها البارزين والمميزين، كما أنّه واكب الحركة النقدية العربية الحديثة المرافقة لهذه التجربة الشـعرية منذ تطلعاتها الأولى أيضا.

وفاز بالجائزة في فرع المؤلف الشاب الكاتب الجزائري سعيد خطيبي عن رواية "نهاية الصحراء"، فيما ذهبت في فرع الترجمة إلى التونسي شكري السعدي عن عمله المترجم "العبارة والمعنى: دراسات في نظرية الأعمال اللغوية" للأميركي جون سيرل.

وفي فرع الثقافة العربية في اللغات الأخرى، فاز بالجائزة الفرنسي ماتيو تيلييه عن كتاب "ظهور منصب القاضي – القضاء لدى المسلمين واليهود والمسيحيين في القرون الأولى للإسلام" الصادر عن مطبعة جامعة السوربون باريس.

وحصلت على الجائزة في فرع الفنون والدراسات النقدية الناقدة التونسية جليلة الطريطر عن كتابها "مرائي النساء: دراسات في كتابات الذات النسائية العربية"، ونالت دار العين للنشر في القاهرة جائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع النشر والتقنيات الثقافية.

وقال علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية وأمين عام الجائزة "أتوجه بشكر خاص لأعضاء مجلس أمناء جائزة الشيخ زايد للكتاب ولهيئتها العلمية ومحكميها على ما تم بذله خلال الدورة الحالية، والذي نتج عنه إبراز مجموعة جديدة متميزة من الأعمال الفكرية والأدبية، التي نعول عليها لتكون نواة لحركة ثقافية متجددة لإثراء المشهد الثقافي في المنطقة والعالم".

ويحصل الفائز في كل فرع من فروع الجائزة على 750 ألف درهم (نحو 204.23 آلاف دولار)، بينما ينال الفائز بلقب "شخصية العام الثقافية" الذي سيتم الإعلان عنه خلال الأسابيع المقبلة على مليون درهم (نحو 272.31 ألف دولار).

وتكرم الجائزة الفائزين في حفل يقام بمركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك) بالتزامن مع انطلاق معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الثانية والثلاثين يوم 23 مايو/أيار الجاري.

وتحمل الجائزة اسم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات وهي واحدة من أرفع الجوائز الأدبية في الوطن العربي والعالم تحتفي كل عام بنخبة من الأدباء والكتاب والمفكرين والناشرين والمواهب الصاعدة الذين أسهموا بمؤلفاتهم وترجماتهم في إثراء الحراك الفكري والثقافي والأدبي والاجتماعي العربي والإنساني.

واستقبلت الجائزة في هذه الدورة 3151 ترشيحا من 60 دولة منها 22 دولة عربية و38 دولة من أنحاء العالم.