عمان تستفيد اقتصاديا من لعب دور الوسيط في الخليج

سلطنة عمان أصبحت تلعب دورا محوريا في منطقة الخليج بعد سنوات من البرود في علاقاتها مع جيرانها الخليجيين اذ باتت في قلب منافسة غير معلنة بين السعودية وقطر.
السعوديون يعملون على الاستفادة من المرونة التي يتبعها القادة العمانيون في إدارة الملفات العالقة
امكانية نقل الحوار الايراني السعودي من العراق الى عمان

مسقط - باتت سلطة عمان تلعب دورا محوريا في منطقة الخليج بعد سنوات من البرود في علاقاتها مع جيرانها الخليجيين.
وستمثل الزيارة المقبلة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى مسقط في اطار تعزيز التعاون مع السلطات العمانية والتباحث حول العديد من الملفات وفي مقدمتها ملف التهديدات الايرانية بداية لمرحلة جديدة من تعزيز العلاقات.
وأوضحت وكالة بلومبرغ عن مصدرين مطلعين أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يعتزم القيام بأول زيارة له إلى سلطنة عمان خلال الأسابيع المقبلة فيما تقول مصادر عمانية إن الزيارة ستشهد افتتاحا تاريخيا لأول منفذ حدودي بري مباشر بين البلدين، وهو منفذ الربع الخالي.
وتكمن أهمية الإعلان عن الزيارة في كونها تاتي بعد اقل من أسبوعين من زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى الدوحة ولقائه بأميرها الشيخ تميم بن حمد وتوقيع اتفاقيات عسكرية واقتصادية هامة.
وتم توقيع اتفاقية تعاون بين الطرفين في مجال الاستثمار بين جهاز الاستثمار العُماني وجهاز قطر للاستثمار، واتفاقية أخرى للتعاون في مجال السياحة والفنادق، وثالثة في مجال النقل البحري والموانئ.
كما تم توقيع اتفاقية أخرى تخص تجنب الازدواج الضريبي في حزمة لمساعدة الاقتصاد العماني.
ويبدو ان السلطان هيثم سيواصل سياسة البلاد الخارجية المستقلة التي اتبعها السلطان السابق قابوس بن سعيد وبالتالي فان القطريين كما السعوديين يعملون على الاستفادة من المرونة التي يتبعها القادة العمانيون في إدارة الملفات العالقة في المنطقة.
ورغم ان السعودية تعاملت في الفترة السابقة ببرود مع عمان نظرا للعلاقات التي تربط مسقط بطهران لكن يبدو في اطار المباحثات السعودية الإيرانية التي تجري في العراق بدأت الرياض تتعاطى بشكل مختلف مع الواقع.
وتقول مصادر لصحيفة "العرب" ان هنالك امكانية لنقل الحوار السعودي – الإيراني من بغداد إلى العاصمة العمانية التي باتت تمتلك خبرات كافية في احتضان حوارات مختلفة، سواء أكانت متعلقة بإيران أم بالملف اليمني.".
وبخلاف بقية دول الخليج تعاملت مسقط مع الحوثيين ومثلت بالنسبة لهم نافذة الى الخارج حيث اجروا حوارات مع الاميركيين وممثلين عن الأمم المتحدة وحتى مع ممثلين في الحكومة الشرعية مثل حزب الإصلاح الاخواني.
وتظهر السعودية رغبة كبيرة في تعزيز العلاقات مع عمان حيث حظي السلطات هيثم خلال زيارة قام بها إلى المملكة بحفاوة كبيرة وكان في استقباله ولي العهد في مطار مدينة نيوم المطلة على البحر الأحمر، وبعد ذلك توجه مباشرة إلى لقاء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وتمكن السلطان هيثم من توقيع عدة اتفاقيات اقتصادية على غرار التطوير العقاري والسياحة والبتروكيماويات والصناعات التحويلية والشراكة اللوجستية وتقنية المعلومات والتقنية المالية، كما بحثت السعودية مشروع إقامة منطقة صناعية في المنطقة الاقتصادية الخاصة في الدقم.
كما قرر الجانبان التوقيع على مذكرة تأسيس مجلس تنسيقي بين البلدين، للتشاور والتنسيق المستمر في الأمور والموضوعات ذات الاهتمام المشترك في جميع المجالات.
كما اتفق الجانبان على تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين عبر تحفيز القطاعين الحكومي والخاص للوصول إلى تبادلات تجارية واستثمارية، والاتفاق على زيادة التعاون في مجالات البيئة والأمن الغذائي.
ويظهر جليا ان الاقتصاد العماني الذي مر بأزمة بسبب تداعيات تقشي وباء كورونا وتأثيرها السلبي على أسعار النفط سيكون الرابح الاكبر من تعزيز العلاقات مع قطر والسعودية ولعب دور الوسيط في المنطقة.