غلاء أسعار التمور يفاقم متاعب المصريين المعيشية

المصريون يواجهون غلاء التمور بشراء كميات أقل من المعتاد استعدادا لاستقبال شهر رمضان.

القاهرة - مع قرب حلول رمضان، يواجه المصريون الذين يتعرضون لضغوط اقتصادية تحديا متمثلا في ارتفاع أسعار التمور التي تعد عنصرا أساسيا لكثيرين في هذا الشهر.

وفي مهرجان القاهرة للتمور الذي أقيم هذا العام في الفترة من 28 فبراير/شباط الماضي إلى الخامس من مارس/آذار الحالي، عبر المشترون عن استيائهم من ارتفاع الأسعار وقالوا إنهم سيشترون كميات أقل هذا الموسم.

ولفتت الزائرة صفاء محمد إلى أن الأسعار ستفرض عليهم هذا العام التقليل من الكميات التي اعتادوا شراءها، نظرا للإمكانيات المادية المحدودة للكثيرين، قائلة إنها كانت تستهلك وعائلتها الكمية التي تقوم بشرائها قبل رمضان وتعاود الشراء من جديد، لكن هذه السنة ستقوم بحفظ ما ستشتريه للشهر الكريم فقط.

وارتفعت أسعار العديد من المواد الغذائية الأساسية على مدى العامين الماضيين بوتيرة أسرع بكثير من معدل التضخم في المدن المصرية الذي تسارع إلى مستوى قياسي بلغ 38 في المئة في سبتمبر/أيلول مع تباطؤ النمو الاقتصادي. ويقول الكثير من المصريين إن مستوى معيشتهم يتراجع.

وتذمر الزائر منير محسن قائلا "الدنيا كلها غليت هذه السنة، فرق الأسعار إن البلح بدل ما كان بعشرة، أبوعشرة بقى بعشرين وخمسة وعشرين، وأبوعشرين بقى بخمسين، الأسعار غليت الضعف وأكتر كمان"، مشيرا إلى أن المواطن لم يعد قادرا على شراء نفس الكميات التي اعتاد شراءها من قبل، حيث تراجعت مقدرته الشرائية.

ووقعت مصر على برنامج قرض موسع بقيمة ثمانية مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي الأربعاء بعد ساعات من قيام البنك المركزي بتحرير سعر صرف الجنيه ورفع أسعار الفائدة بمقدار 600 نقطة أساس في محاولة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي.

وقال بائع التمور جمال رمضان "الأسعار باهظة جدا لا أنكر ذلك، لكن نحن مضطرون لذلك فالغلاء طال كل شيء، وما يضايقنا ويحز في نفوسنا عجز البعض عن الشراء"، مضيفا "مش عارفين نبيع، يعني إحنا والله العظيم أنا النهاردة في كذا بيعة أنا بايعها بخسارة".

واستقرت العملة المصرية الخميس عند 49.5 جنيه مقابل الدولار بعدما كانت عند نحو 30.85 جنيه، وهو المستوى الذي حاولت مصر الإبقاء عليه على مدى شهور.

وأضاف رمضان "والله الإقبال لو البلح وصل ألف جنيه (20.24 دولار أميركي) الناس هتاخده، الناس بتحب البلح، بس إللي بياخد كميات، إللي بياخد كيلو بياخد يا عيني دلوقتي ربع كيلو، وإللي بياخد خمسين كيلو بياخد خمسة كيلو، الناس مش هتبطل أكل البلح، بس الإٍقبال قل في الكميات، يعني إحنا كل مواسم بنشتغل من شعبان لحد نص رمضان، كنا مثلا بنحقق لنا 50 طنا في الفترة دي، إحنا السنة دي لحد دلوقتي محققناش 20 طنا.. البلح كله مركون، والبلح ده كله إحنا مشترينه كاش، فلازم نبيعه، فهيفضل معانا لحد ما إحنا نفضل ننزل في السعر عشان نخلصه".

وأسعار معظم السلع قبل شهر رمضان مربوطة بالفعل بسعر الدولار في السوق السوداء، حيث وصل إلى ما بين 60 و70 جنيها.

ويقول محللون إن تأثير أحدث خفض لقيمة الجنيه سينعكس على أسعار السلع في الفترة المقبلة.

وأكدت الزائرة نادية ميخائيل أن أسعار العام الماضي كانت أرفق وفي المتناول مقارنة بهذا العام.