غواصة نووية أميركية في الشرق الأوسط لمراقبة تحركات الصين وروسيا

قيام كل من موسكو وبكين بتعزيز تواجدهما في منطقة الخليج عبر مناورات مع طهران او من خلال تقوية الروابط والشراكة مع الرياض يثير قلق واشنطن.
واشنطن تبعث برسائل لحلفائها ومنافسيها بان نفوذها في الشرق الاوسط لا يزال قائما
واشنطن قلقة من تداعيات مصالحات دول خليجية مع ياران على نفوذها

واشنطن - أفادت البحرية الأميركية اليوم السبت أن غواصة تعمل بالطاقة النووية ومزودة بصواريخ موجهة تعمل في الشرق الأوسط دعما للأسطول الخامس الأميركي الذي يتخذ من البحرين مقرا له في خضم تصاعد النفوذين الروسي والصيني في المنطقة التي تعتبر ضمن المجال الحيوي لواشنطن ولمواجهة التهديدات الإيرانية المستمرة.
وذكر تيموثي هوكينز المتحدث باسم البحرية في بيان أن الغواصة فلوريدا دخلت المنطقة يوم الخميس وبدأت في عبور قناة السويس.
وأضاف "إنها قادرة على حمل ما يصل إلى 154 صاروخ كروز من طراز توماهوك وأُرسلت إلى الأسطول الخامس الأميركي للمساعدة على نشر الأمن والاستقرار البحريين في المنطقة".
وتعد البحرين مقرا للأسطول البحري الخامس الأميركي، الذي تشمل عملياته منطقة الخليج وخليج عُمان وبحر العرب وخليج عدن والبحر الأحمر، وأجزاء من المحيط الهندي، حيث يتمركز في منطقة "الجفير"، شرق العاصمة البحرينية المنامة.
ويعتبر تأمين منطقة الخليج، التي تمر عبر مياهها قرابة نصف الإمدادات النفطية للعالم، أحد مهام الأسطول الأميركي الخامس.
وتأتي الخطوة الأميركية في ظل تصاعد النفوذين الروسي والصيني حيث أجرى جيشا البلدين مناورات مشتركة مع الجيش الإيراني في مياه الخليج.
كما مثل رسو بارجتين روسيتين من أسطول الشمال الروسي في مرفأ جدة بالمملكة العربية السعودية الأسبوع الحالي رغم الضغوط التي تمارسها واشنطن على حلفائها خاصة الرياض لوقف التعاون مع موسكو دليلا على الخطر الذي بات يهدد النفوذ الأميركي في منطقة ذات أهمية إستراتيجية كبيرة.
ويرى مراقبون ان إرسال الغواصة رسالة قوية لروسيا والصين بالتحديد لان إيران ورغم تهديداتها المستمرة لأمن المنطقة لكنها اليوم تدخل في مصالحات مع دول خليجية وتعمل على استئناف علاقاتها مع السعودية والإمارات وبالتالي ليس هنالك ضرورة لإرسال تعزيزات عسكرية في الوقت الراهن.
وتواجد الجيش الأميركي في السعودية منذ تسعينات القرن الماضي بعد اجتياح الجيش العراقي في عهد الرئيس الراحل صدام حسين للكويت وتهديده للأراضي السعودية ليظل التعاون قائما بين الرياض وواشنطن خلال العقود الأخيرة قبل حدوث بعض الخلافات اثر نوايا الإدارة الأميركية تخفيض تواجدها في السعودية ومنطقة الخليج ككل وهو ما خدم نفوذ موسكو وبكين.
وتعززت الروابط الاقتصادية السعودية الروسية، فيما يسود فتور في علاقة الرياض بواشنطن على خلفية قضايا شائكة من أبرزها قرار الرياض الالتزام بتعهداتها فيما يتعلق بتخفيض أوبك + لإنتاج النفط فيما يرى أميركيون أن ذلك يهدد الجهود لعزل موسكو دوليا.
ومثلت بكين تحد كبير لواشنطن التي سعت الى احتوائها دوليا وخاصة في القارة الأفريقية لتفاجأ الأميركيون بتصاعد الدور الصيني في الخليج ونجاح بكين في عقد اتفاق بين الرياض وطهران لاستئناف العلاقات الدبلوماسية.
ورغم أن البحرية الأميركية ساهمت بشكل كبير في مواجهة تهديدات تعرضت لها بعض الدول في المنطقة ومنع الحوثيين في اليمن من تسلم شحنات أسلحة ووقف اعتداءات وانتهاكات القوات الإيرانية في مياه الخليج لكن التحرك الأميركي الأخير هو رسالة لحلفاء وأعداء واشنطن على حد سواء بان الجيش الأميركي لا تزال له كلمته في المنطقة.