غوغل تزرع روح الدعابة في ذكائها الاصطناعي

الخوارزمية الجديدة للأجهزة الذكية تتيح لها إدراك المغزى الساخر في الدعابات، دون أن يكون قد سبق تدريبها عليها.

واشنطن – تنكب غوغل على تطوير خوارز ميات ذكاء اصطناعي بوسعه فهم النكات وحتى تفسيرها

وتتيح الخوارزميات الجديدة التي كشفت عنها العملاقة الأميركية في مؤتمرها للمطويرن للأجهزة فهم دعابات المستخدمين، وهي العملية التي تحتاج إلى فهم كبير للمعاني المختلفة للكلمات والتصرفات البشرية.

وعندما يقول الممثل الكوميدي مثلا عبارة ساخرة أو مثيرة للجدل، فإن المستمع يدرك ذلك من مجرد نبرة الكلام أو لغة الجسد وغير ذلك من المؤشرات التي تراكمت دلالاتها لدى المتلقي عبر سنوات من التفاعل الإنساني.

والخوارزمية الجديدة المعروفة بالأحرف "بي. إيه. إل. إم" وهي الأحرف الأولى من عبارة "نموذج مسارات اللغة" تتيح للأجهزة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي إدراك المغزى الساخر في الدعابات، دون أن يكون قد سبق تدريبه عليها.

وبعد تلقيه دعابتين فقط، أصبحت الخوارزميات الجديدة قادرة على تفسير أي دعابة جديدة والتفاعل معها بحسب ما ذكرت شركة غوغل.

ولم ينتبه كثيرون إلى قوة هذه التقنية في النقاشات حول المؤتمر على موقع تويتر. وعند البحث ضمن هاشتاغ GoogleIO2022# لُوحظ أن أهم النتائج تركز على أجهزة “بيكسل” التي أطلقتها منصة غوغل وتضم هواتف ذكية وأجهزة كمبيوتر محمولة وسماعات رأس وساعة ذكية؛ وذلك في إطار استراتيجيتها الهادفة إلى جعل خدماتها متاحة دوما على أجهزة مختلفة.

خطوة ستهدف زيادة قدرة أجهزة الذكاء الاصطناعي على تحليل الفروق الدقيقة في اللغة الطبيعية

ولا يعتبر فهم النكات والدعابات هو الهدف النهائي لشركة ألفابيت، الشركة الأم لشركة غوغل من تطوير هذه الخوارزميات، وإنما تستهدف زيادة قدرة أجهزة الذكاء الاصطناعي على تحليل الفروق الدقيقة في اللغة الطبيعية وطلبات البحث على محرك غوغل بحيث يمكن تقديم إجابات للأسئلة المعقدة التي يطرحها المستخدمون بشكل أسرع وأكثر دقة عبر المزيد من اللغات والأشخاص. هذا، بدوره، يمكن أن يكسر الحواجز ويزيد القدرة على التواصل مع الأجهزة من خلال التفاعل بسلاسة أكبر.

ويقول تونغ نغوين -كبير المحللين الرئيسيين في شركة غارتنر للأبحاث والاستشارات التكنولوجية- “من الصعب التحدث إلى أشخاص غير متخصصين عما تفعله خوارزمية ‘بي.أيه.أل.أم’، ناهيك عن معالجة اللغة الطبيعية… فالأجهزة تعمل جزئيا كآلية توصيل”.

وأشار سوندار بيتشاي -الرئيس التنفيذي لشركة ألفابيت- إلى الإحباط الذي يواجهه الأشخاص الذين يتحدثون لغات أقل شهرة عند محاولتهم العثور على إجابات عن استفسارات تخص مشاكل في لغتهم. من المحتمل أن تكون الإجابة عبر الإنترنت ولكن من المحتمل أن تكون باللغة الإنجليزية أو الإسبانية.

تعد “بي.أيه.أل.أم” أكبر نموذج ذكاء اصطناعي لشركة غوغل حتى الآن، ويمكنها إنشاء رمز من نص والإجابة عن مشكلة رياضية وشرح مزحة.

ووصف بيتشاي "بي.أيه.أل.أم" على أنها “معلم يعطي مثالًا خطوة بخطوة لمساعدة الطالب على فهم كيفية حل مشكلة ما".