فترة حكم صعبة تنتظر ماكرون إذا خسر في 'البرلمانية'

كل التوقعات تشير إلى أن الرئيس الفرنسي المعاد انتخابه لن يكون في وضع مريح وأن خصومه يحشدون لهزيمته في معركة الانتخابات التشريعية لتقييد السلطات الرئاسية بشدة.
ماكرون لن ينعم بأي راحة بعد إعادة انتخابه مع اقتراب الانتخابات البرلمانية
قصة الانتخابات الفرنسية أكثر من فوز ماكرون

باريس - لم يحظ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأي راحة اليوم الاثنين بعد ساعات من إعادة انتخابه متفوقا على مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، وحث المعارضون السياسيون الناخبين على حرمانه من الأغلبية البرلمانية.

وإذا فشل في تحقيق فوز آخر في الانتخابات البرلمانية المقررة في 12 و19 يونيو/حزيران، فإن الرئيس المنتمي لتيار الوسط المؤيد لأوروبا سيكافح للمضي قدما في أجندته المؤيدة للأعمال التجارية، بما في ذلك الخطط غير الشعبية لتأجيل سن التقاعد.

وقال جوردان بارديلا وهو حليف مقرب من لوبان، للناخبين "التصويت لم ينته، الانتخابات التشريعية هي الجولة الثالثة. لا تضعوا كل السلطة في يد إيمانويل ماكرون".

وقال جون-لوك ميلونشون مرشح اليسار المتشدد الذي جاء في المركز الثالث في الانتخابات الرئاسية خلف لوبان مباشرة، إن ماكرون انتخب باعتباره "الخيار الافتراضي"، مضيفا متحدثا إلى مؤيديه "لا تستسلموا. يمكنكم هزيمة ماكرون (في الانتخابات البرلمانية) واختيار مسار مختلف".

وفي الانتخابات التشريعية الفرنسية في الآونة الأخيرة، فاز حزب الرئيس دائما بالأغلبية في البرلمان. وإذا جاءت النتيجة مختلفة هذه المرة، فلن يكون أمام ماكرون خيار سوى تعيين رئيس وزراء من حزب آخر، مما قد يؤدي إلى فترة تعايش متوترة يتم خلالها تقييد السلطات الرئاسية بشدة.

مخاطر فترة التعايش

وفي أثناء فترة التعايش، يظل الرئيس قائدا للقوات المسلحة ويحتفظ ببعض نفوذ السياسة الخارجية لكن الحكومة تكون مسؤولة عن معظم الأمور اليومية المتعلقة بالدولة والسياسة.

وقالت جين فولي الخبيرة الإستراتيجية في رابوبنك "الحقيقة أن هناك المزيد في قصة الانتخابات الفرنسية أكثر من فوز ماكرون أمس".

وأظهرت النتائج النهائية لجولة الإعادة أمس الأحد فوز ماكرون بنسبة 58.54 بالمئة من الأصوات. وعلى الرغم من أنه فوز واضح، فإن النتيجة أعطت أيضا اليمين المتطرف أكبر نصيب مسجل في الانتخابات الرئاسية.

وتعهد ماكرون وحلفاؤه بالحكم بصورة مختلفة والاستماع أكثر للناخبين، على أمل أن يساعدهم ذلك في الفوز بأغلبية في البرلمان.

وانخفض معدل البطالة في فرنسا إلى أدنى مستوياته في 13 عاما خلال ولاية ماكرون الأولى، وتفوق اقتصادها على البلدان الأوروبية الكبيرة الأخرى وكذلك منطقة اليورو الأوسع.

لكن إصلاحاته المؤيدة للأعمال التجارية والأمنية أثارت الكثير من الاستياء، واعترف ماكرون في خطاب الفوز بأن الكثيرين صوتوا له لإبعاد منافسته اليمينية المتطرفة.

وقال ماكرون "كثيرون في هذا البلد صوتوا لي ليس لأنهم يدعمون أفكاري ولكن لإبعاد أفكار اليمين المتطرف. أريد أن أشكرهم وأعلم أنني مدين لهم بدين في السنوات المقبلة".

وبعد الولاية الأولى التي انتقد فيها كثيرون أسلوب ماكرون الخشن في بعض الأحيان، كانت الرسالة اليوم الاثنين مفادها أن الأمور ستكون مختلفة هذه المرة.

وقال زعيم البرلمان ريشار فيران وهو حليف وثيق لماكرون "ستكون مهمتنا الأولى هي التوحيد"، مضيفا أن المشرعين سيشركون الناخبين بشكل أكبر في صنع القرار.

أقدام من الطين

وكان هامش انتصار ماكرون أقل بكثير من فوزه بنسبة 66.1 بالمئة على لوبان في أول مواجهة انتخابية بينهما في عام 2017.

وكتبت صحيفة لوفيغارو اليومية المحافظة في افتتاحيتها الرئيسية اليوم الاثنين "في الحقيقة، التمثال الرخامي هو عملاق بأقدام من الطين. إيمانويل ماكرون يعرف ذلك جيدا... لن يستفيد من أي فترة سماح".

وهذا يعني أيضا أن ماكرون يمكن أن يتوقع على الأرجح المزيد من الاحتجاجات التي طغت على بعض فترات ولايته الأولى.

وقالت كوليت سييرا (63 عاما) وهي عاملة إدارية "لن يحصل على خمس سنوات أخرى بالتفويض نفسه، وهذا أمر واضح. لن نسمح له بذلك. إذا فعل ذلك، أعتقد أن الناس مستعدون للنزول إلى الشوارع إذا لم يكن هناك حكومة ائتلافية مناسبة"، لكن بعض الناخبين كانوا سعداء حقا بفوز ماكرون.

وقال لوسيان سوزينيو وهو سائق شاحنة يبلغ من العمر 65 عاما "أنا سعيد جدا بالنتيجة لأن هذا الرئيس قادنا بالفعل خلال العديد من التحديات. لقد أظهر شجاعة، وها هي النتيجة".