فرنسا تبحث تعزيز العلاقات العسكرية مع العراق

وزير الجيوش الفرنسي يكشف من بغداد عن جولة تدريبات جديدة سيقوم بها جيش بلاده مع نظيره العراقي.

بغداد - تسعى فرنسا التي فقدت الكثير من نفوذها في افريقيا، إلى تعزيز حضورها في الشرق الأوسط من بوابة مكافحة الإرهاب والمشورة العسكرية والتدريب، مستثمرة عضويتها في التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية واتفاقيات أمنية وعسكرية مع دول الخليج.

وسلطت زيارة وزير الجيوش الفرنسية سيباستيان لوكورنو للمنطقة التي وصلها أمس الاثنين واستهلها بزيارة قطر ومنها إلى بغداد اليوم الثلاثاء، الضوء على مساعي باريس لتعزيز وجودها خاصة من بوابة العراق.

وتتحرك فرنسا في هذا المسار إلى أبعد من مجرد الحضور وعينها على ربط علاقات وأوسع خاصة مع العراق لجهة فتح منافذ اقتصادية أوثق من بوابة التعاون العسكري والأمني.  

وكشف لوكورنو الثلاثاء عن جولة تدريبات جديدة سيقوم بها الجيش الفرنسي مع الجيش العراقي، بينما من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وقائد عملية "العزم الصلب"، وهو تحالف دولي يحارب تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.

ووصل لوكورنو إلى بغداد قادما إليها من الدوحة، حيث كان باستقباله نظيره العراقي، وناقش الطرفان العلاقات الثنائية.

وبدأ زيارته بلقاء وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي الذي رحّب بـ"اجتماع مثمر". وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع سيباستيان لوكورنو "راجعنا العلاقة الفرنسية العراقية بشكل مجمل"، مضيفا "ناقشنا كذلك تواجد القوات الفرنسية ضمن التحالف الدولي والدور المهم الذي تقوم به في مجال مكافحة الإرهاب وبقايا تنظيم الدولة الإسلامية".

ورحب الوزير الفرنسي من جهته بـ"العمل الحاسم" للقوات الفرنسية في العراق، إلى جانب القوات العراقية و"شركاء آخرين من بينهم الشريك الأميركي"، مضيفا "أمامنا حاليا خارطة طريق ثنائية لتعزيزها وتوطيدها"، متحدثا عن "دورة تدريب فريدة مقبلة، نطلق عليها اسم كتيبة الصحراء".

وتضمّ الدورة التي تمتد لعامين، 80 مدربا فرنسيا سيتناوبون "على تدريب ما يعادل 5 كتائب، أي 2100 عسكري عراقي"، وفق الوزير الذي قال إن المبادرة "تجمع العديد من التدريبات المتنوعة التي نحن بصدد إنجازها في بولندا، للجنود الأوكرانيين". وناقش الوزيران كذلك مسألة التسليح، لا سيما في ما يتعلق "بأمن المجال الجوي" العراقي.

وتحدّث كذلك عن "المناقشات" التي تجريها بغداد مع مجموعة "تاليس" الفرنسية، موضحا أن "الأمور تتقدّم جيدا بالفعل، لا سيما بخصوص الرادار جي أم 400 والمناقشات سوف تستمر بشأن معدات أخرى ورادارات أخرى".

ويلتقي الوزير الفرنسي عسكريين فرنسيين موجودين في العراق في إطار التحالف الدولي. ويتوجه الأربعاء إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي في شمال العراق.

وخلال زيارة إلى باريس في يناير/كانون الثاني الماضي، التقى رئيس الوزراء العراقي ممثلين عن مجموعتي 'تاليس' و'داسو' الفرنسيتين وشركة 'ايرباص' الأوروبية لتصنيع الطائرات، لمناقشة تزويد بغداد المحتمل برادارات وطائرات رافال ومروحيات عسكرية.

وأجرت القوتان الجويتان الفرنسية والعراقية في مايو الماضي وللمرة الأولى منذ فترة طويلة، تدريبا مشتركا في العراق بمشاركة مقاتلات رافال.