فرنسا تحشد لتسليط أقسى العقوبات على طهران

وزيرة الخارجية الفرنسية تبلغ نظيرها الأميركي بضرورة رد دولي أقوى على التهديد الذي يشكله برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني.
فرنسا تتحرك من أجل رد دولي قوي على التهديد الإيراني
ملف الرهائن في قلب الأزمة بين باريس وطهران

باريس - قالت وزارة الخارجية الفرنسية اليوم الجمعة إن وزيرة الخارجية كاترين كولونا أبلغت نظيرها الأميركي أنتوني بلينكن إنه يجب أن يكون هناك رد دولي أقوى على التهديد الذي يشكله برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، في مسعى فرنسي متجدد لتسليط أقسى العقوبات على طهران.

ويأتي هذا الموقف في ظل التوتر المتصاعد بين فرنسا والجمهورية الإسلامية على خلفية قضايا خلافية ومن بينها جمود المباحثات النووية وملف الفرنسيين المحتجزين في سجون النظام الإيراني.

وأفادت الوزارة بأن كولونا وبلينكن ناقشا مجموعة من القضايا من بينها أوكرانيا وإيران خلال مباحثات عبر الهاتف يوم الخميس، مضيفة أن الوزيرة أشارت إلى أنشطة طهران المزعزعة للاستقرار والتهديد المتزايد الذي تشكله ترسانتها المتوسعة من الصواريخ الباليستية وإطلاقها بما في ذلك على أطراف من غير الدول والحاجة إلى تعزيز الرد الدولي على هذا التهديد.

كما ناقش الوزيران ضرورة أن "تتعاون إيران بشكل كامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي قالت الأسبوع الماضي إن طهران غير متسقة في الوفاء بالتزاماتها النووية".

وشهدت العلاقات بين فرنسا وإيران تدهورا كبيرا خلال الأشهر الأخيرة ليتطور إلى أزمة دبلوماسية فاقمها تعطل جهود إحياء المحادثات النووية التي تشمل باريس فضلا عن اعتقال طهران لعدد من الفرنسيين واتهامهم بالتجسس وتمويل الاحتجاجات وتأجيجها بهدف تكثيف الضغوط على النظام والعمل على إسقاطه.

كما تأزمت العلاقات الإيرانية الأوروبية خلال الأسابيع الأخيرة في ظل استمرار الاحتجاجات بإيران واتهامات بتزويد روسيا بطائرات مسيرة في إطار الحرب الروسية الأوكرانية وهو ما تنفيه طهران.

وصرح وزير الخارجية الإيراني أمير عبداللهيان "لدينا قدرات عالية في مجال الطاقة النووية السلمية وقمنا بتوسيع نطاق أنشطتنا ردا على تصرفات أميركا الخاطئة وفي إطار المعاملة بالمثل ولكن بناءا على معتقداتنا وقيمنا لا نسعى وراء القنبلة الذرية"، وفق وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا).

وفيما يتعلق بالاتفاق النووي قال "نتلقى رسائل من الممثل الخاص للولايات المتحدة في الشؤون الإيرانية روبرت مالي ووزير خارجية أميركا أنتونى بلينكن والرسائل التي تصلنا تدل على إصرار واشنطن على الوصول إلى نقطة النهاية من الاتفاق النووي، لكن في الوقت نفسه يقولون شيئا آخر في المقابلات الصحفية ولقد بعثت برسالة إلى الجهات الأميركية المختصة وقلت لهم لماذا تتصرفون بنفاق؟".

وأضاف "لا أعرف ما الذي يجري في البيت الأبيض، لكن ما يحدث هو أننا ما زلنا لا نرى القوة لاتخاذ القرار بالعودة إلى خطة العمل الشامل المشتركة في أميركا"، لافتا "أعتقد أنه إذا احترم الأميركيون حقوقنا وتحلوا بالواقعية، فسيكون الاتفاق في متناول اليد ولا تزال هناك فرصة لجميع الأطراف للعودة إلى خطة العمل الشامل المشتركة".

وقال "إذا أراد الأميركيون التصرف بتحليل خاطئ، فلن تتاح لهم الفرصة إلى الأبد، ولا تنسوا أن الجانب الإيراني لم يستفد من خطة العمل الشامل المشتركة (الاتفاق النووي) منذ عام 2015 لذلك لن تبقى هذه النافذة مفتوحة إلى الأبد".

وردا على سؤال بشأن اعتقال مراسلين وصحفيين أثناء تغطية الاحتجاجات قال عبداللهيان "نحن لا نستطيع البتّ في موضوع اعتقال المراسلين داخل البلاد وذلك لسهولة تغيير هوية الموقوفين"، متابعا "وعليه لا يمكن إطلاق صفة المدافع عن حقوق الإنسان على أحد المعتقلين واعتباره مراسلا في الوقت ذاته"، مشددا على أنه "لم يتم اعتقال أي مراسل أو صحفي خلال الاضطرابات الأخيرة".