فرنسا تدعو لإتاحة عودة نفطي إيران وفنزويلا للسوق

الغرب يسعى إلى سبل لتقليل واردات النفط من روسيا لمعاقبة موسكو على غزوها لأوكرانيا لكن سدّ الفجرة في الإمدادات الروسية يبدو أمرا صعبا ويحتاج إلى تنويع واسع لموارد الطاقة.
الإمارات لتزمة بسقف إنتاج النفط المرجعي لها في اتفاق أوبك+
أسعار النفط تقفز لـ115 دولارا للبرميل وسط شح في الإمدادات
الغرب يواجه ارتفاعا مشطا في سعر المحروقات

لندن - دعت فرنسا الاثنين الدول النفطيّة إلى زيادة إنتاجها "استثنائيا" وحضّت على "تنويع مصادر الإمدادات" بما يشمل إيران وفنزويلا للحد من ارتفاع الأسعار في المحطات بسبب الحرب في أوكرانيا.

وقالت الرئاسة الفرنسية على هامش قمة مجموعة السبع في إلماو بألمانيا "هناك حاجة لأن تنتج الدول المنتجة المزيد استثنائيا" لتجاوز الأزمة.

ومن المنتظر أن يناقش الرئيس الأميركي جو بايدن هذه المسألة خلال زيارته للسعودية في يوليو/تموز، كما أن نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون "على اتصال" مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وكذلك رئيس دولة الإمارات الجديد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كما أشار قصر الإليزيه.

ولفتت باريس إلى أن "هناك موارد في أماكن أخرى يجب أيضا بحثها"، موضحة أن "المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني منجزة الآن في ما يتعلق بالقضايا النووية، ولكن ليس في ما يتعلق بالعلاقة بين إيران والولايات المتحدة بشأن قضية محددة، وهي العقوبات الأميركية المرتبطة بالإرهاب".

وشددت على أن "هناك عقدة يجب فكها" حتى تتسنى "إعادة النفط الإيراني إلى الأسواق". وأكد الإليزيه أنه "يجب أيضا إتاحة إعادة النفط الفنزويلي إلى السوق". وتخضع الدولتان المنتجتان للنفط لعقوبات أميركية.

وتؤيّد فرنسا الاقتراح الأميركي بوضع حد أقصى لأسعار النفط، لكنها ترى أنه من الضروري توسيعه ليشمل الغاز وكافة الفاعلين في السوق.

وقدرت الرئاسة الفرنسية أن "مبدأ الحد الأقصى للسعر مقبول ويمكن دعمه، لكن طريقة تطبيقه غير واضحة إلى حد ما. يجب أن يكون واسع النطاق قدر الإمكان"، داعية إلى "نقاشات معمّقة" حول الموضوع.

وقال ماكرون اليوم الاثنين إن رئيس دولة الإمارات العربية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أبلغه بأن الرياض وأبوظبي، وهما منتجان رئيسيان للنفط في أوبك، يمكنها بالكاد زيادة إنتاج الخام.

وسُمع ماكرون وهو يقول للرئيس الأميركي جو بايدن على هامش قمة مجموعة الدول السبع الكبرى "أجريت اتصالا هاتفيا مع محمد بن زايد.، مضيفا "هو أبلغني شيئين. أنا عند الطاقة الإنتاجية القصوى... ثم قال إن السعوديين يمكنهم زيادة الإنتاج بمقدار 150 ألف برميل يوميا. ربما أكثر قليلا لكنهم ليس لديهم قدرات ضخمة قبل مرور ستة أشهر."

ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية عن وزير الطاقة سهيل المزروعي قوله اليوم الاثنين إن إنتاج بلاده قريب من سقف الإنتاج المرجعي للدولة في اتفاق أوبك+ البالغ 3.168 مليون برميل يوميا، مضيفا "التزامنا قائم بهذا السقف إلى نهاية الاتفاقية".

وقفزت أسعار خام برنت القياسي أكثر من دولارين متجاوزة 115 دولارا للبرميل بفعل تلك الأنباء وسط شح في الإمدادات العالمية وتزايد الطلب.

وينظر إلى السعودية ودولة الإمارات على أنهما البلدان الوحيدان في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وفي العالم اللذان مازالا لديهما طاقة إنتاجية فائضة وقد يساعدان في زيادة الإمدادات العالمية.

ويسعى الغرب إلى سبل لتقليل واردات النفط من روسيا لمعاقبة موسكو على غزوها لأوكرانيا.

وسبق للرياض وأبوظبي أن أعلنا أنهما حتى مع زيادة الإنتاج لن تتمكنا من سد الفجوة في الإمدادات التي ستنتج عن تراجع الإمدادات من روسيا بسبب العقوبات الغربية وقرار الاتحاد الأوروبي حظرا على النفط الروسي باستثناء المنقول بالناقلات.  

وتنتج السعودية حاليا حوالي 10.5 ملايين برميل يوميا وتبلغ طاقتها الإنتاجية ما بين 12.0 مليونا و12.5 مليون برميل يوميا، وهو ما سيسمح لها من الناحية النظرية بأن تزيد إنتاجها بمليوني برميل يوميا.

وتنتج الإمارات حوالي ثلاثة ملايين برميل يوميا ولديها طاقة إنتاجية قدرها 3.4 ملايين برميل يوميا وتعمل على زيادتها إلى أربعة ملايين برميل يوميا.

وتبحث أوروبا عن سبل لإبدال ما يصل إلى مليوني برميل يوميا من الخام الروسي وحوالي مليوني برميل يوميا من المنتجات المكررة التي كانت تستوردها من روسيا قبل غزو أوكرانيا.