'فنون العرائس' تفتح عوالم الخيال أمام الصغار والكبار في تونس

مئة فنان عرائسي من خمس عشرة بلدا بينها إسبانيا يشاركون في الدورة الرابعة من المهرجان التونسي.

تونس - تنتظم الدورة الرابعة لأيام قرطاج لفنون العرائس (الدمى) من الحادي عشر إلى الثامن عشر من مارس/آذار وستستقبل جمهورها من الأطفال والكبار في السن في مدينة الثقافة الشاذلي القليبي بالعاصمة تحت شعار "ماريونات فن وحياة".

وبعثت أيام قرطاج لفنون العرائس لتكون نافذة مفتوحة على العالم تستقبل كل العرائسيين والمتفرجين انطلاقا من سن الطفولة المبكرة حتى الشيخوخة، فكل هذه الفئات العمرية يستهدفها فن العرائس وهو ما يرسخه المهرجان الذي يسعى لأن تكون عروضه للصغار والكبار على حد السواء.

وفنون العرائس لها خصوصية وهي مهنة مستقلة عن المسرح، لذلك تسمى فنون العرائس لا مسرح العرائس وبأشكالها المتعددة وتقنياتها المختلفة تعد محلّا لمجالات مختلفة، وتعرف بفن يجمع بين العراقة والتطور المستمر.

وجاء الملصق الإعلاني الرسمي لأيام قرطاج لفن العرائس في نسختها الرابعة تعبيرا عن خصوصيات فنون العرائس، حيث اعتمد أشكال متعددة مستوحاة من القطع المختلفة التي تكون العرائس بعد جمعها وتركيبها وبألوان زاهية مواكبة للاتجاهات التشكيلة الرائجة.

وقالت صفحة أيام قرطاج لفن العرائس على فيسبوك "هذه المعلقة تجسيد رمزي للمهرجان ولفنون العرائس، كما نراها حركة دائمة وحياة متجددة وجمالية الطفل الصغير وكل طفل يختبئ في داخل الكهول والكبار تسحره العرائس وتفتح أمامه عوالم الخيال".

ويشارك في هذه الدورة نحو 100 فنان عرائسي من 15 بلدا من بينها إسبانيا التي ستحل كضيف شرف، فإلى جانب تونس تشارك كل من الجزائر ومصر والإمارات وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وبلجيكا وهولندا وبولندا واليونان وبريطانيا والنمسا والبرازيل.

وأوضحت مديرة هذه الدورة منية مسعدي وهي أيضا مديرة المركز الوطني لفن العرائس على هامش ندوة صحفية أن "اختيار إسبانيا ضيف شرف يعود إلى المشاركة القياسية لهذا البلد خلال الدورات الفائتة، فضلا عن ذكرى مرور 30 سنة على بعث (معهد سيرفنتس) الإسباني بتونس".

ويقدم المشاركون ما يناهز 31 عرضا عرائسيا منها 24 عرضا موجها للأطفال وسبعة عروض لفائدة الكبار في السن.

ولفتت المديرة الفنية لأيام قرطاج لفنون العرائس شاكرة رماح إلى أن تونس ستكون حاضرة بخمسة أعمال هي "ما يراوش" لمنير العرقي و"المنفى" لنادر بلعيد و"القرش اللطيف" لمحمد البرهومي و"معا نعيش" لعمر بن سلطانة و"جحا وعبابث الخرافة" لحبيب العياري، وفقا لوكالة تونس أفريقيا للأنباء.

وأضافت أن "إسبانيا ستقدم بدورها خمسة عروض ثلاثة منها موجهة للأطفال وعرضين لفائدة الكبار".

وفن العرائس ميدان يتراوح بين الفني والحرفي وهو بالأساس حرفة، حيث تبدأ من التفكير في حكاية وكتابتها إلى تصوير شخصياتها وصناعتها عن طريق الخياطة والحدادة والنجارة، إنها حرفة فيها جانب مهني ويمكن تداولها وتمريرها من جيل إلى جيل.

وفي هذا الإطار تم بمناسبة الدورة الرابعة برمجة إقامة فنية وورشات تتمحور أشغالها حول صنع العرائس والكتابة الدرامية.

وأوضحت شاكرة رماح أنه "تم برمجة إقامة فنية مدتها 20 يوما لفائدة العاملين بالمركز الوطني لفن العرائس والطلبة المختصين في فنون العرائس والهواة تحت إشراف الفنان الإيطالي ذو الأصول البلغارية تيودور بوريزوف"، مضيفة "تتمحور أشغال هذه الإقامة الفنية، التي انطلقت منذ بضعة أيام وتتواصل إلى غاية فترة المهرجان، حول ورشة صنع العرائس والكتابة الدرامية".

وتابعت "سيحظى المهتمون بفن العرائس بمجموعة من الورشات التكوينية في العديد من الاختصاصات المتعلقة بهذا الفن منها (الإخراج المسرحي في فن العرائس) و(مسرح المومنشاز) و(صنع العرائس وتحريكها) و(عرائس الطين) وغيرها".

كما أعدت إدارة الأيام قسما خاصا بالعرائسيين الهواة تحت عنوان "قسم الهواة" ستحتضنه قاعة صوفي القلي بمدينة الثقافة ويسجل هذا القسم عرض 5 أعمال من إنتاج فرق مسرحية من صنف الهواة.

وسيتم على هامش فعاليات هذه الدورة تكريم ثلاث شخصيات عُرفت باهتمامها بفن العرائس ومساهمتها في ترسيخ هذا الفن في تونس وهم الكاتب المسرحي محمد العوني والممثلة فوزية بومعيزة والعرائسية دليلة العبيدي.

وحرصا على إكساب المهرجان الميزة التنافسية ينتظم ببهو مدينة الثقافة "معرض الماريونات"، بالإضافة إلى إقامة سوق للعرائس تعرض فيه إبداعات خزافات سجنان وأعمال المركز الوطني للخزف الفني سيدي قاسم الجليزي وورشة لصناعة العرائس بعنوان "عروسة في دقيقة" وورشة أخرى بعنوان من صندوق عجب إلى تقنية ثلاثية الأبعاد.

ومن المنتظر أن توزع العروض المسرحية العرائسية أيضا في الجهات، حيث سيتم تقديم بعض العروض في محافظات المهدية والمنستير وصفاقس وباجة ونابل، بالتنسيق مع المراكز الجهوية للفنون الدرامية والركحية.

وقالت منية مسعدي إن هذه الدورة ستخرج من مدينة الثقافة لتنفتح على عدد من الفضاءات بالعاصمة هي المسرح البلدي وفضاء التياترو ودار المسرحي (باردو) ودار الثقافة قمرت، كما ستزور عروض المهرجان خمس مناطق هي ياسمين الحمامات (نابل) والمنستير والمهدية وصفاقس وتستور (باجة).