فوز المغرب برئاسة مجلس حقوق الإنسان لم يأت من فراغ

انتخاب المغرب لأول مرة في تاريخه لرئاسة الهيئة الأممية المرموقة بفارق عريض عن جنوب أفريقيا التي سعت إلى عرقلة حصول المملكة على المنصب.
30 من أعضاء المجلس الـ47 صوّتوا لفائدة المغرب
حقوق الإنسان تشكّل أولوية في تحديد السياسات المغربية

الرباط - فاز المغرب برئاسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بفارق عريض عن جنوب أفريقيا التي سعت خلال الأيام الأخيرة إلى التشكيك في أحقّية المملكة بهذا المنصب، في أحدث مؤشر على الثقة الدولية العالية التي تحظى بها الرباط التي تولي أهمية بالغة لحقوق الإنسان وتنحاز للقضايا العادلة بعيدا عن المزايدات السياسية.

وأفادت وزارة الخارجية المغربية بأن المغرب حصل على أصوات 30 عضوا من مجموع الأعضاء الـ47 بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، مقابل ترشيح جنوب إفريقيا الذي لم يحصل سوى على 17 صوتا.

وأكدت أن "انتخاب المغرب، لأول مرة في تاريخه، لرئاسة هذه الهيئة الأممية المرموقة يعد اعترافا من قبل المجتمع الدولي بالرؤية المتبصرة للعاهل المغربي الملك محمد السادس في مجال حماية وتعزيز حقوق الإنسان".

وتابعت أن "انتخاب المملكة لرئاسة مجلس حقوق الإنسان يأتي بفضل تأييد عدد كبير من البلدان من كافة أنحاء العالم وبالرغم من التعبئة المضادة للجزائر وجنوب إفريقيا"، مشيرة إلى أنه يكشف عن الثقة والمصداقية التي يحظى بها التحرك الخارجي للمغرب تحت القيادة الملكية في أفريقيا وعلى الساحة الدولية والمنظومة متعددة الأطراف.

واحتدم الخلاف خلال الأيام الأخيرة بين جنوب أفريقيا والمغرب حول رئاسة مجلس حقوق الإنسان وهي منصب مرموق لكنه رمزي غالبا ويساعد في تحقيق نقلة في الحياة السياسية للسفراء.

ويجتمع المجلس بضع مرات في السنة في جنيف وهو الهيئة العالمية الحكومية الدولية الوحيدة التي تحمي حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم ويستطيع المجلس تمحيص سجلات حقوق الإنسان بشدة في البلدان والسماح بإجراء تحقيقات.

وفي 10 ديسمبر/كانون الأول الماضي أكد الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 75 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان أن "حرص المملكة على النهوض بحقوق الانسان على المستوى الوطني لم يقتصر على تكريسها الدستوري بل أصبح ركيزة للسياسات العمومية ومحددا رئيسيا للاختيارات الإستراتيجية".

وشدد على أن المغرب يسعى دائما إلى حل النزاعات وتجديد مسارات التعاون والتضامن من أجل استتباب الأمن والسلم والاستقرار في كنف احترام حقوق الإنسان.

وقال مكسوليسي نكوسي، سفير جنوب أفريقيا في الأمم المتحدة لرويترز الثلاثاء إن سجل جنوب أفريقيا في التغلب على الفصل العنصري وسمعتها كمنشئ للجسور يجعلها مرشحا قويا، مشككا في أحقية المغرب بالمنصب.

وردّ السفير المغربي عمر زنيبر على هذا التصريح العدائي بقوله إن الرباط حصلت على دعم الاتحاد الأفريقي منذ أشهر باعتبارها المرشح الوحيد، مشددا على أن المملكة تحترم القانون وحققت تقدما كبيرا في مجال حقوق الإنسان، رافضا الانتقادات الموجهة لسياساتها في الصحراء الغربية ووصفها بأنها "أكاذيب ودعاية".

وقال زنيبر بعد انتخابه إنه يريد العمل "لتلبية مطالب عملنا المشترك المهم والأساسي وهو تعزيز واحترام وضمان حقوق الإنسان على النحو المعترف به دوليا" وفقا لبيان صادر عن المجلس.

وتناصب بريوتريا العداء المجاني للمغرب وكثيرا ما سعت إلى التشويش على الإجماع شبه الدولي الذي تحظى به مبادرة الحكم الذاتي التي تقترحها الرباط لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية بدعمها للنزعة الانفصالية التي تقودها جبهة بوليساريو ومن ورائها الجزائر التي تدعمها وتوفر الغطاء السياسي لقادتها.