في لفتة ملكية.. العاهل المغربي يزور مصابي الزلزال ويتبرع بالدم

المبادرة الملكية تأتي لتعزز مختلف المبادرات والإجراءات التي تم اتخاذها، ما من شأنه أن يعزز أواصر التضامن واللحمة بين المغاربة في مواجهة أسوأ كارثة طبيعية.

مراكش - في لفتة ملكية من شأنها أن تعزز أواصر التضامن واللحمة بين المغاربة في مواجهة أسوأ كارثة طبيعية، زار العاهل المغربي الملك محمد السادس مساء الثلاثاء المركز الاستشفائي الجامعي 'محمد السادس' بمراكش وتبرع بالدم بعد أن تفقد الحالة الصحية للمصابين، ضحايا الزلزال الذي وقع يوم الجمعة الماضي وخلف خسائر بشرية ومادية كبيرة في العديد من المناطق بالمملكة.

وذكرت وكالة الأنباء المغربية أن الملك محمد السادس قام بزيارة مصلحتي الإنعاش واستشفاء ضحايا الزلزال، حيث استفسر عن الحالة الصحية للمصابين وكذلك الخدمات الصحية المقدمة لهم من طرف الفرق الطبية على إثر هذه الكارثة الطبيعية الكبرى، كما تبرع بالدم خلال الزيارة.

وتأتي هذه المبادرة الملكية لتعزز مختلف المبادرات والإجراءات التي تم اتخاذها في هذا الصدد، تنفيذا للتعليمات الملكية لإنقاذ ومساعدة ومواكبة الأشخاص المتضررين من زلزال الحوز.

وكانت وزارة الداخلية المغربية قد أعلنت ارتفاع حصيلة قتلى الزلزال المدمر إلى 2901 والمصابين إلى 5530.

وجاءت المبادرة الملكية بينما تتواصل عمليات البحث والإنقاذ للعثور على ناجين وتقديم المساعدة لمن فقدوا منازلهم رغم تلاشي الآمال بعد أكثر من 72 ساعة على الزلزال المدمّر الذي خلّف نحو 2900 قتيل.

وأكدت أن السلطات "تواصل جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى والتكفل بالمصابين من الضحايا"، فضلا عن "فتح الطرق التي تضررت جراء الزلزال".

ويحاول عناصر الإنقاذ المغاربة بدعم من فرق أجنبية ومتطوعين تسريع عمليات البحث وتوفير مأوى لمئات الأسر التي خسرت مساكنها.

وذكرت وكالة الأنباء المغربية أن مستشفى عسكريا ميدانيا أقيم في دائرة تفنغولت بإقليم تارودانت (جنوب مراكش)، ثاني أكثر إقليم تضررا بعد الحوز.

ووصلت إلى قرية دوزرو المدمرة على بعد نحو 80 كيلومترا جنوب مراكش وحدة تضم 20 من رجال الإنقاذ البريطانيين. وقال رئيسها ستيف ويليت "لقد تدبر السكان أمر موتاهم لكن سنستعين بالكلاب لنرى ما إذا كان ثمة شيء آخر".

وسقط في إقليم الحوز أكثر من نصف القتلى (1643). بينما لم تسجل الثلاثاء وفيات جديدة في باقي للمناطق التي ضربها الزلزال، وفق ما أوضحت وزارة الداخلية التي أكدت دفن معظم القتلى.

وشوهدت مروحيات تقوم برحلات ذهابا وإيابا لتوصيل الطعام إلى الناجين من الزلزال في بعض القرى الصغيرة النائية.

 

العاهل المغربي يتبرع بالدم في بادرة تضامن مع مصابي الزلزال
العاهل المغربي يتبرع بالدم في بادرة تضامن مع مصابي الزلزال

وفي جنيف وجه الصليب الأحمر الدولي الثلاثاء نداء لجمع أكثر من 100 مليون دولار لتوفير الاحتياجات العاجلة للمغرب.

ويؤمل أن يمكنه ذلك من "تلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحا في هذا الوقت والتي تشمل الصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة ومواد الإغاثة في مجال المأوى والاحتياجات الأساسية"، وفق ما أوضحت كارولين هولت مديرة قسم الكوارث والمناخ والأزمات في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.

وأفادت منظمة اليونيسف الثلاثاء أن "حوالي 100 ألف طفل قد تأثروا بالزلزال"، موضحة أنها "حشدت بالفعل موظفي المساعدة الإنسانية لدعم الاستجابة الفورية على الأرض".

وقال رئيس الوزراء عزيز أخنوش الاثنين إن السكان الذين هدمت بيوتهم "سيتلقون تعويضات"، موضحا "سيكون هناك عرض واضح سنحاول تحضيره هذا الأسبوع" في هذا الشأن.

ولفت إلى أنه يتمّ النظر حاليا في حلول لإيواء المشرّدين. وكانت الحكومة أعلنت إحداث صندوق خاص لمواجهة تداعيات الكارثة، وهو مفتوح لتلقي التبرعات.

وما زال الوصول إلى القرى الأقرب إلى مركز الزلزال صعبا بسبب الانهيارات الأرضية.

وأنشأ الجيش المغربي مستشفيات ميدانية لعلاج الجرحى في المناطق البعيدة، على غرار قرية أسني في إقليم الحوز المنكوب. وقد استقبل هذا المستشفى أكثر من 300 مصاب بحسب الطبيب الكولونيل يوسف قموس.

وكان المغرب أعلن مساء الأحد أنه استجاب لأربعة عروض مساعدة قدمتها بريطانيا وإسبانيا وقطر والإمارات، لمواجهة تداعيات الزلزال.

وأفاد مراسلو فرانس برس أن عناصر إنقاذ إسبان وصلوا إلى منطقتين ضربهما الزلزال جنوب مراكش، وهي تلات نيعقوب وأمزميز في إقليم الحوز.

وقالت رئيسة الفريق الإسباني أنيكا كول "الصعوبة الكبيرة تكمن في المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها كما هي الحال بالنسبة لهذا المكان، ويتم نقل الجرحى بالطائرة العمودية"، مضيفة "دائما يكون هناك أمل" للعثور على أحياء.

والزلزال الذي وقع ليل الجمعة السبت، بقوة 7 درجات بحسب المركز المغربي للبحث العلمي والتقني (6.8 وفق هيئة المسح الجيولوجي الأميركية)، هو أقوى هزّة يتمّ قياسها في المغرب على الإطلاق.

والمغرب غير معتاد عموما على الزلازل المدمرة. واعتبر هذا الزلزال الأعنف "استثنائيا" نظرا إلى بؤرته الواقعة في قلب جبال الأطلس الكبير، خصوصا أن الرقعة الجغرافية المنكوبة شاسعة.

وفي 29 فبراير 1960، دمر زلزال بقوة 5.7 درجات مدينة أغادير الواقعة على ساحل البلاد الغربي مخلفا ما بين 12 إلى 15 ألف قتيل، هم ثلث سكان المدينة.