قطر تعيد تنشيط دورها في أفغانستان بعد تراجع نفوذها

الدوحة توفد مبعوثا خاصا لكابول لبحث تعزيز العلاقات الثنائية ولمحاولة إقناع طالبان بالتراجع عن قيود مشددة على تعليم وعمل النساء في خطوة تأتي لتخفيف الضغوط الدولية على حكومة الحركة التي لا تحظى بأي اعتراف دولي.

كابول - تسعى قطر لإعادة تنشيط دورها في أفغانستان ضمن محاولة جديدة لتخفيف الضغوط الدولية على حكومة حركة طالبان المتشددة التي لا تتمتع باعتراف دولي رسمي والتي أثارت موجة انتقادات حادة بعد إعادة فرضها قيودا مشددة على للنساء.

وخسرت الدوحة بعضا من نفوذها على الرغم من علاقات وثيقة مع طالبان قبل عودة الأخيرة للسلطة بعد 20 عاما من إطاحة تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة بحكمها.  

وذكر بيان من وزارة الخارجية الأفغانية أن مبعوثا لوزارة الشؤون الخارجية القطرية زار العاصمة كابول اليوم الأحد والتقى بالقائم بأعمال وزير الخارجية في إدارة حركة طالبان.

وتأتي الزيارة بعد أن فرضت إدارة طالبان قيودا على تعليم الفتيات وعمل النساء في المنظمات غير الحكومية في إجراءات وصفتها قطر بأنها مقلقة للغاية وسط موجة واسعة النطاق من الانتقادات الدولية.

وقال عبدالقهار بلخي المتحدث باسم الشؤون الخارجية الأفغانية إن مطلق بن ماجد القحطاني المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري شارك في اجتماعات مع القائم بأعمال وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي في كابول، مضيفا "ناقش الجانبان التنسيق السياسي وتعزيز العلاقات وكذلك المساعدات الإنسانية".

ولم تعترف أي دولة رسميا بعد بحكومة طالبان. ومع هذا، أرسلت كل من الصين وباكستان وزير خارجيتهما العام الماضي إلى أفغانستان. وزار نائب الممثل الخاص للأمم المتحدة البلاد في الآونة الأخيرة لمناقشة حقوق النساء والمساعدات.

وكان يوجد في قطر مقر المكتب السياسي لحركة طالبان منذ 2012 تقريبا عندما كانت الحركة تشن تمردا ضد الحكومة المدعومة من الغرب وحتى توليها السلطة في 2021 وهي أيضا حلقة الوصل بين الدول الغربية والحركة المتشددة.

وتبدو أهداف الزيارة أبعد من مجرد تدخل لإثناء طالبان عن القيود التي فرضتها بحق النساء، بالإمارة الخليجية الغنية بالغاز تواصل جهودها لانتزاع دور الوسيط في عدة أزمات دولية.

وسبق لها أن عرضت المساعدة على حلحلة أزمة المفاوضات النووية المتعثرة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني للعام 2015 واستضافت بالفعل لقاء بين طهران وقوى غربية انتهى بالفشل.

كما طرقت أبواب لبنان وفتحت مسارا مواز لجهود أميركية فرنسية سعودية لإنهاء أزمة الشغور الرئاسي واستضافت سياسيين لبنانيين واقترحت، وفق مصادر صحفية، أسماء بعينها ما أغضب الرياض التي أعلنت أنها ملتزمة فقط بالمبادرة التي نقلتها الكويت للجانب اللبناني بعد أزمة دبلوماسية حادة تسبب فيها وزير الإعلام السابق في حكومة نجيب ميقاتي حين انتقد دور التحالف العربي (بقيادة السعودية) في اليمن وتجاهل الاعتداءات الحوثية الإرهابية على المملكة، في تصريحات اعتبرت حينها انحيازا للميليشيا اليمنية المدعومة من إيران.

وتحاول قطر العودة للساحة الأفغانية من أكثر من بوابة لتوسيع منافذها الاقتصادية خاصة بعد أن خسرت صفقة إدارة أمن وتشغيل المطارات الأفغانية لصالح دولة الإمارات.