قيس سعيد يضغط لحل مشكلة التمويل الأجنبي للجمعيات

الرئيس سعيد يؤكد أن جمعية تونسية في الخارج تتلقّى ملايين الدينارات كل سنة وتحوّل هذه الأموال لتمويل الأحزاب السياسية في تونس وهو ما يجرمه القانون.
قيس سعيد يطالب الخبراء والمفكرين باعادة النظر في مفاهيم تمويل العمل الجمعياتي

تونس - يشدد الرئيس التونسي قيس سعيد على ضرورة مكافحة التمويل الأجنبي للجمعيات وللأحزاب وذلك للحفاظ على السيادة الوطنية ومنع التدخل في الشؤون التونسية رغم أن هذه السياسة تواجه برفض من قوى معارضة ارتبط مصيرها بالدعم الخارجي وفق عديد المحللين.
وطيلة العشرية الماضية لعب التمويل الأجنبي للجمعيات والأحزاب دورا في ضرب الحياة السياسية ورهنها للخارج وهو ما أضر في النهاية بالمصالح التونسية واستقلالية القرار الوطني.
ومثل التمويل الأجنبي للجمعيات محور لقاء سعيد الجمعة برئيس الحكومة أحمد الحشاني ووزيرة العدل ليلى جفال ووزيرة المالية سهام البوغديري نمصي.
وشدد على ضرورة مكافحة ظاهرة التمويل الأجنبي للجمعيات وترجمة التشريعات والقوانين المتعلقة بمراقبة الأموال المشبوهة قائلا "أنّ هناك مشكل يجب معالجته يتمثّل في التمويل الأجنبي للجمعيات."
وتحدث عن امثلة بشأن مجموعة من التجاوزات قائلا "على سبيل المثال هناك جمعية تونسية في الخارج تتلقّى ملايين الدينارات كل سنة وتحوّل هذه الأموال لتمويل الأحزاب السياسية في تونس".
وأضاف "هناك جمعية تلقّت سنة 2022 أكثر من مليوني دينار ومن ثمّ يتحدثون عن المجتمع المدني. لكن آن الآوان لبعض الخبراء والمفكرين ليعيدوا النظر في هذه المفاهيم".
وتابع " الجمعيات التي تتلقّى أموالا من الخارج في أكثر الأحيان تعقد ندوات وملتقيات في نزل من فئة 5 نجوم في آخر الاسبوع للراحة والاستجمام ويأتي الخبراء من الخارج للتكوين".

ويؤكد الرئيس التونسي مرارا على ضرورة غلق الأبواب امام المحاولات لاختراق الدولة التونسية من خلال الجمعيات وبذريعة الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الانسان.
وكانت السلطات القضائية التونسية قررت الأسبوع الجاري حل العشرات من الأحزاب والجمعيات بشبهة التمويل الأجنبي وفي قضايا ترتبط بالشفافية المالية ومصادر التمويل.
وقد علق القضاء نشاط 182 جمعية حتى اليوم من بين 272 جمعية تم إخطارها، في حين أصدرت قرارات بحل 69 جمعية.
وقالت مديرة ديوان رئيس الحكومة سامية الشرفي في جلسة استماع بالبرلمان الاثنين الماضي إن ارتفاع التمويل الأجنبي للجمعيات يتأتى من تضاعف عددها خلال العشرية الأخيرة، وهو الأمر الناتج عن غياب نص قانوني يضع سقفا لتلك التدفقات المالية الخارجية".
وكانت دائرة المحاسبات قد كشفت عن تجاوزات وتمويلات اجنبية لعدد من الأحزاب وانتهاكات لقانون الانتخابات المتعلقة بتمويل الحملات الانتخابية لعدد من الأحزاب.
وأظهرت في تقريرها المنشور في 2021 أن حجم التمويلات الأجنبية التي استفادت منها الجمعيات، وفق المعطيات المتوفرة لديها، بلغت 68 مليون دينار (25.15 مليون دولار) سنة 2017 و78 مليون دينار (28.85 مليون دولار) سنة 2018 في وقت لم تُعلم فيه 566 جمعية الحكومة بتلقيها تمويلات أجنبية المصدر.
وأضافت محكمة المحاسبات في تقريرها الـ32 الصادر مؤخرا أن الأرقام التي توصلت إليها أعلى من تلك التي أوردها البنك المركزي التونسي والتي تقارب 27 مليون دينار (9.99 مليون دولار) سنة 2017 و17 مليون دينار (6.29 مليون دولار) سنة 2018، مبيّنة أن أرقام البنك المركزي التونسي المتعلقة بحجم التمويلات الأجنبية للجمعيات تمثل 41 في المئة من الحجم المتوقع لسنة 2017 و22 في المئة من الحجم المتوقع لسنة 2018.
وتثير مصادر تمويل الجمعيات العديد من التساؤلات، وهناك من يتهم بعضها بتوظيف التمويل الأجنبي في الحملات الانتخابية للأحزاب واستقطاب الفئات الشعبية الهشة لتعزيز الخزان الانتخابي.