كل هواتفنا ملوثة ببكتيريا البراز!

دراسة جديد ترصد بكتيريا الإشريكية القولونية والمكورات العقدية البرازية على مئة بالمئة من شاشات الهواتف الذكية فضلا عن تواجد بكتيريا براز الصراصير على نصفها.

واشنطن - تلازمنا هواتفنا الذكية من المطبخ الى الحمام كظلنا، وهذا تحديدا ما يجعها تشكل خطرا صحيا نبهت دراسة جديدة الى انه قد يكون اكثر من جدي ويتسبب في متاعب صحية كبيرة.

ورصد باحثون على اسطح الهواتف بكتيريا من براز الإنسان والصراصير.

وتم العثور على بكتيريا الإشريكية القولونية والمكورات العقدية البرازية على  مئة بالمئة من شاشات الهواتف الذكية في دراسة للميكروبات الضارة التي تنتقل إلى جسم المستخدم.

كما تم العثور على جرثومة التسمم الغذائي والمكورات العنقودية الذهبية المسببة للالتهاب الرئوي، في كل من المسحات العشرين المأخوذة من 10 هواتف، وفي حين لم يكن هناك آثار من السالمونيلا في المسحات، إلا أن نصفها تبين أنه يحتوي على بكتيريا P. aeruginosa، التي توجد عادة في براز الصراصير.

قالت سارة ماكونومي، مديرة العمليات في شركة "سال سال" (SellCell) المشرفة على الدراسة، إن الهدف منها كان معرفة "مدى انتشار البكتيريا الضارة على شاشات الهواتف المحمولة، وأنواع البكتيريا الأكثر شيوعًا".

النتائج كانت مروعة حقا

واكدت أن "النتائج كانت مروعة حقا، حيث نشأت العديد من أشكال البكتيريا من البراز البشري، مما يسلط الضوء حقًا على حاجة الأشخاص لتنظيف هواتفهم المحمولة وتعقيمها بشكل كامل في كثير من الأحيان، وربما كان الأمر الأكثر إثارة للقلق هو وجود بكتيريا P. aeruginosa، التي تأتي مباشرة من مخلفات الصراصير".

واختبرت الدراسة شاشات هواتف خاصة مملوكة لست إناث وأربعة ذكور تتراوح أعمارهم بين 22 و62 عاما.

 وتم العثور على ما مجموعه 20 مستعمرة من المكورات العقدية البرازية والمكورات المعوية، والتي تتشكل في المعدة والأمعاء لكل من البشر والحيوانات على الشاشات المختبرة، والتي يمكن أن تمثل خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي والتهابات الجلد وحتى التسمم الغذائي.

تم إلقاء اللوم على بعض الجراثيم في دخول الهواتف إلى دورات المياه، حيث رجح الباحثون أنه يمكن في غضون خمس دقائق فقط أن تنتقل البكتيريا في الهواء عند تنظيف المرحاض، مما يزيد من فرصة سقوطها والتصاقها بسطح الهاتف.

وذكرت شركة "سال سال" أنه "بعد ذلك يحمل المستخدم البكتيريا على هاتفه خارج دورة المياه إلى بقية المنزل"، حيث يمكن أن تزيد فرص انتشار الأمراض.

في حين أن العديد من العوالق يمكن أن تكون غير ضارة بشكل تام، فإن الأنواع الأكثر خطورة والتي يمكن أن تسبب الإسهال والقيء والتهابات الجهاز التنفسي وحتى التهابات المسالك البولية ومجرى الدم، يمكن أن تنتقل للمستخدم أو أي من أفراد الأسرة وبالتالي فإنه ينصح أولا بعدم اصطحاب الهواتف الذكي إلى داخل دورات المياه والمواظبة على تنظيفها بشكل جيد دوريًا.

وكانت دراسة اميركية سابقة من الكلية الأميركية للحساسية والربو والمناعة أوضحت أن الهواتف الذكية التي تستخدمها 85 في المئة من الأسر الأميركية، هي "بيئة حاضنةٌ للمخاط، بسبب احتوائها مواد مسببة للحساسية".

وقال الباحثون إن الهواتف الذكية "أظهرت مستويات مرتفعة ومتغيرة في جدران الخلايا، التي تسبب مشكلات في مجرى الهواء في القصبة الهوائية والربو وتكون مزمنة، وتسبب الذيفان الداخلي، وهو عامل التهابي قوي وعلامة التعرض للبكتيريا الخطيرة".

في العام 2018 اختبر العلماء أثناء بحثهم 30 هاتفا ذكيا للأشخاص العاديين. واتضح أنه في بعض الحالات قد يكون عدد البكتيريا الموجودة على جسم الهاتف الذكي أكثر بمقدار 18 مرة من حافة المرحاض.

واشارت الدراسة إلى أن هذه البكتيريا يمكن أن تسبب عددا من الأمراض الخطيرة، مثلا التهابات الجلد والأمعاء والالتهاب الرئوي والتهاب السحايا.

وكانت دراسة اقدم وجدت أنّ الهواتف الذكية قد تؤدي إلى أمراض الحساسية في الوجه والأذنين، حيث تبدأ من جفاف البشرة، ومن ثم تنتقل للحكة الشديدة والاحمرار، لتنتهي بالندبات والحبوب والتقرحات، وبالطبع لم تغفل الدراسة عن الإشارة إلى ما تُسببه الهواتف من تدمير لخلايا المخ.
وتم إعداد الدراسة في مستشفى “جنتوفتي” بجامعة كوبنهاغن الدانماركية، وأوضحت أنّ أسباب حدوث هذه المضاعفات يعود إلى التصاق الهواتف الذكية بالأذن لمدة تصل إلى 30 دقيقة متواصلة خلال اليوم، أو أكثر من ساعة على فترات متباعدة، مما يزيد من مخاطر الإصابة بالحساسية التي تعرف باسم “الالتهابات الجلدية التماسية التحسسية”، وهو التهاب الجلد المحدث بالمواد الكيماوية الناتجة من مكونات الهواتف مثل النيكل والكوبالت والكروميوم.
كما أشارت الدراسة إلى أنّ أكثر المصابين بهذه الحساسية هم من المراهقين والأطفال، والمرعب بالأمر أنها لا تحدث فقط أثناء التحدث عبر هذه الهواتف بل امتدت أيضًا لتطال كتابة الرسائل ومحادثات الدردشة وممارسة الألعاب وتصفح شبكة الإنترنت، فجميع هذه الوظائف مرتبطة بلمس الهاتف الذكي وبالتالي بالعناصر المهيجة للبشرة.