لا تأكيد بحرينيا لسحب السفير وتجميد العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل

بين بياني مجلس النواب البحريني ومركز الاتصال الوطني (حكومي) إشارات واضحة وأخرى غامضة عن سحب أو عودة السفيرين (البحريني والإسرائيلي) وعلاقة ذلك بتطورات الوضع في غزة.

المنامة - أصدر مركز الاتصال الوطني (حكومي) في البحرين بيان علق فيه على بيان مجلس النواب الخميس الذي أكد فيه سحب السفير البحريني من تل أبيب ومغادرة السفير الإسرائيلي للمنامة وقيام الأخيرة بتجميد العلاقات الاقتصادية احتجاجا على استمرار العدوان على غزة.

وقال المركز في بيان لم يأت على ذكر كلمة سحب السفير أو قطع العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل أو تجميدها "إشارة إلى ما ورد في بيان مجلس النواب، أكد مركز الاتصال الوطني أن سفير مملكة البحرين في تل أبيب قد عاد إلى المملكة منذ فترة، وأن سفير إسرائيل لدى مملكة البحرين قد غادر المملكة أيضا منذ فترة، مشيرا إلى أن الطيران المباشر بين مطار البحرين الدولي ومطار تل أبيب قد توقف منذ عدة أسابيع".

وينطوي البيان على إشارات غير تلك التأكيدات التي جاءت في بيان مجلس النواب، إذ تحدث عن عودة السفيرين كل إلى بلده بشكل مبكر في خطوة لا يبدو أن لها علاقة مباشرة أو رد احتجاجي على أحداث غزة.

وذكرت وكالة الأنباء البحرينية (بنا) أن المركز أكد على نهج مملكة البحرين الداعي إلى تعزيز الأمن والاستقرار وترسيخ السلام في المنطقة والذي يتحقق من خلال إعطاء الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه المشروعة وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، وصولا لحل الدولتين وفق مبادرة السلام العربية، وبما يضمن حق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.

وأضافت نقلا عن مركز الاتصال الحكومي أن "أولوية الجهود في هذه المرحلة يجب أن تتركز على حماية أرواح المدنيين وفق القانون الإنساني الدولي والعمل على تأمين ممرات إنسانية عاجلة لإيصال المساعدات الإغاثية والطبية إلى قطاع غزة في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة في القطاع، وضرورة تجنيب المنطقة تبعات دوامة عنف جديدة والعمل على إيجاد أفق سياسي واضح للسلام العادل والشامل والمستدام الذي يضمن الاستقرار والأمن للجميع".

وقال مجلس النواب البحريني مساء أمس الخميس إن سفير المملكة لدى إسرائيل عاد إلى الوطن، معلنا عن تعليق العلاقات الاقتصادية احتجاجا على الحرب في غزة، في خطوة اذا صحت ستشكل انتكاسة للدولة العبرية التي ترتبط بعشرات الاتفاقيات مع المنامة وتتقاسم معها مخاوف مشتركة من التهديدات الإيرانية.

وذكرت إسرائيل أنها لم تتلق إخطارا بأي من هذه الإجراءات قائلة إن علاقاتها مع المنامة "مستقرة" وفي حال تمّ تأكيد الأمر، فستكون البحرين أول دولة عربية من بين تلك التي طبّعت علاقاتها مع الدولة العبرية تُقدم على خطوة من هذا النوع منذ اندلاع الحرب على غزة.

وقال مجلس النواب في بيان نشره على موقعه الإلكتروني الرسمي "يؤكد البرلمان أن السفير الإسرائيلي في مملكة البحرين قد غادر المنامة وقررت المملكة عودة السفير البحريني من إسرائيل إلى البلاد كما تم وقف العلاقات الاقتصادية مع اسرائيل".

وأضاف "يأتي ذلك تأكيداً للموقف البحريني التاريخي الراسخ في دعم القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق" وأكد النائب الأول لرئيس مجلس النواب عبدالنبي سلمان القرار، مشيرًا إلى أن "الصراع الدائر في غزة لا يحتمل الصمت".

وتابع أن "أولوية الجهود في هذه المرحلة يجب أن تتركز على حماية أرواح المدنيين وفق القانون الإنساني الدولي والعمل على تأمين ممرات إنسانية عاجلة لإيصال المساعدات الإغاثية والطبية إلى قطاع غزة".

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان "نود توضيح أننا لم نتلق إخطارا أو قرارا من حكومة البحرين وحكومة إسرائيل بإعادة سفيري البلدين. العلاقات بين إسرائيل والبحرين مستقرة".

والبحرين التي يتمركز فيها الأسطول الخامس للبحرية الأميركية من ضمن الأطراف الموقعة على اتفاقيات إبراهيم وهي سلسلة من معاهدات التطبيع بين إسرائيل وعدة دول عربية في عام 2020.

وقال وزير المالية البحريني الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة الشهر الماضي خلال حديثه في مؤتمر استثماري في السعودية إن من المهم مواصلة بناء الجسور وذلك عند سؤاله عن اتفاقيات إبراهيم.

وأحجم وزير الصناعة والتجارة البحريني عبدالله بن عادل فخرو قبل ذلك بأيام عن التعليق حينما سُئل في مؤتمر في أبوظبي في أكتوبر/تشرين الأول عن حالة العلاقات التجارية والاستثمارية مع إسرائيل.

وشكلت المخاوف المشتركة من إيران أحد أسباب التقارب مع إسرائيل ووقعت البحرين والدولة العبرية العام الماضي اتفاقا للتعاون الأمني هو الأول من نوعه بين إسرائيل ودولة خليجية. 

كما وقّع البلدان خلال الأعوام الماضية نحو 50 اتفاقية ومذكرة تفاهم، فيما يبلغ عدد الرحلات الأسبوعية المباشرة بين تل أبيب والمنامة 5 رحلات.

واندلعت أحدث حرب في الصراع المستمر منذ عقود بين الإسرائيليين والفلسطينيين حينما تسلل مقاتلو حركة حماس عبر الحدود في السابع من أكتوبر/تشرين الأول وتقول إسرائيل إنهم قتلوا 1400 شخص واحتجزوا أكثر من 200 رهينة.

وتقول سلطات الصحة في قطاع غزة إن القصف الإسرائيلي على القطاع الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 9601 من بينهم 3760 طفلا.

وفي تطور آخر قالت وزارة الخارجية البحرينية الجمعة إنها أجلت 6 من رعاياها كانوا عالقين عند معبر رفح بينما شهد المعبر الخميس عبور دفعات من العالقين من الأجانب ومن الفلسطينيين ممن يحملون جنسية مزدوجة.