لا حقيقة على شبكات التواصل الا الرواية الاسرائيلية

ميتا تبذل جهدا كبيرا في ملاحقة منشورات مؤيدة لفلسطين اما بالحذف المباشر وحظر ومعاقبة الحسابات او بتعطيل وصول المنشورات لجمهور واسع عبر التلاعب بالخوارزميات.

واشنطن -  مع اندلاع الحرب التي تشنها اسرائيل على غزة، اشتكى مئات الالاف من المسخدمين العرب خاصة من تقييد تطبيق فيسبوك وإنستغرام المملوكين لشركة ميتا الأميركية وشبكات تواصل اجتماعي اخرى بيها تيك توك الصينية المنشورات والحسابات أو حظرها بسبب محتواها المؤيد للفلسطينيين.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن آلاف المستخدمين نشروا رسائل دعم للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، الذين شرد مئات الآلاف منهم وقتل وأصيب الآلاف بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية، قبل أن يفاجأوا بإخفائها أو حذفها.

كما أشار ناشطون آخرون إلى أن حساباتهم تعرضت للإغلاق، بعدما دعوا إلى "احتجاجات سلمية في أنحاء الولايات المتحدة" لدعم غزة.

وذكرت مهندسة الذكاء الاصطناعي آية عمر، لـ"نيويورك تايمز"، أنها لم تتمكن من رؤية حسابات وسائل الإعلام الفلسطينية التي تتابعها بانتظام، لأن شركة "ميتا" المالكة للمنصتين حظرتها، مبرزة أن ذلك يؤدي إلى متابعة أحداث غزة "من وجهة نظر واحدة".

وفضلا عن الحظر الكامل او الجزئي وحذف منشورات بعينها، تمارس ميتا شكلا اكثر تذاكيا من حجب مقنع، اذ ابلغت  العديد من المنشورات أن التعتيم يحصل من خلال حيلة تُستخدم عبر منصات الإنترنت، خاصة وسائل التواصل من أجل تقليل رؤية ونطاق محتوى المستخدم دون علمه. وببساطة، يكون المستخدم غير عارف بأن محتواه لا يُعرض لجمهور أوسع.

حجب مقنع

وأبلغ بعض المستخدمين عن قيود مفروضة على حساباتهم على منصتي إنستغرام وفيسبوك بعد نشرهم تعليقات حول فلسطين، بما في ذلك عدم القدرة على البث المباشر أو التعليق، وحجب الهاشتاغات (الوسوم) المتعلقة بحماس و"طوفان الأقصى" وإخفاؤها من البحث.

وانحياز ميتا المطلق للرواية الاسرائيلية لا يتوقف هنا، اذ تستجيب  الشركة لـ90% من طلبات إسرائيل لإزالة محتوى وحسابات عبر مواقع التواصُل الاجتماعيّ.

وأعلنت النيابة العامة الإسرائيلية، الإثنين، أن قسم السايبر التابع لها، قد "بدأ باتخاذ إجراءات لإزالة المحتوى والحسابات والصفحات والمستخدمين على مختلف شبكات التواصل الاجتماعي، الذين ينشرون محتوى يحرّض على العنف والإرهاب المرتبط بالحرب".

وأضافت: "منظمة حماس الإرهابية، التي تنشر كلمات مديح للأعمال الإرهابية، وتعرض صورا مهينة للقتلى والجرحى والمختطَفين من المنطقة المحيطة بغزة ("غلاف غزة")". كما لفتت إلى أنه "يتم تنفيذ هذا النشاط بالتعاون الوثيق مع الهيئات ذات الصلة في الجيش، والشاباك، وجهاز السايبر الوطني، وزارة الأمن القومي، والشرطة الإسرائيلية".

وذكرت أنها رصدت "في إطار هذا النشاط... ما يزيد عن 5200 محتوى ومنشور يتضمن محتويات إرهابية محظورة، قام برفعها أنصار منظمة حماس الإرهابية".

وأوضحت أنه "تم قبول نحو 90% من جميع الطلبات الخاصة بمنصات شركة ميتا (Facebook Instagram)، وتمت إزالة المحتوى".

وأضافت أنه "تم قبول نحو 85% من الطلبات (الموجّهة) تيك توك، وتمت إزالة المحتوى".

أما بالنسبة لـ"تويتر"، "فيجري الآن بذل جهد لتعزيز التواصل مع الشركة" من أجل زيادة استجابتها للطلبات"، وفق البيان.

ودافعت "ميتا" عن نفسها، مشيرة إلى أن أن بعض المنشورات تم إخفاؤها بسبب "خطأ عرضي" في أنظمة الشركة.

وأبرزت: "هذا الخطأ أثر على الحسابات في جميع أنحاء العالم، ولم تكن له أي علاقة بموضوع المحتوى - وقد قمنا بإصلاحه بسرعة".

وأضافت: "وفي بعض الأحيان، قد يتم حظر أو حجب بعض المنشورات مؤقتا لأن الشركة تتخذ إجراءات للتعامل مع عدد كبير من التقارير المتعلقة بالمحتوى الرسومي (الغرافيك)".

ويأتي ذلك، بعد أيام من إعلان "ميتا" حذفها أكثر من 795 ألف منشور بالعربية والعبرية، وصفتها هذه الشركة بأنها "مزعجة أو غير قانونية" فيما يتعلق بحرب إسرائيل على غزة.